رحيل الوزير عبدالله باها المأساوي يهز الأوساط السياسية في المغرب
آخر تحديث GMT 16:31:21
المغرب اليوم -

رحيل الوزير عبدالله باها المأساوي يهز الأوساط السياسية في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رحيل الوزير عبدالله باها المأساوي يهز الأوساط السياسية في المغرب

الوزير عبدالله باها
الدار البيضاء- جميلة عمر

تلقى رفاق وزير الدولة ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبدالله باها، العزاء في  وفاته المفاجئة في بوزنيقة، والتي اعتبرتها جل الأحزاب السياسية فاجعة كبرى نظرًا إلى المكانة القوية التي كان يحظى بها الراحل لدى مجايليه في الحزب والحكومة عامة.

وأحدث الحادث زلزالًا وسط عائلة الحزب الحاكم وحركة التوحيد والإصلاح، فالفقيد كان العقل المدبر للحزب، والمخ الحقيقي لرئيس الحكومة عبدالإله بنكيران والنصف الآخر الذي يمد بنكيران بالجرعة اليومية من الاتزان والتعقل وكبح الاندفاع الذي يميز بنكيران.

وعرف الفقيد طيلة مساره السياسي بإيمانه القوي بالقيم السامية للالتزام الحزبي والسياسي وإعلاء ثقافة خدمة الشأن العام، مع حرصه الشديد على الابتعاد عن الجدل العقيم والمزايدات السياسوية في النقاشات العمومية التي تهم قضايا الوطن والمواطنين.

وبهذا المسلك المتميز في العمل السياسي، حظي الفقيد، الذي ولد العام 1954 بجماعة إفران الأطلس الصغير، بتقدير واحترام كبيرين من طرف كل مكونات المشهد الحزبي والسياسي والنقابي والإعلامي على الساحة الوطنية والدولية، والدليل على ذلك، الجارة الجزائر فمجرد ما سمعت الخبر حتى أعطت إهتمام للموضوع ونقلت الخبر إحدى  قنواتها  فور سماعها وفاة الراحل وخصصت 2:27 دقيقة، حيث أوردت تفاصيل عن مهامه السياسية، ودوره في الحزب والحكومة، وعلاقته مع الشركاء.

ولا حديث لدى المغاربة إلا عن مقتل باها، الكبير والصغير يتحدثون عن الطريقة التي توفي بها شيخ البيجيدي، وربطوا الحدث مع الطريقة التي توفي بها صقر المعارضة الراحل الزايدي، فهناك من اعتبر أن المكان تسكنه لعنة الموت، وهناك من وضع علامة التعجب عن طريقة الوفاة، لاسيما الـ"فيسبوكيين" اعتبروا المكان الذي توفي فيه الزايدي ينم عن توفر الموت على حساباته السياسية في المغرب.

واعتبر البعض الآخر أنَّ القطار بريء من دم باها لأنه لا يمكن لشخص في وزن باها بذكائه وحبكته ورزانته، يموت مغدورًا بقطار، ألم يراه وهو قادم ألم يسمعه، كما اعتبر البعض أنَّ الوفاة غامضة، والتساؤل مشروع؟

وهناك من اعتبر أنَّ الحادثين (الزايدي، وباها) مأساويان رغم اختلاف أسباب الموت، وفي المكان نفسه بقنطرة "الموت" بوزنيقة، والضحيتان رجلان من رجال الدولة؛ فالأول هو صقر المعارضة، والثاني العقل ودماغ بنكيران، بل الصندوق الأسود لرئيس الحكومة المغربية.

وكانت وفاة الشخصيتين غريبة؛ الأول مات غريقًا داخل سيارته، والثاني مات في حادث قطار قريبًا من سيارته.

والغريب في الأمر أنَّ كل منهما مات يوم الأحد، الأول صباحًا والثاني مساءً، والأول موته غامض، والثاني موته أكثر غموضًا.

فيما باشرت المصلحة العلمية والتقنية للدرك الملكي، التحقيق في القضية، كما تم الاستماع إلى سائق القطار السريع الذي دهس الوزير عبدالله، والذي أكد أنه صدم شخصًا ما و أنه شطر جثته إلى شطرين.

وبناء عليه أبلغ مكتب السكك الحديدية درك بوزنيقة الحادث لتنتقل على الفور دورية للموقع وهناك تم العثور على الجثة التي بدأ عدد من المارة يتحلقون حولها.

كما تم نقل سيارة الضحية من أجل تنقيطها وإخضاعها للخبرة لعلهم يتوصلون إلى شيء يفيدهم في البحث.

ولى إثر هذه الفاجعة، أرسل العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تعزية إلى رئيس الحكومة عبدالإله ابن كيران وأعرب خلالها عن أحرّ التعازي لكافة أعضاء الحكومة، وأصدق مشاعر مواساته، في هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه.

وأكد الملك أنَّ "وفاة الفقيد لا تعد خسارة فادحة لأسرته المكلومة وحدها، وإنما هي رزء جسيم بالنسبة للمغاربة  ككل، لما كان يتحلى به من خصال رجل الدولة الكبير، خديمًا وفيًا، ولما قدمه لوطنه من أعمال جليلة، عند تحمله للمسؤوليات الحكومية أو الوطنية، التي تقلدها بكل حكمة ونزاهة واقتدار ونكران ذات.

واستحضر الملك في هذه البرقية، بكل تقدير وإكبار ما خلفه الراحل من ذكر حسن بين أصدقائه ومعارفه ومحبيه، ومن آثار طيبة من أعماله المبرورة، وما هو مشهود له به من لطف وبساطة وتواضع، وحسن خلق، ومن ثبات على المبادئ، وتشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها.

وكان أول من اصطدم  بالخبر كان هو الأمين العام لحزب الحركة الشعبية ووزير التعمير وإعداد التراب الوطني، امحند العنصر؛ حيث اعتبر أنَّ الساحة السياسية فقدت رجل الحكمة والرزانة والتوافقات، رجل الذي يأتي بالحل الملائم الذي يرضي جميع الأطراف حتى في المواضيع الشائكة.

أما الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العمري، فتأسف لفقدان الراحل عبدالله بها، مؤكدًا أنَّ الفقيد معروف بـ"حكمته وهدوءه واتزانه وينصت أكثر مما يتكلم"، فاعتبر الراحل نائب عن أسفه.

أما إدريس لشكر فعبّر بدره عن أسفه لرحيل باها، مؤكدًا أنَّ المشهد السياسي والحزبي فقد "قائدًا سياسيًا متزنًا وحكيمًا".

من جهته ، اعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، أنَّ موت عبدالله بها وزير الدولة فاجعة كبرى لجميع المغاربة، منوهًا بحكمة واتزان الراحل.

مضيفًا أنَّ باها كان من الأشخاص المتزنين الذين يدرك جيدَا ما يقوم به، فقد كان شخصًا محنكًا وصاحب تجارب عديدة، كما كان لديه دور أساسي في المشهد السياسي المغربي، لا على المستوى الحكومي ولا على مستوى علاقة الحكومة مع الفاعليين السياسين الآخرين.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل الوزير عبدالله باها المأساوي يهز الأوساط السياسية في المغرب رحيل الوزير عبدالله باها المأساوي يهز الأوساط السياسية في المغرب



بلقيس تتألق في صيحة الجمبسوت وتخطف الأنظار

أبوظبي - المغرب اليوم

GMT 12:37 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة
المغرب اليوم - نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib