قلّة الإمكانيات تحرم طلاب القرى المغربية من فوائد التعليم عن بُعد
آخر تحديث GMT 00:16:54
المغرب اليوم -

وجدوا صعوبة في مواكبة هذا الإجراء المستجدّ بسبب "كورونا"

قلّة الإمكانيات تحرم طلاب القرى المغربية من فوائد التعليم عن بُعد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قلّة الإمكانيات تحرم طلاب القرى المغربية من فوائد التعليم عن بُعد

نظام التعليم عند بعد
الرباط - المغرب اليوم

من بين الأهداف الرئيسية التي تروم تحقيقَها الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وهي خارطة طريق إصلاح المنظومة التربوية المغربية، هدفُ جعل المدرسة المغربية مدرسة للإنصاف وتكافؤ الفرص، لكن الظروف الاستثنائية التي يعيشها المغرب بيّنت، مرة أخرى، أن هذه الغاية لم تتحقق، خاصة في العالم القروي منذ تعليق الدراسة بمختلف مستوياتها، كان النقاش يتمحور حول مدى قدرة خيار "التعليم عن بعد" على استدامة تمدرس التلاميذ بوتيرة عادية، فظهر أن آلاف التلاميذ في العالم القروي وجدوا صعوبة في مواكبة هذا الإجراء المستجدّ، بغض النظر عن مضمون الدروس التي تصل إلى التلاميذ عبر قنوان العالم الافتراضي.

"قيل لنا إن الدروس ستكون متاحة على الأنترنت وفي التلفزة، لكن هناك أطفالا في القرى لا يتوفر آباؤهم على حواسيب ولا حتى على هواتف ذكية"، يقول موحا إروى، أب لثلاثة أطفال يدرسون في التعليم الابتدائي بجماعة أربعاء آيت أوقبلي نواحي مدينة أزيلال ويستطرد هذا الأب بأن التلاميذ في القرية التي يسكنها محظوظون مقارنة مع نظرائهم في مناطق نائية أخرى، ففي قريته على الأقل البيوت مرتبطة بشبكة الكهرباء، وأغلب الأسر لديها تلفزة، وإن كانت أغلب الدروس تبث على شبكة الأنترنت، بينما هناك قرى، يضيف المتحدث، لم يصلها التيار الكهربائي، "ولا يتوفر سكانها حتى على جهاز تلفاز".

المكتب الإقليمي للمرصد المغربي للرقابة المجتمعية لمكافحة الفساد والدفاع عن حقوق الإنسان بأزيلال نبّه السلطات الحكومية إلى أن مجموعة من التلاميذ في العالم القروي لا تتوفر لديهم وسائل لتتبع الدروس عن بعد، سواء عبر شبكة الأنترنت أو التقاط البث الخاص بالقنوات الوطنية، خصوصا في المناطق النائية واعتبر المرصد في بيان صادر عنه أن عدم توفر الإمكانيات التقنية لمجموعة من الأسر، سيحرم آلاف التلاميذ من آلية التواصل مع مؤسساتهم التعليمية، وتتبع المواد الرقمية والسمعية البصرية المنتَجة خصيصا لهذا الغرض.

من جهته، قال علي فناش، نائب رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب المكلف بالتواصل، إن هناك نواقص تشوب عملية التعليم عن بعد، خاصة فيما يتعلق بعدم توفر بعض التلاميذ على الأدوات التقنية التي تخول لهم الاستفادة من هذه الدروس، لكنه استدرك بأنه "من الطبيعي أن تحدث مثل هذه الأشياء في هذه الظروف الاستثنائية" وأشار فناش، في تصريح لهسبريس، إلى أن "الظرفية الحالية استثنائية في جميع المجالات، ولا يمكن أن تتوفر جميع الشروط المطلوبة"، لافتا إلى أن الأطر التربوية "تبذل مجهودا جبارا، وقد عاينت شخصيا أساتذة يعملون على توفير الدروس للتلاميذ في العالم القروي، وهناك تواصل واجتهادات لا بد من التنويه بها".

وتابع المتحدث ذاته قائلا: "هذا لا يعني أن هناك تغطية شاملة، وأن جميع التلاميذ في العالم القروي يتابعون دروسهم بوتيرة عادية من خلال التعليم عن بعد، ولكن هناك جهد مبذول من طرف الأطر التربوية تشكر عليه"، داعيا إلى استغلال كل القنوات الممكنة لجعل التلاميذ في العالم القروي يتابعون دراستهم بشكل عاد أحمد منصوري، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للتعليم، قال إن اللحظة الراهنة ينبغي أن تليها وقفة عميقة لجرد النواقص الكثيرة التي تعتري المنظومة التربوية والتعليمية المغربية، والتي برزت بشكل أكبر خلال الظرفية الحالية، داعيا إلى عقد مناظرة وطنية يتاح فيها التعبير لمختلف القوى الحية في المجتمع العاملة في قطاع التعليم لتقديم اقتراحاتها.

منصوري ثمّن المجهودات التي تبذلها الأطر التربوية من أجل ضمان استمرارية التعليم، معتبرا أنها "أبانت عن قدرتها على مواجهة الصعوبات والتحديات، رغم انعدام الإمكانيات، وعبّرت عن حس وطني عالٍ بانخراطها في عملية التعليم عن بعد بإنتاج المواد الرقمية رغم كل الإكراهات، مثل عدم توفر الأساتذة على الحواسيب، وضعف صبيب الأنترنت" واعتبر الفاعل النقابي أن الظرفية الراهنة "ليست مناسبة لجلد الذات، ولكن في المقابل ينبغي التفكير في ما يتعين القيام به مستقبلا، وقد تأكد لنا أن المدخل الحقيقي للنهضة والتنمية هو العلم وإعادة الاعتبار للمدرسة، خاصة العمومية، ولنساء ورجال التعليم، والرفع من ميزانية البحث العلمي الذي لا تخصص له الحكومة سوى ميزانية هزيلة جدا".

قد يهمك ايضـــًا :

"تطبيقات وأدوات بديلة" جامعات دبي تبتكر حلولًا لتحديات "التعليم عن بعد"

قلّة الإمكانيات تحرم التلاميذ من دروس التعليم عن بعد فى البوادي المغربية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلّة الإمكانيات تحرم طلاب القرى المغربية من فوائد التعليم عن بُعد قلّة الإمكانيات تحرم طلاب القرى المغربية من فوائد التعليم عن بُعد



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف
المغرب اليوم - بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف

GMT 18:14 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

مخرج فيلم"ماد ماكس" يحطم قلب تشارليز ثيرون

GMT 04:24 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقطع ويسلان بمكناس .. منعرج الموت يتربص بأرواح السائقين

GMT 08:29 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

عطر كارفن المصنوع من زهر البرتقال لطيف للرجال

GMT 18:55 2023 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

أجدد صيحات الأحذية من أسبوع الموضة في ميلانو

GMT 22:19 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

مقاييس الأمطارالمسجلة خلال 24 ساعة في المغرب

GMT 18:01 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 03:55 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ليكسوس العرائش يفوز خارج ميدانه على الفتح الرياضي بـ (88-65)

GMT 09:06 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الرجاء الرياضي يمنح المدرب لسعد الشابي هدية بعد إقالته

GMT 16:29 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أولتراس الجيش تطالب بإقالة الكولونيل الأيوبي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib