الدفاع عن حقوق المستهلك تُقدم مجموعة معطيات تكشف التفاوت في أسعار السلع بين المغرب وأوروبا
آخر تحديث GMT 23:44:05
المغرب اليوم -

أكدت أن المواطن يؤدي أغلى الأثمان خاصة إذا تم استحضار الفارق الكبير على مستوى الدخل الفردي

"الدفاع عن حقوق المستهلك" تُقدم مجموعة معطيات تكشف التفاوت في أسعار السلع بين المغرب وأوروبا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

السلع في المغرب
الرباط - المغرب اليوم

قدمت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك، مجموعة من المعطيات التي كشفت التفاوتات الصارخة بين أسعار السلع والخدمات المقدمة بالمغرب، ونظيرتها في الدول الأوربية، والتي قدمت صورة قاتمة عن الوضع بالمغرب، وبحسب تقرير للرابطة عنونته بـ”الإقتصاد التضامني في دول الاتحاد الأوروبي”، اعتبرت في بداية المقال، أن “المفاجأة تعظم بغلاء الأسعار في المغرب على كافة المستويات، إذا تمت مقارنتها بالأسعار المتداولة على صعيد السوق الدولية بالنسبة لأغلبية مواد الاستهلاك ومختلف أنواع الخدمات”.

واعتبر التقرير أن “إذا تم النظر إلى ثمن وسائل النقل البحري والجوي والبري، سنجد أن المواطن المغربي يؤدي أغلى الأثمان، خاصة إذا تم استحضار الفارق الكبير على مستوى الدخل الفردي، والحد الأدنى للأجور في المغرب وغيره من الدول الأوروبية. فها هو تقرير للبنك الدولي يسجل أن سعر الماء المعلب في المغرب هو الأغلى ب17 % عن نظيره في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، (حسب ما أوردته بعض وسائل الإعلام )، كما أنه يفوق أيضا أسعار المياه المعلبة التي تباع في أسواق دول الاتحاد الأوروبي، والمثال هو الماء المعلب الذي يدخل من سبتة إلى المغرب”.

وأردف تقرير الرابطة أن “نفس الأمر ينطبق على تعريفة النقل بواسطة العبارات، فحين مقارنة أسعار تذاكر العبارات في العديد من مناطق العالم، يمكن القول إن سعر تذكرة الخط الرابط بين طنجة وطريفة، يعد الأعلى في العالم”.

اقرا أيضَا:

بنك المغرب ينجح في المهمة ويتفادى شبابيك بـ”زيرو درهم

وزاد التقرير قائلا أن “نفس الأمر ينطبق على الطرق السيارة في المغرب التي تعتمد أغلى التعريفات مقابل استعمال طرق في مستوى متدن من حيث الجودة ودرجة معايير السلامة، في الوقت الذي أعلن في إسبانيا عن فرض ثمن رمزي على مستعملي عدد من الطرق السيارة التي ستصبح شبه مجانية. وذلك ليس لأن تلك الطرق لم تعد صالحة للاستعمال، وإنما لانتفاء هاجس الاستغلال لدى المسؤولين، ما دامت تلك الطرق قد استرجعت الرأسمال الذي أنفق عليها خلال عملية الإنجاز، كما استوفت حقها في الأرباح، فلم تعد هناك رغبة في استنزاف طاقة المواطنين”.

كما أشارت الرابطة أيضا “إلى أثمان الطائرات المعروضة من طرف عدد من الشركات الدولية التي تتحول إلى مبالغ رمزية أحيانا من أجل التشجيع على السفر، حيث تنزل إلى أدنى المستويات، مائتا درهم مثلا”، متساءلا إن أمكن أن “تعمل شركات الطيران المغربي على تجريب هذه المنهجية والتعامل بسخاء مع زبنائها ولو في بعض المواسم؟”.

كما عرج تقرير الرابطة على “أسعار الإقامة في الفنادق السياحية، حيث يتم عرض خدمات بأثمان مغرية رمزية، ذات جودة عالية لتشجيع السائحين على القدوم إلى تلك البلدان، مثل ما هو الشأن بالنسبة لتركيا، وإسبانيا، والبرتغال، ونفس المبدأ ينسحب على قطاع النقل الحضري، وكل وسائل النقل البري، حيث يتوفر المرتفقون على بطاقات تسمح لهم بالتنقل في وضعية مريحة بأثمان رمزية، بل هناك بعض الدول التي جعلت التنقل بواسطة حافلات النقل الحضري بالمجان، كما هو الشأن بالنسبة لدولة الدنمارك”.

كما كشف التقرير عن أثمنة كراء السيارات، والتي لا تتجاوز اليورو الواحد في اليوم أحيانا، حيث أوضح أن هذا الأمر هو انعكاس “لروح الاقتصاد التضامني الذي تتحمل الدولة جزءا منه، بالإضافة إلى كبرى الشركات التي تقدم الدعم للشركات الصغيرة. فالسيارات التي تتوفر عليها وكالات الأسفار، تحصل عليها بالمجان من لدن شركات إنتاج السيارات، ومن المؤسسات البنكية، ومن المراكز التجارية، كما قد تتلقى الدعم من طرف المؤسسات السياحية، وشركات بيع الوقود”.

الرابطة اعتبرت أن كل ما ذكر يعبر عن “سلسلة مترابطة من المصالح المتبادلة التي تصب في خانة واحدة هي خدمة الصالح العام وتنمية اقتصاد الوطن، وخلق أكبر قوة جذب سياحي، مع تشجيع المواطنين على الاستهلاك والاستفادة من الخدمات من خلال الرفع من الأجور، وتقديم أحسن العروض، ثم دعم كل الطبقات الاجتماعية في إطار من التوازن قصد التقليص من الفوارق الطبقية، لأن اقتصادات هذه الدول لا تؤمن بالإنسان المعدم الفقير الذي يعيش عالة على الغير. فالمواطن لا بد له من دخل محترم يشكل قاعدة ينطلق منها للحصول على حقوقه التي تضمن له الكرامة وعزة النفس، كما تظل كل الخدمات الاجتماعية مكفولة ومضمونة بالنسبة للجميع دون عناء ولا مشق”.

وأنهت الرابطة تقريرها بمقارنة كل هذا بالوضع بالمغرب، مشيرة إلى أن كل ما ذكر “غائب في قاموس ثقافتنا الاجتماعية والاقتصادية وفي سياسة الحكومات المتعاقبة عندنا، وكذلك لدى رجال الاقتصاد والمال والتجارة مهما قل أو كثر مالهم. فهذه الروح تظل مغيبة بسبب الأنانية وحب الذات، والجشع المفرط ، وبسبب القصور في الرؤية وانعدام الوعي بقيمة الإنسان، وضعف الغيرة على الوطن وعلى المصلحة العامة، ثم غياب أي حسيب أو رقيب بسبب الموقف السلبي للجهات المسؤولة التي تشجع على هذا النهج الفوضوي، وتخاصم كل ما له علاقة بتحقيق العدالة الاجتماعية. ولذلك يظل الكل يدفع في اتجاه ترجيح كفته وتحقيق الغلبة على الغير، حتى ولو أدى الأمر إلى إفقار الجميع وإغراق السفينة ..إن خزينة الدولة التي تتغذى على جيوب المواطنين، وكذلك التجار والموردون وكل ممارسي التجارة ومقدمي الخدمات في كل المجلات، لهم هدف واحد هو تحويل المستهلك إلى بقرة حلوب واستنزاف طاقته مهما كانت الظروف دون حسيب ولا رقيب”.

قد يهمك أيضا

انخفاض مؤشر أسعار الأصول العقارية في الفصل الثالث من 2015

مؤشر أسعار الأصول العقارية يشهد ارتفاعًا في الفصل الأول من العام الجاري

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدفاع عن حقوق المستهلك تُقدم مجموعة معطيات تكشف التفاوت في أسعار السلع بين المغرب وأوروبا الدفاع عن حقوق المستهلك تُقدم مجموعة معطيات تكشف التفاوت في أسعار السلع بين المغرب وأوروبا



GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib