واشنطن - يوسف مكي
حذَّر أطباء بارزين في تخصصي المعدة والأمعاء من أن تحويل الفواكه والخضروات إلى "عصير" يمكنه أن يضر الإنسان أكثر مما ينفعه, وأوضحوا أن هناك ارتفاع في أعداد المرضي الذي يعتقد أنهم لديهم "القولون العصبي" بسبب تناولهم الطعام الصحي بشكل مفرط، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية, وبيَّن المستشار في مستشفى سانت ماري في لندن جوناثان هور، أن بعض الناس غير القادرين على هضم السكريات في الفواكه والخضروات، والمعروفة طبيا بـ"حمية فود ماب"، والتي تضر الأمعاء بشكل أسرع إذا ما تحولت السكريات إلى سائل, ويمكن أن يسبب ذلك أعراض القولون العصبي، بما في ذلك الألم والإنتفاخ والإسهال.
وأضاف هور: "لقد رأينا عدد غير قليل من المرضى الذين يأتون يشكون من أعراض القولون العصبي، وأشياء مثل الانتفاخ والإسهال، بسبب إكثارهم من تناول الأطعمة الصحية", وتابع: "عندما يتم عصر الفاكهة أو الخضروات تصل كمية كبيرة من السكريات إلى الأمعاء بسرعة، أسرع من غيرها، وهو ما يمكن أن يسبب في الواقع الانتفاخ والإسهال بشكل كبير".
وأوضح, "لقد رأينا بالتأكيد مرضى يعتقد أن لديهم متلازمة "القولون العصبي" على الرغم من إتباعهم نظام غذائي صحي، ولم نعتاد أبدا على حصول ذلك، لذلك أعتقد أن زيادة أعداد الناس الذين يعانون من الأعراض المرتبطة بالقولون إلى تناول الطعام الصحي", وبين, "(العصر) ربما يكون صحيحًا من الناحية الغذائية، ولكن قد يسبب بعض الأعراض المرضية لبعض الناس، فليس في استطاعة الجميع التعامل مع تركيز عالي من الفواكه والخضروات".
ورأى الدكتور هور، أنه ليس هناك فائدة صحية للعصير، بصرف النظر عن أنه قد يشجع بعض الناس على تناول الأطعمة الصحية، مشيرًا إلى أنه ليس هناك، على الإطلاق، أي سبب منطقي أو دليل على أنه من الأفضل خفق الطعام أكثر من أكله.
وحسب الصحيفة، فإن مجال الأعمال في (تحويل الفواكه إلى عصير) أصبحت صناعة بملايين الجنيهات على مدى السنوات القليلة الماضية، فصناع خلاطات "نورتي بولت NutriBullet "، العلامة التجارية الرائدة من عصارات المواد الغذائية، باعت بالفعل مليون من منتجاتها في المملكة المتحدة، فضلًا عن 40 مليون في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أن هناك الحميات الغذائية المعتمدة على شرب العصائر، إذ يقيد النحفاء أنفسهم بتناول الفواكه والخضروات في صورة عصائر من أجل إنقاص الوزن, كما تزعم بعض برامج الحميات الغذائية، أن العصائر يمكن أن تساعد في طرد السموم من الجسم أو حتى "إعادة تجديد طاقة" الجسم, ووفقًا لـ"ديلي ميل"، فإن المتحمسين للحميات الغذائية وهواة الصحة يدفعون الآلاف من الجنيهات لحضور "علاجات العصائر"، كما تم نشر عدد من الكتب حول هذا الموضوع.
ويشكك أستاذ علم التغذية في مرض السكري و قسم علوم التغذية في كلية "كينغز" في لندن كيفن ويلان، في فوائد النظام الغذائي المعتمد على (العصائر), وقال: "هناك العديد من الكتب عن (عصر الطعام) يتم الترويج لها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الاجتماعي كنهج لتعزيز الصحة، ويساعد على فقدان الوزن وطرد "السموم" من الجسم.
وأضاف: "عدد قليل من الأبحاث تدعم هذه المزاعم، فلقد أظهرت العروض المنهجية الحديثة للمؤلفات العلمية، إنه لا يوجد دليل قوي ليدعموا هذه المزاعم، لاسيما بالمقارنة مع القول بضرورة أكل الفواكه والخضروات كجزء من نظام غذائي متوازن ومغذ". وتابع: "صحيح أن حذف المواد الغذائية من النظام الغذائي يُحتمل أن يساعد على تخفيف الوزن، ولكن استبدال ذلك بالعصائر بالأساس ليس نهجا مستداما ومعقولًا".
وأوضح, "إذا ما استمر هذا النظام الغذائي القائم على العصائر على المدى الطويل فسوف يؤدي إلى تدفق كميات عالية من سكريات الفواكه، وانخفاض كميات المغذيات الدقيقة الأساسية مثل الكالسيوم والحديد، فنحن بحاجة إلى تعزيز إتباع نهج غذائي وصحي لخسارة الوزن دون اللجوء إلى التمسك بتقاليع الحميات الغذائية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر