كورونا يحول السياحة إلى عالم افتراضي والكاميرات ملاذ الباحثين عن المتعة
آخر تحديث GMT 22:02:06
المغرب اليوم -

تطبيقات تُساعدك في التعرف على النباتات وتجعلك تعرف اسم الطير من صوته

"كورونا" يحول السياحة إلى "عالم افتراضي" والكاميرات ملاذ الباحثين عن المتعة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الكاميرات ملاذ الباحثين عن المتعة
لندن - المغرب اليوم

«لا تستمع لما يقولونه؛ اذهب وشاهد بنفسك»؛ هذا مثل شعبي صيني عن السياحة والسفر، ولكن وبعدما بدأ فيروس «كورونا» من الصين، فلا بد من أن يغير الصينيون المثل، لذا بدأوا بذلك فعلياً بعدما قاموا بتركيب كاميرات تبثّ صوراً حية من فوق سور الصين العظيم، في خطوة لتعريف العالم في زمن «كورونا» على روعة السور وتاريخه.

وعندما قال أوسكار وايلد: «عش من دون تبريرات، وسافر من دون ندم» لم يكن يعرف أنه سيأتي اليوم الذي تمنع فيه الطائرات من التحليق في السماء، وتلغى الأسفار، وتبدد الأحلام، في ثانية امتدت إلى مائة يوم، والحبل على الجرار؛ لأنه لا يعرف أحد بعدُ إلى متى تستمر أزمة «كورونا» ومتى نعود إلى حياتنا ما قبلها، ويبقى السؤال: كيف سنكون بعدها؟

فقبل «كورونا»، التقيت بأشخاص جابوا العالم من خلال الكتب والصور والمطالعة، عززوا ذاكرتهم في السفر من دون الحاجة إلى الصعود على متن الطائرة، كانت مخيلتهم هي الطائرة التي نقلتهم على أجنحتها إلى أماكن بعيدة. أتذكر رحلتي إلى تشيلي، تلك البلاد البعيدة التي لم يزرها كثير من عالمنا، سرد لي صديق عزيز أشياء رائعة عن تلك البلاد، ونصحني بالقيام بكثير منها، وزيارة كثير من الأماكن التي ذكرها بأسمائها الصحيحة، وفي النهاية سألته: «متى زرت تشيلي؟». أجاب: «لم أزرها، ولكني قرأت عنها الكثير». وها نحن اليوم نعول على العالم الافتراضي للخروج من بيوتنا، والكاميرات المثبتة في الغابات والأدغال وحول الأنهار والأسوار هي طائرتنا، والكنبات التي نجلس عليها ونكتشف العالم هي مطاراتنا.

ففي بريطانيا؛ لا يملك الجميع حدائق خاصة للتنفس والجلوس فيها، ولهذا قام موقع للمهتمين بالطبيعة بوضع كاميرات في الغابات في بريطانيا، ومن خلال موقع إلكتروني مخصص لمحبي رصد الطبيعة وحياة الكائنات فيها، يمكنك مشاهدة العصافير وهي تبني أعشاشها، وترى ولادة الطيور وخروجها من البيض بصورة حية. ففي دراسة أخيرة تبين أن الوجود في الطبيعة لمدة ساعة يومياً يَقِيكَ الأرق والكآبة، ويساعدك على التخلص من الأفكار السوداء التي قد تؤدي إلى الانتحار الذي زادت نسبته في ظل هذه الجائحة غير المسبوقة.

ومن الموقع الذي يركز على الطبيعة، إلى تطبيقات تساعدك في التعرف على أسماء النباتات، وتجعلك تعرف اسم الطير من صوته، لا سيما أننا نسمع صوت العصافير بطريقة واضحة بعد تدني صوت الضجيج الخارجي من سيارات وطائرات وحركة يومية.

فيروس «كورونا» حَدّ من حركتنا، ولكنه لم يستطع الحد من مخيلتنا، ولهذا فيمكنك السفر بمخيلتك إلى مواقع جنوب أفريقيا وموزمبيق؛ حيث تشاهد محميات الفيَلة وترى الأسود والنمور مباشرة وهي في بيئتها الحقيقية.

إذا اشتقت إلى «تايم سكوير» في نيويورك، التي تعدّ من بين أكثر الساحات زحمة في العالم، فمن خلال الإنترنت يمكنك أن تراها بصورة مباشرة، لترى المحلات فيها مقفلة والحركة فيها معدومة.

وإذا كنت تفضل الرحلات الرومانسية، فانتقل بمخيلتك إلى فلورنسا، أو البندقية التي تعدّ من بين أجمل مدن العالم، تعرف إليها عن بُعد، تعرف إلى جسورها وساحاتها الفارغة، وجندولاتها القابعة بمحاذاة حفة قناة المياه بانتظار السياح الحقيقيين.

سافر إلى عالم الغوريلا في شرق جمهورية الكونغو، فالكاميرات المثبتة هناك لنقل حياة الغوريلا مباشرة، تعمل ليلاً ومساء. وهنا يشار إلى أن الحيوانات أكثر حيوية في فترة المساء.

من أجمل ما يمكنك أن تراه هو «شيبويا»؛ تقاطع المشاة الأشهر في اليابان، وهذه فرصة حقيقية لرؤية مشاهد غير مسبوقة لم تحصل ولن تحصل بعد الانتهاء من الوباء ووجود لقاح له. الممشى فارغ، يتخلل الصور مرور أشخاص لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، وبعض حافلات النقل العام شبه الخالية.

ولمحبي الشواطئ التي تكسوها الرمال الحريرية البيضاء، اذهبوا إلى شواطئ تايلاند، التي تبثّ الكاميرات منها مشاهد حية كل يوم، ولا تنسَ أن موعد غروب الشمس هو عند نحو الساعة السادسة النصف مساء بالتوقيت المحلي.

لمحبي السفر بالقطار، سافروا إلى النرويج على متن قطار يأخذكم في رحلة بين الثلوج وبين الوديان والجبال، فالسفر الافتراضي دواء الروح حالياً، يأخذك إلى أماكن رائعة في لمحة بصر، يعرفك على أشياء لم تكن تعرفها من قبل، لتضعها على لائحة الأماكن التي ستزورها بطريقة فعلية وحقيقية يوماً ما. فلطالما قلت إن التحضير للسفر قبل الإقلاع مهم جداً، فمن الضروري وضع لائحة بالأماكن والأشياء التي سنقوم بها في السفر، لكيلا نضيع الوقت في البحث عمّا هو مهم.

هذه الكاميرات الحية المربوطة مباشرة بالإنترنت والمعروفة بالـ«ويب كام» فرصة لنا للنظر إلى آفاق العالم الجميلة؛ على أمل أن تنجلي غيمة «كورونا» لتعود الطائرات لتغازلها وتطير فوقها، وتحملنا نحن بأجسادنا ومخيلتنا معاً.

قد يهمك ايضا :

دليلك الشامل لأهم 10 مزارات سياحية في الأردن

خريطة بأفضل الفنادق المميزة في بلغاريا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا يحول السياحة إلى عالم افتراضي والكاميرات ملاذ الباحثين عن المتعة كورونا يحول السياحة إلى عالم افتراضي والكاميرات ملاذ الباحثين عن المتعة



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib