سناء الشعلان تدعو للانضمام إلى المبادرتين الأردنيتينرسالة عمان وكلمة سواء
آخر تحديث GMT 12:06:20
المغرب اليوم -

خلال مؤتمر "التقريب بين المذاهب" في جامعة كولكتا الهندية

سناء الشعلان تدعو للانضمام إلى المبادرتين الأردنيتين"رسالة عمان" و"كلمة سواء"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سناء الشعلان تدعو للانضمام إلى المبادرتين الأردنيتين

سناء الشعلان تدعو للانضمام إلى المبادرتين الأردنيتين"رسالة عمان" و"كلمة سواء"
نيودلهي - عدنان الشامي

استضافت جامعة كولكتا الأديبة د.سناء الشعلان في مؤتمرها المعقود داخل قسم اللغة العربيّة والفارسيّة كضيفة شرف في مؤتمر " التّقريب بين المذاهب عبر العصور المغوليّة والبريطانيّة والهند المستقلّة"   "الذي شاركت فيه باسم الجامعة الأردنيّة،  حيث قدّمت مبادرة "رسالة عمان" ومبادرة " كلمة سواء" بوصفهما من أهم مبادرات الأردن في العصر الحديث لأجل التقريب بين المذاهب والدّيانات والنّحل والملل. ودعت العلماء المشاركين في المؤتمر إلى الانضمام إلى هاتين المبادرتين اللتين أطلقتهما الأردن انبثاقاً من نسق فكريّ إنسانيّ رحب يتسع للجميع.

سناء الشعلان تدعو للانضمام إلى المبادرتين الأردنيتينرسالة عمان وكلمة سواء
   بدأت أعمال المؤتمر المعقود بالتّعاون مع المؤسّسة القطبية للمنحة الدّراسيّة/بمومباي بكلمة ترحيبيّة من رئيسه الأستاذ الدكتور محمد إشارت علي الملا الذي ذكر إنّ هذا المؤتمر انبثق من إيمانه وإيمان جامعته باهتمام الإسلام بالتّقارب بين المذاهب والآداب من منظومة فكريّة وعقديّة وإنسانيّة تسعى إلى الانفتاح على الآخر والتّسامح معه ودعمه وعونه.

سناء الشعلان تدعو للانضمام إلى المبادرتين الأردنيتينرسالة عمان وكلمة سواء
 وأضافت الشعلان في كلمتها الشّرفيّة في افتتاح المؤتمر :" على الرّغم من هذا النّور الذي يخيّم على هذا المجلس العلميّ العريق، إلاّ أنّنا لا نستطيع أن ننكر أنّ هذا العالم المأفون في خارج هذه القاعة يحترق في مرجل التباغض والتّحارب والتّطاحن والتّحاقد والإحن لأسباب أو دون أسباب حتى! وهذه النّدوة تكرّس نفسها كي ترسم طريقاً مرجوّاً أو مفترضاً بإخلاص نحو الإنسان واسترداده لآدميته وعطائه وحضارته عبر تفعيل حقّه في الاختيار والإقناع انطلاقاً من فكر إنسانيّ آمن بفلسفة التّقارب والتّفاعل ونقل الخبرات،  وإنتاج مفاهيم فضفاضة لحياة تتّسع للجميع دون استثناء لاستيلاد قيم المحبّة والتّآلف والتّعاضد وتصديرها لكلّ العالم.

  لن أزيد عليكم في سعيكم هذا فأقول لكم إنّنا نأتمر في هذا المكان لاستثمار مفاهيم ثابتة في حريّة التقريب في الدّين الإسلاميّ بوصفها فلسفة امتدّت لتشمل الفكر والمعاش، لتتجاوز بذلك مفاهيم نمطيّة أو مأسورة، ولكنّني أستطيع القول بثقة إنّنا في هذه النّدوة نعيد إنتاج رؤى أصيلة في ديننا لأجل استثمارها في استدعاء تفاهم إنسانيّ يرتقي على كلّ ضغينة أو كره أو إقصاء أو استبعاد أو تعال.

لاسيما أنّ الإسلام عندما سعى إلى تقريب المذاهب والآداب وسائر مناشط الفكر والحياة، إنّما مثّل الحريّة والديمقراطيّة والتّمرّد بذاتها ولذاتها، أقصد أنّ المذاهب الفقهيّة هي مظهر عملاق من مظاهر الحرّية الفكريّة في الإسلام، وعندما يقرّه الإسلام، فهو يذكي بقصديّة تامّة نور الحرّية، ويطلق عنان الاختيار والتّفكير، ويدعو إلى إعمال العقل البشريّ في التفكير والتحليل والتّركيب، وهو بذلك يرفض علانيّة وبوضوح أيّ أسر أو سبي للعقل البشريّ في إزاء تقديمه لثروة تشريعيّة زاخرة يتوافر عليها.

  وعندما يسعى الإسلام إلى التقريب بين المذاهب على اعتبار أنّها مناشط حيّة للحريّة، فهو يمارس الحريّة مرّة أخرى،  وبقصديّة أيضاً،  وذلك بممارسة هذا التقريب بالحوار لا بالقمع،  وفرض سلطة النّموذج المذهبيّ الواحد على من شاء أو أبى على حدّ سواء! في أفق شاسع يجمع المسلمين على أساسيّات وأصول ومبادئ ثابتة لا تزحزح عنها، ـفي حين يمتّعهم أجمعين بحقّ ممارسة يُسر التّشريع ومرونته.

وإن كانت حريّة الاختلاف قد مورست بشفافيّة قد مورست بشفافيّة مطمئنة، فإنّ حريّة التّقريب قد مورست في إطار يحترم العقل المخالف بطرق شتى جميعها انبثقت من مشرب الحوار والإقناع والتّلاقح بعيداً عن نجس القهر والجبر والسّلب والقصر.

 أمّا الأدب الإنسانيّ فقصة الإسلام معه قصّة عناق وعشق وتوأمة أنجبت أجمل صور التّلاقح الحضاريّ بين المواريث الحضاريّة البشريّة المتنوّعة، فقد نظر الإسلام إلى المنشط الفكريّ الإنسانيّ على اعتبار أنّه إرثه الخاصّ به بأثر رجعيّ، ونصّب نفسه وريثاً شرعيّاً لحضارات الأمم العريقة التي سبقته من هنود وفرس ورومان ويونان وغيرهم، وبذلك قرّب بينه وبين تلك الأمم وحضاراتها وثقافاتها عبر تسامحه معها، ونقلها جميعاً إلى اللّغة العربيّة عبر ثورة ترجمة متغوّلة لم تعرف البشريّة نظيراً لها إلاّ ما قلّ وندر، لتكون بذلك الوسيط الحضاريّ الأمين في نقل علوم الغابرين إلى المستقبل الآتي، حيث استفاق الغرب من ضجعته المتأبّدة على هذا الكنز الحضاريّ النّابض بالحياة والتّجدّد، وجعل من العلوم المترجمة إلى العربيّة مرجله الذي يتدفّق بالحضارة الوليدة في أوطانه.

 " كّلنا عيال الله"، والله يحبّ عياله أجمعين، ولا تفضيل لأحد عياله على آخر إلاّ بمقياس ثابت وأوحد، وهو التّقوى والعمل الصّالح، وهذه التقوى وهذا الصّلاح يمتدّان في علائق الحياة والمعاش والتّفكير ليتمثلا في أفانين وأقانيم فكريّة وسلوكيّة وشعوريّة لا حصر لها ولا عدّ ولا نهاية".

  اختتمت د.سناء الشعلان المؤتمر بكلمة ختاميّة قالت في معرضها:" أنا أؤمن بسحر الأسئلة وقدرتها على بعث الحقيقة، ولذلك لا بدّ من تعليق هذه الأسئلة أداة للمعرفة المتخصلة من تدافع الأفكار في هذا المؤتمر:" هل لنا أن نطرح مصطلح التقارب بوصفه تجسيد للعمل المشترك من طرفين وصولاً إلى منطقة وسطى من التّفاهم والتّسامح في إزاء مصطلح التقريب الذي يشكل سعي منفرد من طرف واحد؟ في أيّ اتجاه يفترض أن يكون التقريب؟ هل على الآخر أن يسعى للاقتراب منّا؟ أم نحن علينا أن نقترب نحن منه؟ إذن هل المسألة مسألة تقريب أم تقارب أم قرب جبريّ وقهري؟ هل التّقريب واجب علينا بوصفنا مسلمين؟أم هو سلوك مفترض لارتفاعنا بشموخنا وروح ديننا ندفع ثمنه دون ذنب اقترفناه؟ لماذا في اللّحظة التي نقدّم للعالم فيها مشاريع تقارب يطالبوننا بمشاريع تغيير؟ هل التّقريب مسألة تنازلات أم تسامح؟ أيّهما الضرورة الاختلاف أم التّقريب؟ هل ننادي بالتقريب أم بالتقارب؟ هل التقريب حاجة أم فكرة؟ هل التقريب حلّ توافقيّ أم ممارسة علميّة لقبول اختلاف الآخر؟ هل نجح الإسلام في مشروعه التقريبي مع الآخر؟ وإن كان الإسلام قد نجح فعلاً في التقريب، فلماذا نجتمع الآن للبحث في سبل إنجاحه؟وإن لم ينجح في ذلك فمن المسؤول عن ذلك؟ وكيف نفسّر في ظلّ هذا النّجاح أو عدمه هذا الجحيم الذي يشعله الآخر لنا في دنياه؟ هل المشكلة في انعدام التقارب مشكلة إنسانيّة أم مشكلة دينيّة؟ لماذا يغيب التقريب عن حيواتنا وشخصياتنا وأسرنا وأعمالنا؟ هل الدّيانات المختلفة والمذاهب قد فرضت علينا نحن البشر قدر البعاد والتّناحر والاختلاف؟

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سناء الشعلان تدعو للانضمام إلى المبادرتين الأردنيتينرسالة عمان وكلمة سواء سناء الشعلان تدعو للانضمام إلى المبادرتين الأردنيتينرسالة عمان وكلمة سواء



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:05 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

المغربية سميرة سعيد تُروج لأحدث أغانيها «كداب»
المغرب اليوم - المغربية سميرة سعيد تُروج لأحدث أغانيها «كداب»

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 06:42 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تعرف على أبرز مميزات وعيوب سيارات "الهايبرد"

GMT 00:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طالب يعتدي على مدرسته بالضرب في مدينة فاس

GMT 11:02 2023 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل العطور لفصل الخريف

GMT 11:55 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

نصائح لاختيار الحقيبة المناسبة للمعطف

GMT 16:56 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

حكيمي ومبابي يستمتعان بالعطلة في مراكش

GMT 07:48 2022 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت التعامل مع الاختلاف في الرأي

GMT 09:59 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد اتيكيت نشر الغسيل

GMT 10:31 2022 الجمعة ,27 أيار / مايو

مايكروسوفت تطور دونجل لبث ألعاب إكس بوكس

GMT 01:02 2021 السبت ,07 آب / أغسطس

وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بعد المصيف

GMT 19:36 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

وفاة ابنة الفنان الراحل محمد السبع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib