جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب
آخر تحديث GMT 23:11:20
المغرب اليوم -

يأتي ذلك خلال حفل تقديم كتاب "تاريخ بلاد تادلة"

جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب

كتاب "تاريخ بلاد تادلة" للكاتب المغربي عبدالكريم جويطي
الرباط - المغرب اليوم

أكد محمد معروف الدفالي، الأستاذ الجامعي المتخصص في تاريخ المغرب المعاصر، ـن "الأبحاث التي تُعنى بدراسة تاريخ المغرب القديم ناقصة"، معتبرا أن "العصر الوسيط استمر طويلا بالمغرب، بل امتد أيضا إلى العصر الحديث الذي حمل نفس أدواته وثقافته؛ ما يجعله يشكل أكثر من نصف تاريخ المغرب".

الدفالي، الذي كان يتحدث في حفل تقديم كتاب "تاريخ بلاد تادلة" للكاتب المغربي عبدالكريم جويطي، مساء الجمعة بالدار البيضاء، أضاف أن التاريخ العصري للمملكة ابتدأ مع الأدباء المغاربة، مبرزا أن "غياب المدرسة التاريخية أو الجامعة في تلك الظرفية حال دون وجود مؤرخين محترفين، حيث كانت الحركة الوطنية تردّ على الاستعمار من خلال كتابات تاريخية، على أساس أن أغلب روادها كانوا أدباء".

وشدد الأستاذ الجامعي المتخصص في تاريخ المغرب المعاصر على أن "الكتابة المونوغرافية موروثة عن هذه المرحلة التاريخية، وهي المرحلة الأولى لكتابة تاريخ وطني شامل"، قبل أن يسوق المثال بما كتبه محمد المختار السوسي عن سوس وعبد الرحمان بن زيدان عن مكناس، وكذلك ما ألفه محمد سعيد الصديقي عن الصويرة، في سياق حديثه عن علاقة الأدب بالتاريخ من خلال تجربة جويطي، مؤكدا أن "المغرب أقل الشعوب التي تكتب عن تاريخها".

اقرا ايضًا:

 المتحف التراثي في أبوظبي رحلة في رحاب تاريخ المغرب العريق

أما لحسن بودرقة، أستاذ التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، فقد أثنى على العمل الذي يُشكل إضافة للخزانة التاريخية في منطقة تادلة، مبرزا أن "جويطي له حنين دائم وارتباط وثيق بمجاله، ما يتجسد في كتابة تاريخ تادلة وفق مقاربة تركيبية بدأها من الأصول".

وأورد بودرقة أن "سؤال علاقة التاريخ بالأدب قد يبدو بديهيا؛ لكن الجواب لا يبدو كذلك، فهما تخصصان متوازيان لأنهما يجسدان حكاية بأدوات مختلفة؛ فالأديب يحكي عن أحداث رواية كائنة في الواقع مزجها بالخيال، بينما المؤرخ يبحث عن الحكاية بواسطة الوثائق والتحقيق فيها"، مشددا على أن "التاريخ قد يعتبر مادة خامة للأديب، والأدب أيضا قد يكون مصدرا من مصادر التاريخ". 

وتابع الأكاديمي المغربي: "يجب تحقيق الموضوعية في الكتابة التاريخية؛ ذلك أن المؤرخ يتخلص من الذاتية قدر الإمكان ويشكك في كل المصادر، وإن كانت أكثر المصادر وثوقية"، لافتا إلى أن "الشرط الثاني للكتابة التاريخية يتجسد في التحقيب التاريخي الجهوي، إذ يجب أن ننتقل من الاهتمام بالسلطان والحاكم والوزير في التاريخ إلى تسليط الضوء على الفلاح والشرائح البسيطة التي تساهم في صنع التاريخ بالمجال الجهوي". 

أما الشرط الثالث، حسب الجامعي عينه، فهو تحيين تاريخ المغرب، الذي اعتبره "مطلب كل الباحثين، سابقا وحاليا ومستقبلا"، مردفا أن "تحيين التاريخ مُضنٍ؛ لأنه يحتاج إلى مقاربات جديدة واعتماد مصادر جديدة لا يمكن العثور عليها سوى في المنطقة، من خلال التنقيب عن أسماء الأعلام والمواقع والبحث الأثري والأعراف"، وغيرها من شروط الكتابة التاريخية التي تناولها في إطار الومضات التأملية التي أثارها الكتاب. 

عبد الكريم جويطي، صاحب كتاب "تاريخ بلاد تادلة" الذي يروي تاريخ المنطقة في العصر الوسيط خلال الفترة القديمة إلى غاية القرن التاسع عشر، أشار إلى أن "مئات الأشخاص قدموا إلى المنطقة من أجل اقتناء المؤلف الذي يندرج ضمن جنس التاريخ، حيث لم يُبع في الرباط أو الدار البيضاء، وإنما بيعت ألف نسخة منه بمدينة بني ملال لوحدها". 

وأردف جويطي: "هنالك انتظارات كثيرة للقراء، خصوصا تاريخ منطقة تادلة التي يجد فيها الطلاب والباحثون ندرة شديدة في المصادر التاريخية"، مشيرا إلى "وجود بعض الأطروحات الجامعية والكتب التي تضمنت معطيات غير دقيقة عن منطقة تادلة؛ وهو ما يستدعي مراجعة النصوص التاريخية"، بتعبيره، خاتما بالقول: "تادلة كانت مهمة في القلب الجغرافي للمغرب، إذ كان السلاطين يرددون لازمة: من حكم تادلة حكم المغرب".

قد يهمك ايضًا:

 مراكش تنتزع للمرة الثانية المؤتمر الدولي للقضاة في نسخته الواحدة والستين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف
المغرب اليوم - بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
المغرب اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن

GMT 18:14 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

مخرج فيلم"ماد ماكس" يحطم قلب تشارليز ثيرون

GMT 04:24 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقطع ويسلان بمكناس .. منعرج الموت يتربص بأرواح السائقين

GMT 08:29 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

عطر كارفن المصنوع من زهر البرتقال لطيف للرجال

GMT 18:55 2023 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

أجدد صيحات الأحذية من أسبوع الموضة في ميلانو

GMT 22:19 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

مقاييس الأمطارالمسجلة خلال 24 ساعة في المغرب

GMT 18:01 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 03:55 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ليكسوس العرائش يفوز خارج ميدانه على الفتح الرياضي بـ (88-65)

GMT 09:06 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الرجاء الرياضي يمنح المدرب لسعد الشابي هدية بعد إقالته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib