الاستثمار الصيني يثير التخوفات في قلب أوروبا والترحيب في دولها الجنوبية
آخر تحديث GMT 02:43:42
المغرب اليوم -

بكين تنشط على ساحل البحر المتوسط مع تراجع شهيتها في الولايات المتحدة

الاستثمار الصيني يثير التخوفات في قلب أوروبا والترحيب في دولها الجنوبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاستثمار الصيني يثير التخوفات في قلب أوروبا والترحيب في دولها الجنوبية

البنك المركزي الصيني
بكين - المغرب اليوم

 أصبحت دول جنوب أوروبا التي شارفت على الإفلاس منذ عشر سنوات المنطقة الأكثر ترحيبا بهذه الاستثمارات، وذلك في الوقت الذي ترفض فيه الولايات المتحدة رؤوس الأموال الصينية، ويفرض فيه الاتحاد الأوروبي قيودا على الاستثمارات الصينية في سائر الدول الأعضاء وبحسب البيانات التي جمعتها وكالة "بلومبرغ"، فإن استثمارات وصفقات استحواذ الشركات الصينية في إسبانيا وإيطاليا والبرتغال واليونان تجاوزت وتيرة الاستثمارات الصينية في كل من الولايات المتحدة وباقي دول أوروبا خلال العام الحالي.

وفي حين جاء نمو الاستثمارات الصينية في جنوب أوروبا مدفوعا باستحواذ شركة “ذي ثري جورجيس” (المضايق الثلاثة) الصينية على شركة “إي دي بي” البرتغالية للمرافق، وقطاع الطاقة المتجددة التابع لها في إسبانيا، بالإضافة إلى 23 صفقة مقترحة أو مكتملة والاستثمارات والمشروعات المشتركة للشركات الصينية في الدول الأربع منذ بداية العام الحالي.

وسيظهر الاهتمام الصيني بالاستثمار في جنوب أوروبا عندما يزور الرئيس الصيني شي جينبينغ، إسبانيا والبرتغال في طريقه إلى قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين غدا. وتمثل هذه الجولة أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس الصين للدولتين، اللتين توفران للصين ما تتعطش إليه من تكنولوجيا، وعلامات تجارية عالمية، وحكومات صديقة.

ويقول فيليب لو كور، كبير الباحثين في “مدرسة كيندي للإدارة العامة” بجامعة هارفارد الأميركية، ومؤلف كتاب “الهجوم الصيني في أوروبا”، إن “من ناحية الاستراتيجية طويلة المدى والوجود طويل المدى، فإن هذه الأماكن جذابة بالنسبة للصين، وهذه الدول أصبحت من الداعمين للصين على الصعيد الدولي”.

ففي العام الماضي اعترضت اليونان على إدانة الاتحاد الأوروبي لسجل الصين في مجال حقوق الإنسان أمام الأمم المتحدة. كما أن إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال لم تكن ضمن الدول التي وقعت على خطاب وقعه 15 سفيرا غربيا على الأقل احتجاجا على معاملة الصين لأقلية "الإيغور" المسلمة في منطقة “شينغيانغ”.

وفي إيطاليا تقول الحكومة الشعبوية إنها ترغب في أن تكون إيطاليا شريكا أوروبيا في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية والتي تتضمن مجموعة ضخمة من مشروعات البنية التحتية في الكثير من دول العالم الممتدة من الصين إلى أوروبا.

ومنذ تفجر أزمة الديون الأوروبية عام 2009، تستهدف الصين الأصول المعروضة للبيع في الدول المتعثرة ماليا في أوروبا، حيث تقوم الشركات الصينية سواء المملوكة للدولة أو الخاصة بشراء الأصول الأوروبية. وتمتلك الشركات الصينية حاليا حصة كبيرة أو مسيطرة من ميناء بريوس اليوناني وشركة “فيلدليدادي أكبر شركة تأمين في البرتغال وشركة “بيريللي” الإيطالية لصناعة الإطارات والفرع البرازيلي لشركة “ريبسول” الإسبانية العملاقة للنفط، وهذا النشاط الصيني الزائد في مجال الاستحواذ على الشركات الأوروبية أثار قلق الأوروبيين من النوايا المحتملة للصينيين لسرقة الأسرار العلمية والمعلومات التقنية.

ومن منطلق تنامي الشعور سياسيا بعدم الارتياح إزاء الاستحواذات الصينية، وافق ممثلو دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على أول قواعد على مستوى التكتل لتدقيق الاستثمارات الأجنبية من خارج الاتحاد الأوروبي، علمًا أن سياسيون من إيطاليا والبرتغال كانوا قد أعربوا في البداية عن مخاوفهم من القواعد الجديدة، وقالوا إنهم لن يسمحوا باستغلالها مبررا للحمائية أو تهديد المصالح الوطنية لدولهم.

في المقابل، فإن ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، تتبنى موقفا أكثر تشددا تجاه الصين بعد أن رأت استهداف المستثمرين الصينيين للشركات الألمانية الكبرى مثل “دايملر” للسيارات و”كوكا” للإنسان الآلي. وقررت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأول مرة الاعتراض على صفقة استحواذ صينية محتملة في وقت سابق من العام الحالي، حيث كانت الصفقة تستهدف شركة صناعة الآلات “لايفيلد ميتال سبنينغ” الألمانية، كما تدرس وزارة الاقتصاد الألمانية تخفيض الحد الأدنى للحصة التي يمكن بيعها من أي شركة أجنبية لمستثمرين أجانب دون الحاجة إلى تدقيق أو تدخل حكومي بما يمنح الحكومة قدرة أكبر على الاعتراض على أي صفقة استحواذ أجنبية.

ويقول غونترمان وولف، مدير معهد “بروغيل” للأبحاث في بروكسل، إن “التراجع عن الترحيب بالاستثمارات الصينية يأتي الآن بشكل متزايد من القلب في أوروبا”، فالاستثمار الصيني في الصناعات عالية التكنولوجيا “لا يمر مرور الكرام”.

وتشعر الدول الأوروبية أيضا بالقلق من تركيز الاستثمارات الصينية على القطاعات الاستراتيجية في الدول الأوروبية. في المقابل فإن الصين لا تفتح أسواقها وقطاعاتها الرئيسية أمام الاستثمارات الأوروبية. والهاجس الثاني هو الآثار السلبية للاستثمارات الصينية، مع اتجاه الكثير من الشركات إلى بيع جزء من استثماراتها الخارجية لتخفيض ديونها، فقد باعت شركة “داليان واندا” الصينية 17 في المائة من أسهم نادي “أتلتيكو مدريد” الإسباني لكرة القدم في وقت سابق من العام الحالي بعد استحواذها عليه منذ ثلاث سنوات فقط. كما باعت شركة “إتش إن إيه” الصينية كامل حصتها في مجموعة “إن إتش هوتيل غروب” الفندقية قبل شهور.

في المقابل نجد في الولايات المتحدة أن لجنة مراجعة صفقات الاستثمار الأجنبي في السوق الأميركية عززت قدرتها على وقف أو تغيير شروط الكثير من الصفقات في وقت سابق من الشهر الحالي. كما أصدر الكونغرس الأميركي قانونا جديدا يجعل مراجعة هذه اللجنة للصفقات ملزمة. وقد أوقفت اللجنة في العام الماضي صفقة بيع شركة “لاتيس سيميكونداكتور كورب” إلى مستثمر صيني.

في الوقت نفسه، فإن دول جنوب أوروبا المتعثرة ماليا تنظر إلى الاستثمارات الصينية من منظور مختلف. فقد قال في وقت سابق خافيير فرنانديز، رئيس حكومة إقليم أستورياس جنوب إسبانيا، والذي تدير فيه شركة “إي دي بي” البرتغالية محطات طاقة مائية ومحطات كهرباء تعمل بالفحم والغاز، إن عرض شركة الخوانق الثلاثة الصينية لشراء هذه المشروعات “غير مقلق”، كما يعتبر روي لوبو المتخصص في مجال الاتصالات الرقمية بالعاصمة البرتغالية لشبونة إن بلاده “رابحة” من الاستثمارات الصينية، مضيفا أن رهان الصين على البرتغال “أنعش اقتصادنا” وأنه حتى إذا كان ذلك سيؤدي إلى زيادة اعتماد البرتغال على النمو في الصين فالأمر يستحق المخاطرة.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار الصيني يثير التخوفات في قلب أوروبا والترحيب في دولها الجنوبية الاستثمار الصيني يثير التخوفات في قلب أوروبا والترحيب في دولها الجنوبية



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

3 نصائح للرجال لاختيار لون ربطة العنق المناسب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib