تساؤلات حول عودة فيروسكورونا إلى المرضى مرة أخرى
آخر تحديث GMT 09:56:41
المغرب اليوم -

يأمل العلماء أن يكسب المصابين مناعة

تساؤلات حول عودة فيروس"كورونا" إلى المرضى مرة أخرى

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تساؤلات حول عودة فيروس

فيروس كورونا
الرباط - المغرب اليوم

هل يمكن لمن شفي من مرض كوفيد-19 التقاطه مرة جديدة؟ هذا سؤال جوهري في مكافحة الوباء العالمي، لم يُحسم جوابه حتى الآن بشكل قاطع، ولو أن العلماء يأملون أن يكسب المصابون مناعة ضد الفيروس لبضعة أشهر، وأوضح إريك فيفييه، أستاذ علم المناعة في الهيئة العامة لمستشفيات مرسيليا، أن "اكتساب المناعة يعني أن الشخص طوّر استجابة مناعيّة ضد فيروس ستسمح له بالقضاء عليه. وبما أن للاستجابة المناعيّة ذاكرة، فهذا يسمح له ألّا يصاب بالفيروس ذاته مجدّدا في وقت لاحق".

وتابع أنه بصورة عامة، عند الإصابة بالفيروسات ذات الحمض النووي الريبيّ، مثل فيروس "سارس-كوف-2" المعروف بفيروس كورونا المستجد، يتطلّب الأمر "حوالى ثلاثة أسابيع للحصول على كميّة كافية من الأجسام المضادة الواقية"، وهذه الحماية تستمر عدة أشهر.

لكن هذا يبقى نظريا صرفا، في حين أن الفيروس الجديد المتفشي حاليا لا يزال يحمل الكثير من الغموض بما لا يسمح بتأكيد أي شيء.

وقال مايك راين، مدير برامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية: "لا نعرف ذلك (...) ولا يسعنا سوى التعميم انطلاقا من فيروسات كورونا أخرى، وحتى بالنسبة لهذه الفيروسات، تبقى المعطيات المتوافرة محدودة".

من جهته أفاد البروفسور فرنسوا مالو من كلية لندن الجامعية بإنه بالنسبة لفيروس سارس (متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد) الذي تسبب بحوالي 800 وفاة في العالم في 2002-2003، فإن المرضى الذين تعافوا كان لديهم حماية ضد المرض "لمعدل سنتين إلى ثلاث سنوات"، وبالتالي "يمكن بالتأكيد الإصابة مجددا بالفيروس، لكن السؤال المطروح هو بعد كم من الوقت؟ وهذا ما لن نعرفه إلا بشكل رجعيّ".

وأثبتت دراسة صينية حديثة لم يراجعها علماء آخرون أن قرودا أصيبوا بالفيروس وتعافوا منه لم يلتقطوا العدوى مجددا.

لكن "هذا لا يعني شيئا" على المدى البعيد، برأي الباحث في معهد باستور فريديريك تانغي؛ لأن الدراسة جرت على فترة قصيرة نسبيا لا تتعدّى شهرا.

وفي هذا السياق، فإن معلومات واردة من آسيا، وخصوصا من كوريا الجنوبية، تفيد عن عدة أشخاص أظهرت فحوص إصابتهم بالفيروس بعد شفائهم منه، تطرح تساؤلات كثيرة.

وإذ يرى خبراء أن ذلك يمكن أن يشير نظريا إلى عدوى ثانية، فهم يعتبرون ذلك مستبعدا، ويرجحون في الوقت الحاضر فرضيات أخرى.

وأضاف البروفسور بالو إنه من المحتمل بالنسبة لبعض المرضى ألا يتم القضاء على الفيروس، وأن يتسبب بإصابة "مزمنة" على غرار الفيروس المسبب للهيربس الذي يمكن أن يبقى كامنا بدون أن يتسبب بأعراض لدى الشخص الحامل له.

كما أنه من المحتمل بنظره ألا يكون المريض شفي بالأساس، وأن تكون نتيجة الفحوص التي أظهرت شفاءه خاطئة، إذ إن الاختبارات لكشف فيروس كورونا المستجد غير موثوقة بشكل كامل.

وزاد: "هذا قد يوحي بأن الأشخاص يبقون قادرين على نقل العدوى لوقت طويل، لبضعة أسابيع، وهذا ليس أمرا يبعث على الطمأنينة".

أجسام مضادة واقية؟

أظهرت دراسة شملت 175 مريضا تعافوا في شنغهاي، ونشرت نتائجها في مطلع أبريل من دون مراجعة علمية، أن معظم المرضى أفرزوا أجساما مضادة بعد 10 إلى 15 يوما من بدء المرض، وبدرجات كثافة متباينة.

لكن ماريا فان كيركهاف، المسؤولة عن التعامل مع الوباء في منظمة الصحة العالمية، لفتت إلى أن "معرفة ما إذا كان وجود أجسام مضادة يعني اكتساب مناعة مسألة مختلفة تماما".

وقال البروفسور جان فرنسوا ديلفريسي، رئيس المجلس العلمي في فرنسا، مبديا مخاوفه: "نتساءل عما إذا كان شخص أصيب بكوفيد (...) يحظى في الواقع بحماية فاعلة".

ومضى فريديريك تانغي أبعد من ذلك قائلا: "لا نعرف إن كانت الأجسام المضادة التي نفرزها بأنفسنا ضد الفيروس تشكل عامل خطر يزيد من حدة المرض"، مشيرا إلى أن أسوأ أعراض الوباء تظهر في مرحلة متأخرة من الإصابة، حين يكون المريض أفرز أجساما مضادة.

كما أنه ليس هناك في الوقت الحاضر أي أدلة حاسمة تسمح بمعرفة أي فئات تطور أجساما مضادة أكثر فاعلية ضد المرض، إن كانوا المرضى الأشد إصابة أو الأشخاص الذين يبقون بمنأى أكثر من سواهم عن الفيروس، المسنين أو الشباب، وغيرها من المعايير.

وازاء كل هذا الغموض، يشكك البعض في صوابية حلّ "المناعة الجماعية" من خلال انتشار العدوى على نطاق واسع، بحيث يتوقف الوباء مع استنفاد الأشخاص الذين يمكن أن ينتقل إليهم.

ورأى أرتشي كليمنتس، خبير علم الأوبئة في جامعة كورتن الأسترالية، أن "الحل الوحيد هو لقاح".

ورغم كل ذلك، تجري حملات اختبارات مصْليّة لرصد الأجسام المضادة بهدف معرفة نسبة الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى، وهي نسبة ضئيلة جدا على الأرجح. وهذا ما يحصل في فنلندا والمملكة المتحدة وألمانيا حيث طرح مركز أبحاث إصدار ما يشبه "جواز سفر" للمناعة يسمح للأشخاص الذين تكون نتيجة تحاليلهم إيجابية باستئناف نشاطاتهم.

لكن الدكتور سعد عمر، مدير معهد يال للصحة العالمية، أكد لوكالة فرانس برس "هذا سابق جدا لأوانه"، داعيا إلى الانتظار بضعة أشهر للحصول على نتائج أكثر موثوقية "حين تكون لدينا اختبارات مصليّة على درجة كافية من الدقة والاختصاص".

ويشدد الباحثون بهذا الصدد على ضرورة أن تكون نتائج هذه الاختبارات محدودة بفيروس كورونا المستجد من غير أن تأخذ بالاعتبار أي أجسام مضادة لفيروسات أخرى غير خطيرة من سلالة كورونا منتشرة، ما يفسد نتائجها.

وبعيدا عن هذه الاعتبارات العلمية، يشدد بعض الباحثين على أن شهادات المناعة هذه تطرح مسائل أخلاقية.

وحذر البروفسور بالو من أن "الأشخاص الذين هم بحاجة إلى العمل لتأمين معيشة عائلاتهم قد يسعون إلى التقاط العدوى"

قد يهمك ايضا:

ارتفاع مهول لعدد المصابين بفيروس كورونا بالمغرب والحصيلة 2251 حالة !

تزايد مخيف في عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات حول عودة فيروسكورونا إلى المرضى مرة أخرى تساؤلات حول عودة فيروسكورونا إلى المرضى مرة أخرى



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 17:03 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

تصعيد متبادل بين واشنطن وكراكاس ومادورو يسخر من تهديدات ترمب
المغرب اليوم - تصعيد متبادل بين واشنطن وكراكاس ومادورو يسخر من تهديدات ترمب

GMT 04:16 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بوتين يعلق على الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا
المغرب اليوم - بوتين يعلق على الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا

GMT 12:33 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ترمب يعلن احتجاز ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 22:57 2021 الأربعاء ,02 حزيران / يونيو

هزة ارضية تضرب البناية الجديدة الابتدائية في طنجة

GMT 01:36 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

فريق مصر المقاصة سيكون مفاجأة عقب نهاية الموسم

GMT 07:52 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

فياريال يخسر أمام لاس بالماس بهدف نظيف

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 04:42 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مواصفات السيارة "مازدا 3" الـ"هاتشباك" و"الـ"سيدان"

GMT 18:04 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

عقوبات صارمة في حق "نهضة بركان" و"مولودية وجدة"

GMT 09:51 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

كريستالينا جورجيفا تتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib