حبيب بن أوس الطائي شاعر الحماسة والحكمة خلده شعره وقتله داعش
آخر تحديث GMT 15:08:41
المغرب اليوم -
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي وفاة الإعلامية والسيناريست المغربية فاطمة الوكيلي في مدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس"
أخر الأخبار

قصائد أبي تمام دليل على التقدم العلمي الذي ساد في العصر العباسي

حبيب بن أوس الطائي شاعر الحماسة والحكمة خلده شعره وقتله "داعش"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حبيب بن أوس الطائي شاعر الحماسة والحكمة خلده شعره وقتله

تمثال حبيب بن أوس الطائي
القاهرة - أسامة عبد الصبور

انفرد الشاعر حبيب بن أوس الطائي بأسلوبه الذي لم يبلغه شاعر آخر، إذ لم يتبع أبو تمام أساليب القدماء في بناء القصيدة وخرج بذلك على عمود الشعر التقليدي وبلغ من الإجادة والروعة المبتكرة.

وولد حبيب بن أوس الطائي في قرية جاسم من أعمال دمشق عام 804 م. ويكنى بأبي تمام ، سافر أبوه إلى دمشق ليحترف الحياكة وعندما ترعرع أبو تمام سافر إلى مصر فكان يسقي الماء بجامع عمرو ويستقي من أدب العلماء والشعراء . حفظ الشعر منذ طفولته وصار يقلد الشعراء حتى أبدع في هذا المجال وتفرد فيه بعبقرية نادرة فأصبح شاعرًا مطبوعصا لطيف الفطنة دقيق المعنى له استخراجات عجائبية ومعان غريبة حتى فضّل الكثيرون بينه وبين المتنبّي والبحتري.

وغادر أبو تمام مصر يغشى منازل الكرماء ويتفيأ ظل النعيم فأقبل عليه عشاق الأدب والمدح إقبالاً لم يترك لغيره مجالاً فيه، وله في ذلك مواقف طريفة تدل على ذكائه الحاد وسرعة بديهته ومن هذه المواقف أنه أنشد أحمد بن المعتصم فقال:

ما في وقوفك ساعة من بأس ..... تقضي ذمام الأربع الأدراس

إقدام عمرو في سماحة حاتم ..... في حلم أحنف في ذكاء اياس

فقال أبو يوسف الكندي الفيلسوف وكان حاضراً: " الأمير فوق ما وصفت وإنك شبهته بأجلاف العرب" . ، فأطرق أبو تمام قليلاً ثم قال فوراً:

لا تنكروا ضربي له مَن دونه ... مثلا شروداً في الندى والباس

فـالله قـد ضـرب الأقـل لنـوره ... مثلا من المشكـاة والنبــراس

وقال الخليفة أحمد بن المعتصم في دهشة: " مهما يطلب فأعطه فإن فكره يأكل جسمه كما يأكل السيف المهند غمده ، ولا يعيش كثيرًا وولاه بريد الموصل " .

وحمل العصر العباسي بذور التغيير والتجديد على المستويات كافة، ما أدى إلى تطور الأذواق، فاتجه الناس ينهلون من معطيات الحضارة الجديدة، ويتفاعلون معها، وكان من أثر ذلك التغير ابتعاد القارئ العربي عن مطالعة المطولات الشعرية، واستعاض عنها بالمقطوعات القصيرة التي تتلاءم مع ذوقه من حيث الشكل والمضمون .

وصار الشعراء يهتمون بالمقطعوات القصيرة، وأكثر من ذلك أخذ بعض كبار الأدباء والنقاد يجمعون من هذه القصائد ما يحلو لهم تلبية لرغبات الجمهور، ورتبوها حسب المعاني الشعرية لتشمل أغراض الشعر المختلفة، وأقدم ما عرفناه من هذه الاختيارات ما جمعه أبو تمام واشتهر عن المتأخرين وعرف باسم الحماسة تسمية له بأول أبوابه ، ويليه أبواب أخرى مثل " المراثي، والأدب، والنسيب، والهجاء، والأضياف والمديح، والصفات، والملح، ومذمة النساء."

ويبدو أن الباب الأول أي باب "الحماسة" هو أغزر الأبواب وأهمها، ويجدر بنا أن نذكر بأن أبي تمام قد قصر اختياراته على شعراء الجاهلية وصدر الإسلام والعصر الأموي، وقد تقبل أهل الأدب حماسة أبو تمام تقبلا حسنا، فاهتموا بقراءتها وتدريسها، وشرحها وتفسيرها.

ومن يقرأ لأبي تمام يدرك أثر التقدم العلمي الذي ساد في عصره من العلوم المترجمة والفلسفة والحضارة الراقية فقد استوعب هذه الآثار واستنبط من ذلك طريقته في تجويد المعنى فجنح إلى الاستدلال بالأدلة العقلية والكنايات الخفية ، وتلاحظ كذلك في شعره ألفاظا متخيرة ضمّنها من الأمثال والحكم مما زاد من ثروة الأدب العربي ، وقد اختلف الناس حول شاعرية أبي تمام ، منهم من تعصب له وأفرط حتى فضله على كل سلف ، ومنهم من عمد إلى جيده فطواه والى رديئه فرواه ، وقد فضله الرؤساء والزعماء والأمراء في المدح وأجزلوا له العطايا .

ومن نصوصه المشهورة:

نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفـه الفتى ... وحنينـه أبـدا لأول منــزل

ومن قصائده التي تعتبر سجلاً لبطولة العرب وتاريخهم النضالي حين مدح المعتصم بعد فتح عَمّورية (إحدى حصون الروم) وكان المنجمون يدعون أن الزمان غير مناسب للفتح ولكن لم يبال المعتصم وغزا المدينة وحقق نصراً كبيراً ولذلك قال أبو تمام :

السيف أصدق أنباء من الكتب .... في حَدّه الحَدّ بين الجِدّ واللعبِ

بيض الصفائح لا سود الصحائف في ... متونهن جلاء الشك والريَبِ

وتوفي أبو تمام عام 846 ميلادي ، 228 هجري في مدينة الموصل في العراق ودفن بها، تاركًا شعره الذي جعل منه رقمًا صحيحًا في معادلة الشعر العباسي، مخلدًا إسمه بين الكبار في تاريخ الشعر العربي، تلك القيمة التي لا ولم يدركها أصحاب العقول الظلامية ممن أقبلوا على هدم تماثيله في المرة الأولى في مسقطه رأسه في مدينة "جاسم" في منطقة حوران السورية، وفي المرة الثانية في مدينة الموصل العراقية حيث توفي ودفن مما يمثل حلقة من ذلك الصراع الأبدي بين النور والظلام.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبيب بن أوس الطائي شاعر الحماسة والحكمة خلده شعره وقتله داعش حبيب بن أوس الطائي شاعر الحماسة والحكمة خلده شعره وقتله داعش



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمّان - نورما نعمات

GMT 09:44 2023 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 24 أبريل / نيسان 2023

GMT 04:35 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

غادة عبد الرازق تستغل مرض عمروسعد في فيلم "الكارما"

GMT 00:58 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تؤكّد سعادتها بالمشاركة في فيلم "كارما"

GMT 18:32 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

أنس جابر تبلغ نصف نهائي ويمبلدون

GMT 14:31 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق اللون الأبيض على طريقة الملكة رانيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib