وسائل التواصل الاجتماعي تثير الشعور بالغيرة من الآخرين
آخر تحديث GMT 15:43:36
المغرب اليوم -

وسط عالمًا يبدو فيه الجميع سعيدًا

وسائل التواصل الاجتماعي تثير الشعور بالغيرة من الآخرين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - وسائل التواصل الاجتماعي تثير الشعور بالغيرة من الآخرين

وسائل التواصل الاجتماعي تثير الشعور بالغيرة
لندن ـ كاتيا حداد

أثارت وسائل التواصل الاجتماعي حالة عامة من الشعور بالغيرة والحسد تجاه الآخرين، وسط عالمًا يبدو فيه الجميع سعيدًا.

وكتبت المحررة مويا سارنر، في صحيفة "الغارديان" البريطانية "قبل نحو خمس سنوات، في إحدى الليالي  قبل الخلود للنوم، شاهدت تغريدة على "تويتر" من صديق يعلن فيها عن مدى سروره لحصوله على جائزة صحافية، ما جعلني أشعر بالغيرة والتي تطورت إلى آلام بالمعدة وصداع، وآلام بالأسنان، وأصبت بالأرق ولم أنم حتى الصباح" , وأضافت "وقبل خمس سنوات أخرى، عندما كنت في الجامعة، كنت أتصفح الصور عبر "فيسبوك" لصديقة ما كنت أعرفها بشكل سطحي، وأرى صورها مع الأصدقاء تبتسم وتضحك في حالة منتعشة، كنت أشعر بتغيرات مزاجية بسرعة كبيرة تدفعني للجلوس في مكاني، ما يصيبني بحالة من الإحباط".

وأكملت سارنر " أتسائل عن سبب ملاحقة هذه الذكريات لي من وقت لآخر- لماذا لم انساها مع تلك الاحداث اليومية الأخرى التي أشاهدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي- أعتقد أن السبب هو أنه خلال 32 سنة، تلك هي اللحظات الأقوى والأكثر إيلامًا التي أحسست بها" , موضحة "فلم أدخل في مسابقة خاصة بالصحافة من قبل، ولم أكن أبدًا أستمتع بالتنزه مع أصدقائي، ولكن حينما قرأت هذه التغريدة وتصفحت تلك الصور، كنت أرغب بشدة أن أكون في مكانهم" , وأضافت الصحفية البريطانية "نحن نعيش في عصر الحسد وهو ما يفسره  أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد على انه الألم الذي يشعر به البشر عند رؤية سعادة شخص آخر.

وتقول إيثان كروس، أستاذة علم النفس في جامعة ميتشيغان والتي تدرس تأثير "فيسبوك" على صحتنا "نصاب بمشاعر الغيرة والحسد إلى أقصى الحدود بمجرد مشاهدتنا لصورة تظهر فيها سعادة الآخرين بشكل أو بآخر،  وتضيف "ما يمثل ضغطًا كبيرًا لم نشهده من قبل في تاريخ البشرية".

وتقول عالمة النفس الإكلينيكية، راشيل أندرو" إن الشعور بالغيرة والحقد يبدأ عندما يشعر الفرد بأنه لا يستطيع تحقيق نمط الحياة الذي يريده في الوقت الذي يشاهد غيره يتمتع به" , وتضيف أن استخدامنا لمنصات التواصل الإجتماعي بما في ذلك "فيسبوك" و"تويتر" و"انستغرام" و"سناب شات"، يزيد من تفاقم المشكلة النفسية المزعجة قائلة "أعتقد أن المشكلة الرئيسية لوسائل التواصل الاجتماعي هو إتاحة الجميع للمقارنة".

وتوضح ويندي درايدن ، واحدة من المعالجين النفسيين الرائدين في المملكة المتحدة للعلاج السلوكي المعرفي "في الماضي ، كان الناس يقارنون أنفسهم بأصدقائهم المقربين ، لكن الآن يمكن أن نقارن أنفسنا مع الجميع في جميع أنحاء العالم." , وهذه المقارنات أصبحت الآن أقل واقعية بكثير ، كما تقول أندرو "نعلم جميعًا أنه يمكن تعديل الصور، حيث يرغب الناس في تقديم أفضل ما لديهم في حياتهم، فنحن نحمل الهاتف الذكي في جيوبنا، وأثناء نومنا بجانب الوسائد، ونستخدمه على مدار 24 ساعة في اليوم ، حتى في اللحظة التي نستيقظ فيها، حتى لو كانت منتصف الليل".

وأضافت أندرو "ما ألاحظه هو أن معظمنا يدرك أن ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي من صور وروايات، ليست حقيقية ، إلا أنه على المستوى العاطفي، لاتزال تؤثر علينا بشكل كبير, بخاصة إذا كانت تلك الصور أو الروايات تعبر عما نطمح إليه".

وصمم أندرو وفريقا دراسة عن العلاقة بين استخدام "فيسبوك" السلبي، والحسد والمزاج المتقلب بين لحظة إلى أخرى لاستكشاف الدور الذي تلعبه الغيرة والحسد في استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعية , وتلقى المشاركون استبيانًا خمس مرات يوميًا، لمدة أسبوعين ، يسألون عن استخدامهم السلبي لـ "فيسبوك"، وأظهرت النتائج أنه كلما زاد عدد الأصدقاء على "فيسبوك"، كلما زاد الشعور بالحسد، الذي يسبب حالة من الإحباط والحزن وربما الاكتئاب.

ووفقًا لأندرو، لا يوجد أي فئة عمرية أو طبقة اجتماعية محصنة من الغيرة والحسد، وفي عيادتها الاستشارية، تلاحظ أندرو أن العديد من المرضى  من النساء الشابات، يشغلن تفكيرهن بمتابعة بعض الحسابات على موقع "انستغرام" لاحدث صيحات الموضة والشعر أو تقنيات المكياج ، وينتهي الأمر بالغيرة من تلك النساء ما يجعلهن يشعرن بأنهن أسوأ منهن.

وتقول عالمة النفس الاجتماعية الشهيرة شيرى توركلي "في حين أن حسد الآخرين يضر بما فيه الكفاية، إلا أن هناك شيء أكثر ضررًا ، فنحن ننظر إلى الحياة التي أنشأناها على الإنترنت والتي نعرض فيها فقط أفضل ما لدينا، ونشعر بالخوف من فقدانها، فنحن لا نرقى إلى مستوى الحياة التي نحكي بها للآخرين على مواقع التواصل، وننظر إلى الذات كما لو كنا آخرين ، ونشعر بالغيرة منها مما يخلق إحساسًا بالغاضب وبالحسد الذاتي داخلنا" , هناك تعريف مختلف، أكثر سوءًا لمفهوم الحسد بالنسبة إلى باتريشيا بوليدري، التي تعمل طبيبة نفسية ومؤلفة كتاب "الحسد في الحياة اليومية"، ففي مفهومها تشير الكلمة إلى أنه شكل من أشكال الإساءة العاطفية وأفعال الإجرام العنيفة. موضحة "الحسد يدفعنا للرغبة في تدمير ما يمتلكه شخص آخر، فأنت لا تريد أن تكون مثله فقط بل تريد أن تنتزع تلك النعمة التي تفتقدها، وربما يتطور الأمر إلى كراهية كبيرة".

وكمعالج سلوكي إدراكي ، فإن درايدن أقل اهتمامًا بالأسباب الجذرية للحسد ، مع التركيز بدلًا من ذلك على ما يمكن عمله للتغلب عليه فعندما يتعلق الأمر بنوع من الحسد على وسائل التواصل الاجتماعي ، فهناك عاملان يجعلان الشخص أكثر عرضة لذلك، أولهما تدني احترام الذات والثاني عدم الرضا , وللتغلب على هذا يمكننا محاولة تغيير الطريقة المعتادة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

ويشرح درايدن أنه في معظم الأوقات ، يستخدم الناس  "فيسبوك "بشكل سلبي وغير نشط ، مكتوفي الأيدي وبكسل في القراءة بدلًا من النشر أو المراسلة أو التعليق , "هذا مثير للاهتمام عندما تدرك أنه الاستخدام السلبي الذي يفترض أن يكون أكثر ضررًا من النشط , إن الروابط بين الاستخدام السلبي والشعور الأسوأ قوية" , و قد يحتاج كل منا أيضًا إلى التفكير بعناية أكبر عندما نستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية بشكل نشط ، وماذا نحاول أن نقول ولماذا - وكيف يمكن أن يساهم تنظيم شخصياتنا عبر الإنترنت في هذا العصر الذي نعيش فيه.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسائل التواصل الاجتماعي تثير الشعور بالغيرة من الآخرين وسائل التواصل الاجتماعي تثير الشعور بالغيرة من الآخرين



نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت - المغرب اليوم

GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
المغرب اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 11:29 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف
المغرب اليوم - أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف

GMT 20:45 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 07:29 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت لبس الأساور للفتيات

GMT 07:12 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 9 مايو/ أيار 2023

GMT 08:48 2024 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

440 مليون دولار خسائر متداولي «بيتكوين»

GMT 07:21 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

"Great Wall" تطرح سيارة بسعر 8.68 ألف دولار

GMT 06:55 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سكودا تتحدى مرسيدس وبي إم دبليو بنسخة SUV كوبيه من Kodiaq
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib