صومعة للا بيت الله تراث معماري شاهد على عراقة الجنوب الشرقي للمملكة المغربية
آخر تحديث GMT 02:43:42
المغرب اليوم -

صومعة "للا بيت الله" تراث معماري شاهد على عراقة الجنوب الشرقي للمملكة المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صومعة

صومعة "للا بيت الله"
الرباط -المغرب اليوم

تختزن صومعة للا بيت الله" الواقعة بمنطقة أقا (70 كلم عن طاطا) إرثا تاريخيا أصيلا ومتنوعا لمجتمعات وحضارات تعاقبت على المغرب، فهي تراث معماري شاهد على عراقة الجنوب الشرقي للمملكة المغربية.وسط واحة تتكون من أشجار النخيل ومياه باطنية متدفقة بشكل كبير، تطل هذه المعلمة التاريخية التي تصارع الزمن من أجل البقاء وتقاوم العوامل الطبيعية رغم مرور قرون عديدة على تشييدها.وتتواجد مأذنة مسجد "للا بيت الله"، التي يطلق عليها ساكنة المنطقة صومعة "أم حسان" لتشابهها مع صومعة "حسان" بالرباط، بجانب مسجد عتيق بدوار قصبة سيدي عبد الله امبارك.

وتكسو هذه المعلمة الدينية، التي يطلق عليها ساكنة المنطقة أيضا اسم "اكادير امغار" والتي يصل ارتفاعها إلى حوالي تسعة أمتار، زخرفة تزين واجهاتها الأربعة.ورغم عوامل التعرية والتلف البادية على المأذنة، فان جزءا مهما منها لا يزال منتصبا يضم رسومات هندسية رائعة أبدعها رجالات ذاك العصر الزاهر باستعمال مواد تقليدية مكونة من الطين المطبوخ والحجر وتؤرخ لتاريخ المغرب العريق وللفن المعماري والحضاري الذي خلفه الأجداد.

وأكد الباحث في علم الأركيولوجيا، بوجمعة تضومانت، أن المعطيات التاريخية والحفريات الأولية التي أجريت بالمنطقة تشير الى أن هذه المعلمة التاريخية يعود تاريخ بناءها الى عهد السعديين، حيث كانت زاوية سيدي عبد الله امبارك أحد الدعائم الرئيسية للدولة السعدية بالجنوب المغربي، مبرزا أن الشطر الأول من الحفريات وعمليات ترميم مسجد وصومعة "للا بيت الله" أثبتت أن الطابع المعماري لهذه المعلمة يحاكي بشكل كبير صومعة "حسان" بالرباط. 

وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الصومعة تختزن تراثا تاريخيا أصيلا ومتنوعا لمجتمعات وحضارات تعاقبت على الجنوب الشرقي للمملكة المغربية، مشيرا إلى أن هذه المعلمة الثقافية تعتبر من المآثر التاريخية العريقة والنواة الأولي لاستقرار ساكنة أقا منذ عهد السعديين. وذكر الباحث أن ساكنة جماعة سيدي عبد الله امبارك حريصة على الحفاظ على هذا الموقع التاريخي والحيوي الذي يمكنه أن يساهم بشكل فعال في تشجيع السياحة الواحاتية خصوصا وأن الصومعة تقع وسط واحة تجري بها 10 عيون لمياه عذبة.

من جهة أخرى، وسعيا منها إلى تثمين وصون التراث المادي المعماري والأثري الوطني، الذي يكتسي قيمة ثقافية وفنية وجمالية إنسانية وكونية، ووعيا منها بأهميته كأحد أسس تحقيق التنمية الشاملة، وكذا أحد أهم مقومات اقتصاد التراث، فإن وزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الثقافة- تحرص على جعله في صلب برنامجها العملي الرامي إلى تحقيق استثمار مستدام يشمل التراث بمختلف عناصره وتجلياته.

وتحقيقا لهذا الغرض، وتطبيقا للمقتضيات القانونية المتعلقة بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات، فإن الوزارة تؤكد على أنه لا يجوز لأي كان القيام، دون رخصة، بأعمال الحفر والبحث في الأرض والبحر قصد استكشاف مبان أو منقولات تكون فيها، بالنسبة للبلد، فائدة تاريخية أو أثرية أو أنتروبولوجية أو تهم العلوم التي تعنى بالماضي والعلوم الإنسانية بوجه عام.

ويذكر القطاع الوصي بأنه، يتعين على كل شخص أنجز أو عمل على إنجاز عملية حفر لم يقصد منها البحث عن آثار قديمة واكتشفت على إثرها مبان أو نقود أو تحف فنية أو عاديات، أن يخبر باكتشافه في الحال السلطة المختصة.وتجدر الإشارة إلى أنه يمنع إتلاف، بأي وجه من الوجوه، أو نقل المباني أو الأشياء المكتشفة ما عدا لأجل حفظها، وإلا فإن عملية الحفر تعتبر خرقا يقع تحت طائلة أحكام القانون ذاته.

وإذ تدعو الوزارة إلى ضرورة احترام كافة المساطر المتعلقة بأعمال الحفر والاستكشاف، فإنها تجدد تأكيدها على أهمية التراث المادي المعماري والأثري كمكون من مكونات الهوية الوطنية والذاكرة المجالية، وأحد محددات الوجود الحضاري يتعين تثمينه وصونه وتحقيق استدامته.

وحرصا على الحفاظ على هذا الموقع التاريخي ووعيا منها بأهمية التراث المادي بإقليم طاطا، بذلت وزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الثقافة- مجهودات في ترميم هذه المعلمة بدعم من عدد من الفاعلين المحليين، حيث تم وضع التصاميم الهندسية وتتبع أشغال الترميم. وتم تأطير أشغال الحفريات الاثرية بالقرب من هذه المعلمة الثقافية بدعم من الوزارة وذلك ضمن برنامج للبحث العلمي المهتم بالتراث والآثار، الذي أشرف عليه باحثون من المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث.

قد يهمك ايضا:

تواصل الأبحاث لكشف مكان الطفلة المختفية بطاطا

رياض سارة معلم سياحي وإرث حضاري في مراكش

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صومعة للا بيت الله تراث معماري شاهد على عراقة الجنوب الشرقي للمملكة المغربية صومعة للا بيت الله تراث معماري شاهد على عراقة الجنوب الشرقي للمملكة المغربية



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib