الخطاب الملكي يثير اهتمام الأمازيغ  التاريخ الطويل والمغرب العربي
آخر تحديث GMT 14:58:39
المغرب اليوم -

الخطاب الملكي يثير اهتمام الأمازيغ "التاريخ الطويل" و"المغرب العربي"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الخطاب الملكي يثير اهتمام الأمازيغ

الخطاب الملكي
الرباط _ المغرب اليوم

ظل مطلب إعادة قراءة وكتابة تاريخ المغرب من المطالب الرئيسية للحركة الأمازيغية، غير أن هذا المطلب، وإن بوشرت بشأنها بعض الخطوات، لم تتحقق الغاية المرجوة منه إلى حد الآن، وهي تضمين “التاريخ المغربي الحقيقي” في الكتب المدرسية، وعدم التوقف فقط عند حدود تاريخ إنشاء النظام الملكي في المغرب قبل 12 قرنا. النقاش حول هذا الموضوع طفا إلى السطح من جديد، حين تحدث الملك محمد السادس في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب عن “التاريخ الأمازيغي الطويل” للمغرب. وقال الملك: “المغرب مستهدف لأنه دولة عريقة تمتد لأكثر من اثني عشر قرنا، فضلا

عن تاريخها الأمازيغي الطويل”؛ فهل يعكس ما جاء في الخطاب الملكي مؤشرا على الرغبة في إعادة كتابة التاريخ المغربي؟ تغير نظرة الدولة أحمد عصيد، رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، قال إن نظرة الدولة إلى تاريخ المغرب بدأت منذ السنوات الأولى لتولي الملك محمد السادس الحكم، وخاصة منذ إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي يضم مركزا للدراسات التاريخية يتولى مهمة “القراءة الصحيحة” لتاريخ المغرب. وأضاف عصيد، في تصريح لهسبريس، أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سبق له أن عقد لقاء ضخما شارك فيه أكثر من ستين باحثا

لمراجعة تاريخ المغرب، وأصدر كتابا في الموضوع، معتبرا أن من المؤشرات الدالة على تغير نظرة الدولة إلى هذا الموضوع، إنشاء المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، الذي قام بإعداد قراءة في هذا التاريخ. واهتم المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بتاريخ ما قبل دخول الإسلام إلى المغرب، وهو عمل قال عصيد إنه “صحح الكثير من الرؤى والتصورات والأفكار الخاطئة التي كانت تدرس للتلاميذ في المدرسة ويتشبعون بها”، مبرزا أن المنظور الذي كان يحصر تاريخ المغرب في اثني عشر قرنا “تغير الآن، حيث أصبح الحديث عن تاريخنا العريق، وآثار الإنسان القديم”.

وأُحدث المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بموجب ظهير شريف يوم 22 نونبر عام 2006، وهو مؤسسة عهد إليها بمهمة تفعيل عملية البحث في تاريخ المغرب والارتقاء بالمعرفة المتصلة بماضي المغرب القريب والبعيد، بهدف ترسيخ الهوية المغربية وتأصيل الذاكرة الجماعية، مع الانفتاح على مختلف الأطراف المتفاعلة مع الذات والشخصية عبر مختلف العصور. واعتبر أحمد عصيد أن تغير منظور الدولة إلى تاريخ المغرب بدأ يتبلور منذ قدوم الملك محمد السادس، “الذي جاءت معه فكرة أن شرعية العرش لم تعد بحاجة إلى الرواية التاريخية المفبركة التي استعملت في العهد السابق”،

مبرزا أن الملك الحالي اقتنع بأن قواعد الشرعية تغيرت، وأن العرش لم يعد بحاجة إلى الاستناد إلى الرواية التاريخية المفبركة، وهو ما حدا به إلى التخلي عن الوسطاء التقليديين في الشق التاريخي وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وشجع انفتاح الدولة على “تاريخ المغرب الحقيقي”، من خلال إنشاء مؤسسات معنية بهذا الجانب، عددا من المؤرخين الشباب على الانكباب على سبر أغوار التاريخ المغربي القديم، ودونوا انطلاقا من المعطيات التاريخية، معطيات مهمة، غير أن هذه المعطيات لا تزال غائبة عن الكتاب المدرسي. وعزا أحمد عصيد سبب هذا الغياب إلى استمرار

سيادة “العقليات القديمة التي تأطرت في وعي إيديولوجي زائف خلال المرحلة السابقة”، معتبرا أن الرهان الآن قائم على تغيير هذه العقليات، “وهذا الرهان هو بمثابة ثورة حقيقية تحتاج مدة زمنية طويلة”. سياق عبارة “المغرب العربي” من جهة ثانية، لا يزال استعمال عبارة “المغرب العربي” في بعض الخطب الملكية يثير سجالا، لا سيما وأن المغرب سحب هذه العبارة من الدستور بعد تعديله سنة 2011، واستبدلها بعبارة “المغرب الكبير”، انسجاما مع التنصيص على ترسيم اللغة الأمازيغية والاعتراف بتنوع مكونات الهوية المغربية. في هذا الإطار، أوضح عصيد أن استعمال الملك لعبارة

“المغرب العربي” في بعض خطبه يمليه السياق الذي يتحدث فيه؛ ذلك أنه حين يتحدث في الشأن الداخلي يستعمل مصطلح “المغرب الكبير”، انسجاما مع ما هو منصوص عليه في الدستور، وحين يتحدث في الشأن المغاربي يستعمل عبارة “المغرب العربي”، تنفيذا لالتزام المغرب مع باقي مكونات الاتحاد المغاربي. وأوضح المتحدث أن اسم “المغرب العربي” هو موضوع مشترك بين الدول المغاربية الخمس، وأن هذه العبارة هي التي تم تبنيها في مؤتمر مراكش رسميا، حيث ذهب الرئيس الليبي السابق معمر القذافي إلى التهديد بالانسحاب من الاتحاد بعد أن تحفظ الملك الراحل الحسن

الثاني عن تسمية “المغرب العربي”. وأضاف عصيد: “حين يتحدث المسؤولون المغاربة في سياق مغاربي فهم ملزمون باستعمال عبارة (المغرب العربي)، باعتبارها العبارة الرسمية التي تبنوها في مؤتمر مراكش، وقد سبق لسعد الدين العثماني حين كان وزيرا للخارجية أن دعا نظراءه المغاربيين إلى استعمال عبارة (المغرب الكبير)، كما هو الحال في المغرب، غير أنهم اعتبروا هذا الأمر شأنا داخليا للمغرب”، موردا أن تغيير عبارة “المغرب العربي”، “يستدعي أن تكون هناك قناعة مشتركة بين كل دول الاتحاد المغاربي”.

قد يهمك ايضا

لزرق يؤكد أن الخطاب الملكي يحث على تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة المؤامرات

الخطاب الملكي يحث على تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة المؤامرات

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطاب الملكي يثير اهتمام الأمازيغ  التاريخ الطويل والمغرب العربي الخطاب الملكي يثير اهتمام الأمازيغ  التاريخ الطويل والمغرب العربي



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 13:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
المغرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 06:42 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تعرف على أبرز مميزات وعيوب سيارات "الهايبرد"

GMT 00:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طالب يعتدي على مدرسته بالضرب في مدينة فاس

GMT 11:02 2023 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل العطور لفصل الخريف

GMT 11:55 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

نصائح لاختيار الحقيبة المناسبة للمعطف

GMT 16:56 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

حكيمي ومبابي يستمتعان بالعطلة في مراكش

GMT 07:48 2022 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت التعامل مع الاختلاف في الرأي

GMT 09:59 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد اتيكيت نشر الغسيل

GMT 10:31 2022 الجمعة ,27 أيار / مايو

مايكروسوفت تطور دونجل لبث ألعاب إكس بوكس

GMT 01:02 2021 السبت ,07 آب / أغسطس

وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بعد المصيف

GMT 19:36 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

وفاة ابنة الفنان الراحل محمد السبع

GMT 18:42 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسما شريف منير ووالدها في برومو " أنا وبنتي"

GMT 17:19 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عشر ماحيات للذنوب.. بإذن الله

GMT 09:05 2016 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib