معهد صندوق الإيداع والتدبير يبحث دور الاقتصاد الدائري في استدامة المدن المغربية
آخر تحديث GMT 21:14:10
المغرب اليوم -

مع وضع تحفيزات ضريبية واعتماد إجراءات قسرية

معهد صندوق الإيداع والتدبير يبحث دور الاقتصاد الدائري في استدامة المدن المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معهد صندوق الإيداع والتدبير يبحث دور الاقتصاد الدائري في استدامة المدن المغربية

معهد صندوق الإيداع والتدبير المغربي
الرباط _ المغرب اليوم

يواصل معهد صندوق الإيداع والتدبير سلسلة ندوات “نظرات نحو المستقبل”، حيث نظم الندوة السادسة عن بعد الثلاثاء حول موضوع “استدامة المدن ودور الاقتصاد الدائري، وبحسب بلاغ  معهد الصندوق ذاته، فإن هذه الندوة، ساهم فيها أربعة خبراء،  من خلال مناقشة موضوع «كيف يمكن تحسين استدامة المدن عبر اعتماد الاقتصاد الدائري؟»، ويتعلق الأمر براضية الشيخ لحلو، مديرة ديكليك للاستشارة في مجال المسؤولية الاجتماعية للمقاولات؛ وفرانسوا-ميشيل لامبيرت، رئيس المعهد الوطني للاقتصاد الدائري؛ برلماني عن الدائرة العاشرة دي بوش دو غون؛  وجان دينيس كورت، مسؤول قطب التدوير والاقتصاد الدائري لدى مجموعة رونو؛ وغزلان مغنوج المنجرة، رئيسة مغرب أمباكت. وأفاد الصندوق، أن التوسع السريع للتعمير، والتحسن المستمر

لمستوى عيش السكان، أسفر عن نشوء مجتمعٍ استهلاكي شمولي غير محدود ومدمر للبيئة، وكذا الطلب المتنامي على السكن، والتوسع الهائل لاستهلاك المنتجات الغذائية والشائعة الاستعمال، النمو القوي للمنتجات الزائلة والمعدة للاستعمال مرة واحدة. وأسفر هذا النمط من النمو المرتكز على الاستهلاك القوي عن تفاقم استخراج الموارد الطبيعية، وبالتالي ممارسة ضغط قوي على البيئة، إضافة إلى أن مستويات الاستهلاك الحالية تنتج كميات هائلة وغير مسبوقة من النفايات التي تؤدي إلى تفاقم الآثار البيئية. ومع تنامي المخاطر البيئية، تزايد مستوى الوعي الذي ميز المجتمعات البشرية خلال ما يربو عن 30 عاما، وأصبح هذا الوعي أكثر حدة مع بلورة مفاهيم جديدة وتدابير غير مسوقة، من قبيل “الاقتصاد الدائري،  الذي هو عبارة عن نظام اقتصادي

مرتكز على نموذج يعوض مفهوم نهاية حياة المنتوج بمفاهيم إعادة الاستعمال، التخفيف، التدوير والاستعادة »، بهذه العبارات المختصرة لخصت راضية الشيخ لحلو أسس الاقتصاد الدائري. ويتعلق الأمر هنا بنموذج تفكير يهدف أساسا إلى مكافحة الآثار البيئية والاجتماعية السلبية. وفترى راضية الشيخ لحلو أن الاقتصاد الدائري أصبح اليوم يشكل ضرورة ملحة من أجل مواجهة تدهور الموارد، من جهة، والكميات الهائلة من النفايات الناتجة عن الاستهلاك المفرط على الصعيد العالمي من جهة أخرى، مؤكدة “سنويا، يصل الاستهلاك الفردي في بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية 800 كيلوغراما من الأغذية والمشروبات، و20 كيلوغراما من الملابس والأحذية، و120 كيلوغراما من مواد التعبئة والتغليف، وتنتهي نسبة 80% من كل هذه المواد في مطارح

النفايات وأفران الحرق أو في الماء »، تضيف راضية الشيخ لحلو. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الفاعلين في ميدان الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، كانوا سباقين إلى الدفاع عن مبادئ « الاقتصاد الدائري »، وذلك قبل ظهوره بكثير، خلال عقد الستينات، نوعت العديد من الجمعيات والتعاونيات نشاطها بهدف الاستجابة للحاجيات المحلية المتصاعدة ومكافحة الإقصاء وضمان الوصول للمواد الأساسية. وتقول غزلان المنجرة، إن هذه الهيئات النشطة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، كانت دائما تدافع عن حلول ملموسة، قابلة للتطبيق والتمثل، متعددة القطاعات، غير أنها للأسف لم يتم تثمينها وكانت مشتتة، مضيفة ” لقد أصبح من اللازم ربط الاقتصاد الدائري بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني من أجل الانتقال من نموذج يرتكز على تخفيف الوقع

(المسؤولية الاجتماعية للمقاولات) والذي يعد غير كاف في سياق ما بعد كوفيد، إلى نموذج يقوم على خلق القيمة الإيجابية والكثيفة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ». اليوم، لا يمكن تفعيل الاقتصاد الدائري بدون توفر إرادة حقيقية ووعي سياسي، مع وضع تحفيزات ضريبية، بل واعتماد إجراءات قسرية في مرحلة أولى. بهذا الصدد، يقترح فرانسوا ميشيل لامبرت تفعيل أربعة روافع للعمل السياسي قصد تشجيع كل الفاعلين على تغيير المفاهيم، وذلك عبر إعادة توجيه النموذج الخطي للنمو الاقتصادي المرتكز على الاستهلاك نحو نموذج اقتصادي دائري. ويتطلب هذا الأمر: « (أ) على المستوى الجبائي، فرض ضرائب أكثر على استهلاك المواد الأولية، (ب) على المستوى التنظيمي، تنسيق عمل مختلف الفاعلين، خصوصا من خلال وضع

معايير يُفرض احترامها من قبل الجميع (منع استعمال الأكياس البلاستيكية كمثال)، (ج) التحفيز الاقتصادي، في شكل ترميز ومنح علامات، من أجل تثمين المجهودات التي يبذلها الفاعلون للحفاظ على القيمة والموارد، (د) تغيير السلوكات والكفاءات بهدف الدفع في اتجاه إرساء اقتصاد قائم على الاستعمال المفيد والتقاسم ». ويعتبر الاقتصاد الدائري اليوم رافعة أساسية للمدينة المستدامة لكونه يستهدف تعزيز مرونة المجالات والرفع من قدراتها على التأقلم، فقد أصبح مطلوبا من المدن أن تتحلى بروح الابتكار والتجديد بهدف اعتماد أساليب جديدة للإنتاج وعادات جديدة للاستهلاك، تكون محترمة للبيئة وأقل إنتاجا للنفايات، من خلال اعتماد مقاربة دائرية، يندرج المجال الترابي في دائرة من الحماية، دائرة فضلى، من شأنها أن تُعزز مرونته وقدرته على التأقلم

وجاذبيته (…)، وبذلك يصبح المجال أقل ارتباطا بما يحدث في الخارج، ويصبح قادرا على الاشتغال في استقلالية » تقول راضية الشيخ لحلو. من جانبه، أشار جان-دينيس كورت، إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه قطاع السيارات في مجال تحسين استدامة المدن، عبر التأكيد على الفرص المفتوحة أمام هذا القطاع للانخراط في الاقتصاد الداخلي، وعلى الخصوص، إعادة استعمال المواد المعادة التدوير في السيارات الجديدة، إعادة تدوير السيارات التي لم تعد صالحة للاستعمال، إعادة استعمال أجزاء وقطع السيارات والحركية المشتركة.

وتلعب صناعة السيارات دورا أساسيا في تحسين استدامة المدن، خاصة فيما يتعلق بجودة الهواء وانبعاث ثاني أكسيد الكاربون، وأيضا فيما يخص استهلاك المواد الأولية الضرورية لإنتاج وتشغيل السيارات، وبالتالي الحركية؛ ويتطلب الوصول إلى استعمال أكثر نجاعة واستدامة ومرونة للموارد النادرة والمحدودة، اعتماد مبادئ الاقتصاد الدائري في جميع مراحل حياة المنتجات والخدمات: إعادة تدوير المواد المستعملة في السيارات خارج الخدمة من أجل استعمالها مجددا في إنتاج السيارات الجديدة، تطوير وإعادة استعمال وتجديد أجزاء وقطع السيارات، اعتماد نماذج أعمال جديدة قائمة على الاستعمال وخاصة الاستعمالات المشتركة وليس فقط على أساس تجارة السيارات… »، يضيف جان-دينيس كورت

قد يهمك ايضا

معهد صندوق الإيداع والتدبير المغربي يبحث دور الاقتصاد الدائري في استدامة المدن

خبراء ينادون باعتماد الاقتصاد الدائري من أجل مدن أكثر استدامة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معهد صندوق الإيداع والتدبير يبحث دور الاقتصاد الدائري في استدامة المدن المغربية معهد صندوق الإيداع والتدبير يبحث دور الاقتصاد الدائري في استدامة المدن المغربية



GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib