متنزه كوروكو في الناظور وجهة طبيعية ساحرة تجذب عشاق النزهات الجبلية
آخر تحديث GMT 11:54:08
المغرب اليوم -

متنزه "كوروكو" في الناظور وجهة طبيعية ساحرة تجذب عشاق النزهات الجبلية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - متنزه

متنزه كوروكو
الرباط -المغرب اليوم

يشكل متنزه “كوروكو” الجبلي، الذي يحتل من إقليم الناظور حوالي خمسة آلاف ومائتي هكتار مربع، واحدا من أجمل اللوحات الطبيعية الساحرة التي تستهوي الآلاف من الزوار الوافدين من مناطق متعددة للاستمتاع بجمال المناظر الخلابة وزيارة المآثر التاريخية التي تضمها المنطقة.يقع المتنزه سالف الذكر على بعد حوالي 20 كيلومترا عن مركز مدينة الناظور، وتتقاسمه 4 جماعات تابعة للإقليم، وهي جماعة بني أنصار وجماعة بني شيكر وجماعة إحدادن وجماعة بني بويفرور، ويتمتع بغناه الإيكولوجي والبيولوجي وبمساحته الغابوية ومرتفعاته الجبلية ومواقعه الأثرية؛ ما يجعله قِبلة مفضلة لعدد من عشاق الطبيعة والسياحة.

مؤهلات طبيعية وتاريخية
يضم متنزه “كوروكو” عددا من الأماكن الطبيعية والمناظر الساحرة والمواقع التاريخية الأثرية والكهوف؛ ففي المنطقة التابعة لجماعة بني بويفرور، يقوم جبل “أزروهمار” شاهقا في السماء ومطلا من عل على مدينتي أزغنغان والناظور وتفاصيلهما. ويقصد الجبل يوميا عدد كبير من الزوار الذين تستهويهم المناظر البادية من أعلى قمته.

وعلى مسافة كيلومترات قليلة، تقوم مدينة “ثزوضا” الأثرية التي يعود تاريخ تأسيسها إلى مرحلة سابقة من الحضارة الأمازيغية قبل أن يتخذها الاستعمار الإسباني في عهد الحماية موقعا ‘ستراتيجيا لمراقبة الأهالي بالمناطق المجاورة ببناء برج تاريخي ما زال صامدا أمام عوادي الزمن، وتشكل بدورها مزارا لعدد من عشاق المواقع الأثرية والنزهات الجبلية.وفي محيط المنطقة ذاتها، مساحات خضراء شاسعة تتخللها أشجار من الصنوبر والبلوط والأنواع الأخرى، يتخذها عدد من زوار المنطقة مكانا للاستجمام والراحة وتناول الطعام وأخذ قيلولة وسط أجواء الطبيعة الهادئة.وإلى جانب ذلك، تتمتع منطقة طرارة الواقعة بـ”كوروكو” بفرشات مائية ذات جودة عالية، يقصدها العشرات على متن السيارات والدراجات النارية والدواب من مسافات بعيدة لسقي الماء العذب الطبيعي المتدفق من ينابيع متنوعة في المنطقة.

“كوروكو” والرحلات الترفيهية

تشهد منطقة “كوروكو” بالناظور توافد العديد من الزوار في رحلات ترفيهية عائلية أو منظمة؛ ما يجعلها قِبلة سياحية مفضلة لعدد كبير من عشاق الطبيعة الذين يقضون في أحضانها عطل نهاية الأسبوع خاصة.

كريم بونو، أحد الزوار الوافدين على المتنزه، يقول: “أزور المنطقة في الغالب مع أصدقائي أو عائلتي.. يستهوينا جمال المكان الهادئ وما يحف به من مناظر طبيعية ساحرة، ونفضل فيالغالب تناول الفطور ثم الغداء في المكان وسقي الماء من طرارة قبل أن نغادر في وقت متأخر قبيل مغيب الشمس”.

ويضيف المتحدث قائلا: “المنطقة تشهد زيارات مكثفة، خاصة خلال أيام العطل ونهاية الأسبوع. ويفضل عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي يوجد عدد منها حاليا بالناظور، زيارة المنطقة؛ ما يجعلها عامرة في أوقات الصيف، ناهيك عن زيارات وافدة من المدن الأخرى”.ويختم بونو حديثه إلى هسبريس قائلا: “هذا المتنزه الغابوي الجميل يحتاج إلى عناية المسؤولين ومشاريع تتوخى إصلاحه وتأهيله في أفق جعله وجهة سياحية من شأنها أن تعيد الاعتبار إلى هذا الكنز الطبيعي، الذي ما زالت الكثير من معالمه ومؤهلاته مجهولة إلى حد الآن”.

قرود المكاك البربري بـ”كوروكو”
تعيش في أحضان أشجار “كوروكو” عدد من قرود المكاك البربري النادر التي استأنست إلى حد بعيد بزوار المنطقة الذين يطعمونها بالموز والفول السوداني ومختلف أشكال الأطعمة الأخرى قبل أن يلتقطوا صورا تذكارية معها.يقول سفيان الزغاوي، فاعل جمعوي وباحث في علم البيولوجيا، إن “هذا النوع من القرود المصنفة في اللائحة الحمراء من قبل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة يوجد خاصة في المغرب وفي الجزائر، وبأعداد قليلة في جبل طارق”. 

ويضيف المتحدث قائلا: “استطاعت هذه القرود، التي تميل طبيعتها إلى الحرية وعيش الحياة البرية، الاستئناس بالبشر من الزوار الذين يلجؤون باستمرار إلى إطعامها خلال رحلاتهم إلى المنطقة؛ لكن غريزتها الحيوانية تظل على الدوام حذرة. لذلك، تبدو قلقة وتهرع صوب الاختباء بالأشجار، فور حصول أمر تراه يشكل خطرا على حياتها”.ويبرز الفاعل الجمعوي والباحث في علم البيولوجيا أن هذه الأنواع من القرود مهددة بالانقراض ، وتشكل الحرائق التي تنشب بالغابة أحيانا أهم تهديد لوجودها في المنطقة؛ ما يستوجب تدارك الأمر من قبل الجهات الوصية على الحياة البرية في منطقة “كوروكو”.

“كوروكو” مأوى المهاجرين الأفارقة

ولأنها منطقة غابوية ذات طبيعة جبلية وعرة وبعيدة عن المناطق العامرة، يتخذ المهاجرون الأفارقة المنحدرون من دول جنوب الصحراء من “كوروكو” ملجأ لهم استعدادا لشن غاراتهم على السياج الحدودي الفاصل لمدينة مليلية المحتلة أفواجا كما يجري مرارا، سعيا نحو العبور إلى المدينة الرازحة تحت السيادة الإسبانية في مغامراتهم صوب معانقة الحلم الأوروبي.

وقد تعايش عدد من هؤلاء المهاجرين غير النظاميين في المنطقة بعد أن حطوا رحالهم ونصبوا خيامهم وتأقلموا مع الأجواء العامة في “كوروكو”؛ لكن وجودهم هناك مؤقت وليس سوى محطة العبور المأمول صوب الثغر المحتل.

وتلجأ السلطات المحلية أحيانا إلى ملاحقة هؤلاء المهاجرين في غابات “كوروكو” والمرتفعات المجاورة لها؛ لكن أعدادهم تزداد، في كل مرة، مع توافدهم من بلدان جنوب الصحراء في رحلة العبور إلى الفردوس الأوروبي، حتى شكلت المنطقة مكان إقامتهم أساسا في إقليم الناظور لقربها من مدينة مليلية من الجهة الغربية.

ظواهر تهدد المنطقة

تعاني المنطقة من تراكم النفايات والأزبال في عدد من الأماكن المختلفة؛ فحسب إحصاءات رسمية، فإن ما يناهز 10 أطنان من النفايات المنزلية يتم التخلص منها في محيط المنطقة. كما أن العديد من  الزوار يلجؤون إلى التخلص من مخلفات رحلاتهم بطريقة عشوائية في المكان، على الرغم من وجود صناديق القمامة؛ وهو ما يهدد هذه المنطقة بالتلوث البيئي.وإضافة إلى ذلك، فالمنطقة معرضة في كل مرة للحرائق التي يصل معدلها، حسب معطيات رسمية صادرة عن المندوبية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إلى 5 حرائق متفاوتة الخطورة على مدار السنة.

ومن جهة أخرى، يلجأ عدد من القناصين إلى ممارسة هوايتهم العشوائية في غابة “كوروكو” خارج مراقبة السلطات، على الرغم من المذكرات الصادرة من طرف المندوبية سالفة الذكر التي تمنع ممارسة القنص العشوائي في المنطقة.وفي هذا الصدد، طالب مصطفى الجاري، فاعل جمعوي بالناظور وأحد ساكنة المنطقة، بضرورة مراقبة غابة “كوروكو” باستمرار ومعاقبة كل المتورطين في القنص العشوائي الذي من شأنه أن يتسبب في انقراض بعض الحيوانات الوحشية في حالة إذا استمرت الظاهرة دون تدخل السلطات.

وأكد الجاري، في حديثه مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن المنطقة تعاني، إضافة إلى ظاهرة القنص العشوائي، من أنشطة بعض العصابات السرية التي تقوم بقطع الأشجار وتهريبها لبيعها للمخابز والحمامات الشعبية؛ ما يسبب في استنزاف الثورة الطبيعية لغابة “كوروكو”.المنطقة في حاجة ماسة إلى عناية لازمة، يردف الجاري قبل أن يختم حديثه قائلا: “وهذه مسؤولية ملقاة على عاتق المندوبية الإقليمية للمياه والغابات وكافة الجهات الوصية لجعل متنزه “كوروكو” وكافة مؤهلاته الطبيعية والحيوية في أمان بعيدا عن أيدي الخراب والفساد”.

مطالب بتأهيل المنطقة
على الرغم من كل ما يحظى به متنزه “كوروكو” الجبلي من جمالية ومكانة سياحية، فإنه يعاني من تهميش بنيته التحتية وغياب مشاريع فعلية لتأهيله وإصلاحه، إذ تشكل رداءة بعض الطرقات بالمنطقة عائقا يمنع الكثيرين من زيارتها.

يقول مصطفى الجاري: “الطريق المؤدية إلى المتنزه رديئة ومهترئة تحتاج إلى عملية إصلاح وتزفيت، وقد مر وقت طويل على هذا المطلب الذي نادى به الكثير من المهتمين بالشأن العام بالمدينة؛ لكنه ما زال عالقا ينتظر من المسؤولين أخذه بعين الاعتبار، نظرا لما تتمتع به المنطقة من مؤهلات طبيعية وسياحية”.من جهته، قال حمزة المنصوري، فاعل سياسي وعضو جماعة بني بويفرور: “طرحت بصفة شخصية مجموعة من المقترحات في دورات سابقة لمجلس جماعة بني بويفرور تهم أساسا تنقية الغابة بإزالة الأشجار الميتة التي تشكل خطرا على احتراق الغابة؛ لأنها يابسة وتصبح قابلة للاشتعال أكثر”.

وأضاف المتحدث: “كما اقترحنا، بحضور ممثلين عن المندوبية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وممثلين عن وزارة التجهيز والنقل، تشجير الأماكن الفارغة وإصلاح الطريق الرئيسية الرابطة بين بني بويفرور وبني أنصار وشق بعض المسالك في الغابة من أجل تسهيل مرور شاحنات إخماد الحرائق، وإصلاح الأماكن المهددة بالتعرية”.وعن مدى الاستجابة لهذه المقترحات وتفعيلها على أرض الواقع، قال المنصوري إن بعض المشاريع قد بُدئ فعلا في تنفيذها وأهمها شق بعض المسالك في الغابة، والأخرى ما زالت تنتظر المصادقة عليها وتحديد ميزانيتها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

شركة الخطوط الجوية الملكية تخبر مسافريها بقرار جديد

الخطوط الملكية المغربية تعلن أغلاق التسجيل عبر الانترنت للراغبين في السفر

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متنزه كوروكو في الناظور وجهة طبيعية ساحرة تجذب عشاق النزهات الجبلية متنزه كوروكو في الناظور وجهة طبيعية ساحرة تجذب عشاق النزهات الجبلية



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 16:11 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

ميغان ماركل تطلب من امرأة عدم الوقوف بجانب هاري

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 13:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 22:40 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يتفوق على دورتموند في المواجهات التاريخية

GMT 01:56 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

رواية "الأصل" تتصدر قائمة نيويورك تايمز لأعلى المبيعات

GMT 01:17 2021 السبت ,14 آب / أغسطس

الفيلة تتمتع بحاسة الشم أقوى من الكلاب

GMT 23:40 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا تصيب الكآبة بعض متصفحي مواقع التواصل الأجتماعي ؟

GMT 02:21 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف عملات فضية نادرة دُفنت في بولندا

GMT 04:14 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

فندق Mandarin Oriental Milan مندرين اورينتال الآن في ميلانو
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib