أوساط حكومية ألمانية تقلِّل من أهمية تبعات إفلاس اليونان على برلين
آخر تحديث GMT 19:54:09
المغرب اليوم -

قرَّر "المركزي الأوروبي" شراء سندات دول اليورو المتعثرة

أوساط حكومية ألمانية تقلِّل من أهمية تبعات إفلاس اليونان على برلين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أوساط حكومية ألمانية تقلِّل من أهمية تبعات إفلاس اليونان على برلين

البنك المركزي الأوروبي
برلين – جورج كرم

تزداد أزمة اليونان تعقيدًا لاسيما بعدما أشاع سياسيون وخبراء ورجال أعمال ألمان أنَّها اقتربت من ساعة الحقيقة، وذلك في إشارة إلى أنَّ خروجها أو انفصالها عن منطقة اليورو وتخليها عن العملة الأوروبية الموحدة بات على قاب قوسين أو أدنى.

وتحسم الحكومة اليونانية الجديدة أمرها، الاثنين المقبل، وتحديدًا إذا ما كانت ستقدِّم طلبًا للحصول على برنامج إنقاذ مالي جديد من الترويكا الدولية، التي تضم صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي، لاسيما بعد أنَّ قارب مفعول برنامج الإنقاذ الأول على الانتهاء الشهر الجاري.

وحال لم تحدد أثينا موقفها ورفض تسديد ما عليها من مستحقات آنية تصل إلى 10 بلايين يورو، سيصبح البلد في وضع الإفلاس في نظر المؤسسات المالية الدولية.

إلى هذا تؤكد أوساط حكومية ألمانية أنها لن تقبل بشطب الديون المترتبة على اليونان، وأنَّ برلين لا تخشى من إفلاس البلد وقادرة على تحمل تبعاته اليوم بفضل وضعها الاقتصادي والمالي الجيد.

في حين أعلن مسؤولو الاقتصاد الألماني أخيرًا أنَّ محاذير إفلاس اليونان لم تعد تشكل خطرًا على ألمانيا كما كان الأمر قبل بضع سنوات.

كما يشير خبراء ألمان إلى أنَّ اليونان تستورد الآن من ألمانيا بقيمة 25 بليون يورو سنويًا أقل مما كانت تستورده العام 2008، فيما هبط حجم استيراد ألمانيا منها بنسبة 80 في المئة.

ذكر رئيس الرابطة الاتحادية للتجارة الخارجية في ألمانيا، أنطون بورنر، أنَّ "أمام هذه الخلفية، ستتضرّر عدد محدود من الشركات الألمانية من خروج اليونان من منطقة اليورو".

وأكد ناطق باسم شركة المعادن الألمانية الضخمة "تيسّن- كروب" أنَّ مسؤولي الشركات الكبيرة في البلاد "يشاركون بورنر نظرته لاسيما أنَّ أعمالنا في اليونان تراجعت أخيرًا إلى حجم يقل عن واحد في المئة من مبيعاتنا".

ثم لفت ناطق باسم شركة "لينده" الضخمة إلى أنَّ قيمة مبيعاتها في اليونان البالغة 150 مليون يورو، لا تقارن بمبيعاتها في العالم البالغة 14.5 بليون يورو، كما عبّر مسؤولو شركات ألمانية كبرى أخرى، مثل ميترو، وسيكست، وأس أ بي، عن الموقف ذاته.

يقول المسؤولون عن قطاع إنتاج الآلات والأجهزة الصناعية، إنَّ صادرات القطاع إلى اليونان "لا تتجاوز 0.2 في المئة من الإنتاج الإجمالي".

كانت مؤسسات التأمين الألمانية الضخمة مثل "ميونيخ ري" و"أليانس"، انسحبت من اليونان في السنوات الأخيرة ولم تعد تملك شيئًا تقريبًا من السندات اليونانية، من دون أنَّ يعني ذلك عدم تعرض بعض المصارف الألمانيـة الصغـيرة إلى أضرار، وذلك وفقًا لما ذكره الخبير المالي في مؤسســـة "كبكو" للاستشارات المالية، برند ريشتر.

ورغم أنَّ حجم أعمال المصارف الألمانية في اليونان يبلغ 23.5 بليون يورو، إلا أنَّ ناطقًا باسم الرابطة الاتحادية للمصارف الألمانية خفّف من محذور ذلك بالقول إنَّ "4.6 بليون يورو منها فقط يعود إلى مصارف ألمانية خاصة، و3.6 بليون إلى شركات ألمانية، فيما الجزء الأكبر وهو 15 مليون يورو إلى مصارف ومؤسسات مالية عامة" مثل بنك الدعم الحكومي الألماني "كا اف في"، الذي شارك في تأمين برنامج الإنقاذ المالي الأول لليونان.

استنادًا إلى معلومات "البنك الألماني" الأكبر في البلاد، تبلغ ودائعه المالية في اليونان نحو 300 مليون يورو، وودائع "كوميرتس بنك" 400 مليون.

وعلى نسق خبراء مال ألمان، ذكر خبير مصرف "ج بي مورغن" الأميركي كيان أبو حسين، خلال دراسة حديثة، أنَّه "لا خطر على المصارف الألمانية المودعة في اليونان بسبب ضآلة المبالغ المذكورة"، لكنه لفت إلى أنَّ الخطر الأكبر يكمن في مدى تحمّل دول أخرى في منطقة اليورو تداعيات إفلاس اليونان.

ثم أشار هنا إلى أنَّ إيطاليا تحديدًا، التي تشكل ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا، وإلى فرنسا التي تأتي في المركز الثاني بعد ألمانيا.

وأفادت الدراسة بأنَّ أكبر مصرفين فرنسيين في البلاد، "كريدي أغريكول" و"بي ان بي باريبا" يملكان ودائع في اليونان بقيمة 3.5 بليون يورو و700 مليون يورو على التوالي، تبعًا لبيانات نهاية العام 2013.

إلى ذلك، أفادت وكالة التصنيف الأميركية "ستاندرد اند بورز" بأنها "لا تخشى خروج اليونان من منطقة اليورو، وضمّت صوتها إلى أصوات خبراء ألمان يعتقدون أنَّه في إمكان دول منطقة اليورو تحمّل تبعاته".

كما رأى الخبير في معهد الاقتصاد الألماني "دي اي في"، يورغن ماتيس، أنَّ البنك المركزي الأوروبي "حزم أمره أخيرًا بشراء السندات الحكومية لدول اليورو المتعثرة، ما يعني الحدّ من أخطار انتقال الإفلاس إلى دول أخرى ومحاصرتها".

ويتغذى هذا المنطق المنتشر حاليًا في الأجواء الأوروبية بقوة من إعلان رئيس حكومة اليونان ألكسيس تسيبراس، رفض نهج التقشف المفروض من الترويكا على بلده، والإصرار على شطب جزء كبير من الديون التي تتجاوز 320 بليون يورو.

بالإضافة إلى ثمة أحاديث عن وجود بدائل أمام تسيبراس، واستعدادًا للحصول على تمويل من الصين ومن روسيا لتفادي الإفلاس، وهو ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوساط حكومية ألمانية تقلِّل من أهمية تبعات إفلاس اليونان على برلين أوساط حكومية ألمانية تقلِّل من أهمية تبعات إفلاس اليونان على برلين



GMT 04:12 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

الشيوخ الأميركي يقرّ ميزانية دفاعية بقيمة 901 مليار دولار

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 03:53 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

التشكيلة الرسمية للوداد الرياضي أمام الحسنية

GMT 13:36 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفي قمر يطرح خامس أغانى ألبومه بعنوان مش هاشوفك

GMT 19:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 20:34 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

15 نصيحة لتطويل الشعر بسرعة

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 02:44 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

فنانون ونقاد يرصدون أسباب اختفاء ظاهرة المخرج المؤلف

GMT 03:52 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فاطمة سعيدان تكشف أن "عنف" استمرار لتقديم المسرح السياسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib