الطلاب البريطانيون يعانون من الصدمة لابتعادهم عن أسرهم
آخر تحديث GMT 02:51:19
المغرب اليوم -

بسبب عدم التكيف مع الحياة الجامعية الجديدة

الطلاب البريطانيون يعانون من الصدمة لابتعادهم عن أسرهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الطلاب البريطانيون يعانون من الصدمة لابتعادهم عن أسرهم

التكيف مع الحياة الجامعية الجديدة
لندن ـ ماريا طبراني

يشعر العديد من الطلاب البريطانيين بالصدمة، بمجرد دخولهم للجامعة، من جراء عدم قدرتهم على التعامل مع الحياة الجديدة، في ظل ابتعادهم عن حياة الألفة الأسرية في المنزل للمرة الأولى. ويبدو أن الجميع واثق من نفسه، إلا أنهم يفكرون في النهاية عندما يكون كل واحد منهم منفردًا، كيف سيستطيع الانسجام في دائرة جديدة من المعارف، إضافة إلى التوقعات الخاصة بالمستقبل.

وأدت الروح التنافسية والضغوط الأخرى الإضافية المترتبة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى معاناة قطاع كبير من طلاب الجيل الحالي من أمراض عقلية، وكشفت الأرقام التي تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات أن حوالي 43 ألف طالب في مؤسسات مجموعة "راسل"، حصلوا على خدمات المشورة خلال العام الدراسي 2014 – 2015، بينما كان العدد قبل ثلاثة أعوام حوالي 34 ألف فقط، وهو ما يعني أن هناك زيادة تقدر بحوالي 28 في المائة عن نسبة الارتفاع في عدد الطلاب في هذه الجامعات خلال نفس الفترة، والذي يقدر بحوالي 3 في المائة فقط.

وأوضح الدكتور دومينيك طومسون، المدير الفخري لجمعية الصحة الطلابية، أنه "قبل ستة أعوام كان واحدًا بين كل خمسة طلاب يقوم بالاستشارات المتعلقة بالصحة العقلية، بينما تزايد العدد بصورة كبيرة في المرحلة الراهنة، حيث أصبح طالبًا واحدًا بين كل طالبين". وأضاف "هناك عدد كبير من الطلاب في الوقت الحالي، أصبحوا يعانون من جراء الاضطرابات الكبيرة التي يتعرضون لها، وهو الأمر يؤثر بصورة كبيرة على حياتهم اليومية".

ولوحظ زيادة كبيرة في الطلب على قطاع الاستشارات الصحية في المرحلة الحالية، وهو الأمر الذي رصده الدكتور جيرمي كريستي، متخصص العلاج المعرفي والسلوكي، وأكد أنه نسبة الطلب على الاستشارات الصحية في مجال الاضطرابات العقلية تزايدت إلى الحد الذي يمكن فيه القول أن المستشار الصحي الواحد، يقوم على خدمة خمسة ألاف طالب، وبالرغم من ذلك لا يتم تلبية الطلب المتزايد على الخدمة، وتحتاج أن تصل إلى أن يكون المستشار الواحد مسؤول عن 1500 حالة.

وأضاف "على المستوى الوطني، إننا نتابع حوالي 12% من مجموع الطلاب، بينما يتزايد هذا الرقم بنسبة 10% سنويًا، وتبقى الحالات الأكثر شيوعًا بين الطلاب تتراوح بين حالات القلق والاكتئاب، إضافة إلى حالات صعوبة التكيف مع الوضع الجديد". وأعلن تقرير صادر عن مؤسسة "يوجوف" في الشهر الماضي، أن السبب الرئيسي لحالات الإجهاد هو الدراسة، وتصل النسبة إلى سبعة بين كل عشرة طلاب، بينما المشكلة التي تحل في المرتبة الثانية هي القلق حول إمكانية العثور على الوظيفة المناسبة في المستقبل بنسبة 39%، في حين أن المشكلات العائلية تحل ثالثًا بنسبة 35%، وأن الطلبة الذي يعملون بدوام والعلاقات العاطفية تأتي في المرتبة الخامسة بنسبة 23%.

ويبدو أن خريجة كلية القانون في جامعة بريستول ماجدلينا كيرزيويسكا، تقدم مثالًا واضحًا، وكانت تعاني خلال سنوات الجامعة الأربعة من حالات القلق والاكتئاب ونوبات الذعر. وأكدت ماجدالينا أن الانتقال إلى المرحلة الجامعية يبدو أمرًا مروعًا للغاية بالنسبة لمعظم الطلاب، موضحة أنها كانت تعاني في فترات طويلة من التهاب اللوزتين، وهو الأمر الذي كان يستدعي أن تخضع للراحة التامة، وبالتالي فعند العودة للدراسة، تجد أن العمل المتراكم عليها والمطلوب منها تأديته كثير للغاية، وهو الأمر الذي ساهم في إصابتها بالأرق. وأضافت أن الأرق المتزايد ساهم في إجهادها مما أدى إلى تغيبها عن المزيد من الفصول الدراسية ليتزايد القلق والأرق أكثر فأكثر لينتهي بها الأمر إلى العزلة.

ووفقا لدراسة شملت حوالي 1093 طالب، قام بها الاتحاد الوطني للطلبة في الشتاء الماضي، فإن 78% من الطلاب أكدوا أنهم كانوا يعانون من جراء مشكلات تتعلق بالصحة النفسية خلال العام الدراسي، بينما قال 33% منهم إنهم راودتهم الرغبة في الانتحار. وأن القاعدة هي المعاناة في صمت، حيث أن 54% من الطلاب الذين يعانون من مشكلات نفسية لا يطلبون المساعدة، ويقول الثلث أنهم لا يعرفون أين يجدون الدعم، بينما 40% أعربوا عن قلقهم من طبيعة المساعدة التي سوف تقدم إليهم.

وبيّنت طومسون أن خطورة الصمت تجاه القلق أو الأعراض الأخرى أنها تتصاعد بصورة كبيرة، بحيث يمكن لها أن تترك تأثيرًا يشبه كرة الثلج. وأظهرت الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية أن معدل الانتحار الطلابي كان في أعلى مستو له قبل عامين، حيث وصل عدد حالات الانتحار في كلا من إنجلترا وويلز إلى حوالي 130 حالة، حيث كانت أعمارهم أكبر من 18 عامًا، حيث كان من بينهم 97 رجلًا و33 امرأة.

وأشار طومسون إلى أن العديد من الطلاب يذهبون إليه قبل يوم واحد من الامتحان النهائي، ليخبروه أنهم يشعرون برغبتهم في الانتحار منذ أشهر، موضحًا أن الجامعة تقوم بواجبها في تلك الحالة بتأجيل امتحاناتهم، ولكن يبقى التساؤل هو لماذا لم يأتي هؤلاء مبكرًا؟ وتجيب ماجدلينا على تساؤل طومسون، حيث تقول إنه في أحيان كثيرة ربما يشعر الطالب بالانكسار في داخل تلك العيادة، في الوقت الذي تغيب فيه العقلانية عنه بصورة كبيرة، موضحة أنها تشهر بالامتنان للمستشار الذي رشحته لها الجامعة للتعامل مع حالتها.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطلاب البريطانيون يعانون من الصدمة لابتعادهم عن أسرهم الطلاب البريطانيون يعانون من الصدمة لابتعادهم عن أسرهم



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:05 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
المغرب اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 15:03 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 12:05 2023 الخميس ,20 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 20 أبريل/ نيسان 2023

GMT 07:56 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 21:30 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات كبيرة في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 11:15 2023 الأحد ,02 إبريل / نيسان

موديلات ساعات فاخّرة لهذا العام

GMT 15:40 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الإعلامية المغربية مريم العوفير تطل على القناة الأولى

GMT 09:54 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أفريقيا تلهم إيلي صعب ELIE SAAB تصاميم أنيقة

GMT 19:46 2022 الأحد ,28 آب / أغسطس

ديكورات مميّزة للكوشة في حفلات الزفاف

GMT 20:29 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"أرض الإله" في المرتبة الثانية لمبيعات "ديوان"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib