زغرب زمرّدة أوروبا الشرقية تجمع بين مزيج التاريخ العريق والحضارة الحديثة
آخر تحديث GMT 20:37:16
المغرب اليوم -

تزخر بالكثير من الروايات الأسطورية التي تكشف معها كل الأسرار

زغرب زمرّدة أوروبا الشرقية تجمع بين مزيج التاريخ العريق والحضارة الحديثة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - زغرب زمرّدة أوروبا الشرقية تجمع بين مزيج التاريخ العريق والحضارة الحديثة

مدينة "زغرب" في كرواتيا
القاهرة - سهام أحمد

تزخر مدينة "زغرب" في كرواتيا بالكثير من الروايات التي تعبر عن أسرار هذه المدينة الرائعة، فيُحكى في الأساطير القديمة، أنّ أحد الجنود الكرواتيين كان مصابًا في إحدى الحروب وكان يشعر بالعطش، فطلب من فتاة أن تغرف له الماء من بحيرة في ساحة "بان جيلاسيك: بقوله لها: "زغرابي" أي "إغرفي"، فارتبطت هذه الكلمة بذلك المكان، ليطلق لقب "زغرب" على عاصمة كرواتيا، وحين تنتهي كل الحكايات، تبدأ في زغرب حكاية جديدة تأسرك لتقليب صفحاتها واحدة تلو الأخرى، فتستكشف في كلّ صفحة منها تاريخ هذه المدينة وأصول نشأتها وملامحها الجغرافية والطبيعية الساحرة، تلك التّي قد تخفى على البعض في شهرتها، لكنها حتمًا ستتربّع على قلب كل من يفك أسرارها، هذه المدينة الجميلة ليست بعيدة، وقد تكون وجهتك المقبلة للسياحة والاستجمام، حيث دشّنت طيران الإمارات أولى الرحلات المباشرة إلى هذه الوجهة الواقعة في جنوب شرقي أوروبا في الأول من شهر حزيران\يونيو المقبل، وستكون هناك رحلة يومية إلى زغرب عبر طائرة بوينغ 777-300 بتوزيع الدرجات الثلاث، لتصبح أول خدمة بطائرة ذات جسم عريض إلى زغرب.

وتتمتّع زغرب التّي تقع في جنوب شرقي أوروبا، بموقع مهم، فهي تصل أوروبا الوسطى بالبحر الأدرياتيكي، وتضم مجموعة من الأماكن السياحية المختلفة الداخلية والساحلية، ولغتها الرسمية هي اللغة الكرواتية فيما تعد اللغتان الإنجليزية والألمانية شائعتان في الاستخدام بين السكان، سمتان ميزتا الطابع العام لزغرب، تلك التي تتلخص في الهدوء والبساطة. الهدوء الذّي تشعر به منذ اللحظة الأولى التي تهبط بها الطائرة على أرض زغرب، فلن تحتاج أن تنتظر في صفوف طويلة لإنهاء الإجراءات داخل المطار،  رغم وجود وفود سياحية كثيرة. ومن المطار الواسع، تبدأ الرحلة لاستكشاف زغرب الخضراء، كما تبدو من نافذة الطائرة، وستكتشفها عن قرب، وستلاحظ أنّ الخضار يكسو جبالها وهضابها أثناء انتقال الحافلة إلى فندق "إسبلاناده زغرب"، الذّي يعتبر أكبر وأشهر وأفخم فندق في زغرب، وبني في عام 1925.

وتحتوي زغرب على طبيعة خلابة، تنبض جمالًا كحجر الزمرد الكريم، فمن أعلى جبل ميدفينيكا أو "جبل الدب" الذي يقع وسط كرواتيا، شمال زغرب مباشرة، يتجلّى جمال مدينة زغرب بكاملها، ومن هناك، تستطيع أن تطلّ على المدينة بكاملها، وأن تذهب في رحلة تأمل واسترخاء، وكأنك في مكان آخر مع العالم لا يشاركك فيه أحد، فتغفو بين أحضانه حتى يحين موعد الرحيل، كما تضم زغرب كثير من الحدائق، مثل حديقة ماكسيمير التّي أنشأت في عام 1787، وتعدّ أقدم حديقة فيها ، حيث تشكل جزءًا من التراث الثقافي للمدينة، وهي موطن لكثير من الأنواع النباتية والحيوانية المختلفة.

 وتشتهر كرواتيا بالرياضة فهي جزء من ثقافة البلاد، التّي تشتهر بالرياضات المختلفة، مثل التزلجّ على جبال الألب وكرة القدم والتنس والسباحة، وستجد أعلى قمة في جبل ميدفينيكا هي سلجم بارتفاع 1،035 متراً (3،396 قدمًا)، وعادة ما يشار إلى الجبل بكامله بـ "سلجم".

ويعانق التاريخ مدينة زغرب التّي تروي بين جنبات هندستها المعمارية ومبانيها العتيقة وشوارعها المرصوفة بالحصى قصة من تعاقبوا على المكان ومن المعالم التاريخية والسياحية فيها ساحة "بان جيلاسيك"، الساحة المركزية للمدينة التّي تعود للقرن السابع عشر، وسميت باسم السياسي جوسيب جيلاتشيتش تكريماً له، ومن المعالم السياحية المهمة أيضًا المسرح الوطني الكرواتي ومتحف ميمارا مويسوم ومتحف الفن المعاصر وسوق دولاتش وكاتدرائية زغرب وكاتدرائية القديس ماركو وساحة سان ماركو وبرج لوترسكاك.

وتعطي زغرب الأولوية لمستخدمي الدراجة الهوائية، وستلفتك ملاحظة "رجاء لا تتجاوز المسار"  كما أنّها فلن تغيب عن أذهان كل من يزور زغرب، فأهلها يعتمدون كثيرًا على الدراجة الهوائية، وستجد على الأرصفة مسارات مرسومة ومخصّصة فقط للدراجات الهوائية، وإذا أخطأت وتخطيت تلك المسارات أثناء سيرك، فإنك حتمًأ ستعرقل المرور، وستقابل بنظرات امتعاض لاحترام خصوصية سائقي الدراجات، كما يعتمد أهالي زغرب كثيراً على النقل العام إلى جانب الدرجات الهوائية في التنقل، ما يجعل المدينة أقل تلوثًا، مقارنة بغيرها من المدن التّي يقل فيها استخدام المواصلات العامة، ويكثر الاعتماد على السيارة.

تمتلئ عدد من جدران أبنتيها القديمة والحديثة  بفن الغرافيتي على أشكال خطوط وكلمات ورسمات تعبيرية، تكشف عن أفكار ومزاج صاحب هذه الفنون،  فهو شعب محبّ للفن ولا يرى حدودًا للتعبير، وهوانطباع ستشكله من الدقائق الأولى في زغرب التي تضم مختلف أنواع الفنون، فضلًا عن كونها حاضنة للتراث الثقافي لكرواتيا،  فهي تجمع في تصميمها بين الهندسة المعمارية القديمة والمعاصرة، ومن المعالم الشهيرة أيضًا في عاصمة كرواتيا، مسجد زغرب، وهو أكبر مسجد في كرواتيا، بدأ بناؤه في عام 1981، وانتهى في 1987، وكان لدولة الإمارات مساهمات مالية في بناء هذا المسجد.

وتسير في فرقة عسكرية تؤدي حركات استعراضية بالسيوف في منطقة كابتول في زغرب، ، وكان جميع أفرادها يرتدون ربطات عنق حمراء اللون، ويُروى أنّه من هذه المدينة انطلقت أصل ربطة العنق التي أصبحت جزءًا من الزيّ الرسميّ الشهير حول العالم، ففي القرن السابع عشر، كانت أمهات وزوجات الجنود الكرواتيين، يضعن على أعناق أبنائهم أو زوجاتهم ربطات لتحميهم من الشر، وعندما كان يطل الجنود الكروات من مسافة بعيدة، كان يُشار إليهم بالقول "الكرواتيون أتوا" لارتدائهم لهذه الربطات التّي كانت تحدّد هويتهم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زغرب زمرّدة أوروبا الشرقية تجمع بين مزيج التاريخ العريق والحضارة الحديثة زغرب زمرّدة أوروبا الشرقية تجمع بين مزيج التاريخ العريق والحضارة الحديثة



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 16:11 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

ميغان ماركل تطلب من امرأة عدم الوقوف بجانب هاري

GMT 11:44 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib