رحيل كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني
آخر تحديث GMT 17:58:45
المغرب اليوم -

ساندته خلال اعتفاله وتزوجت منه وهو لا بزال سجبنًا

رحيل كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رحيل كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني

كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني
الدارالبيضاء - حاتم قسيمي

عن عمر تجاوز ثمانين سنة, رحلت الحقوقية الفرنسية كريستين السرفاتي، زوجة إبراهيم السرفاتي, وأعلن عن ذلك ماحي بينبين، أحد الفنانين المغاربة، على صفحته الرسمية في "فيسبوك".
كريستين السرفاتي، هي زوجة المعارض اليهودي المغربي السابق، السرفاتي، مؤسس منظمة إلى الأمام الماركسية اللينينية في المغرب، كانت من أبرز الأسماء المدافعة عن حقوق الإنسان في المغرب، وناضلت من أجل الكشف عن مصير معتقلي تازمامارت.
بجنسية فرنسية وقلب مغربي، قضت الراحلة سنوات طويلة في الكتابة عن جحيم سنوات الرصاص في المغرب، وقاست مع زوجها مِحن الاعتقال وظروف المنفى، وحتى مع وفاته سنة 2010، بقيت كريستين وفية لروحها المغربية، ولم تتخلّ يومًا عن متابعة ما يدور في الدولة العلوية من أحداث، حتى أسلمت الروح في فرنسا.
علاقة كريستين بالمغرب بدأت من ستينيات القرن الماضي، عندما كانت تدرّس في ثانوية محمد الخامس في الدار البيضاء مادة التاريخ والجغرافيا، وكانت حصصها تمثل فرصة للتلاميذ من أجل النهل من المعارف السياسية وفتح نقاشات مهمة حول الواقع السياسي للمغرب، يتذكر جمال الشيشاوي، أحد تلامذتها بداية السبعينيات، أن الراحلة كانت من خيرة الأساتذة في الثانوية، وكان دورها واضحاً في تنمية وعيهم السياسي.
لم تتعرّف كريستين المسيحية على أبراهام اليهودي إلا بعد فراقها من زوجها الأول الذي كان يدرّس معها في الثانوية نفسها، العلاقة كانت في البداية مجرد نقاش سياسي جمع بين ناشطة حقوقية وسياسي معارض ينشط في حركة إلى الأمام الماركسية اللينينية، قبل أن تتطور العلاقة أكثر عندما اختبأ أبراهام في منزلها لمدة معينة من الوقت، بعيداً عن أنظار الشرطة التي كانت تلاحقه.
وم توقيف أبراهام سنة 1974، واقتيد إلى ردهات المعتقلات والسجون لمدة وصلت إلى 17 سنة، وفي الفترة ذاتها، اعتقلت كريستين هي الأخرى لبضعة أشهر، نالت خلالها نصيبها من التعذيب في المعتقل السري "درب مولاي الشريف".
ولأن الحب عنوانه التضحية، قررت كريستين الزواج من أبراهام وهو لا يزال سجيناً، فعقد قرانهما سنة 1990, حسب ما أكد الشيشاوي الذي يقول في هذا الصدد:" نظراً للقوانين التي تمنع زيارة السجناء إلا من طرف أسرتهم، وبسبب المضايقات التي كانت كريستين تتعرض لها كلما أرادت زيارة أبراهام، فقد قرّر الاثنان الزواج".
بعد الزواج كانت ردهات السجن مسرحًا للحظاته الأولى، تمّ الإفراج عن أبراهام سنة 1991، وعوض أن يبقى في البلاد التي عارض سياساتها، قرّر وزير الداخلية الأسبق، إدريس البصري، نفيه إلى فرنسا بدعوى حمله للجنسية البرازيلية، وهناك بقيت معه كريستين سبع سنوات، إلى حين رجوعهما سنة 1999 بعدما سمح له الملك محمد السادس بالعودة، في حدث كان عنواناً لبداية التصالح مع الماضي.
وحتى وإن لم تنضم كريستين إلى حركة "إلى الأمام"، فقد كانت مؤمنة بضرورة فضح خروقات حقوق الإنسان في المغرب سنوات الرصاص، فساهمت مع جيل بيرو في تأليف كتاب "صديقنا الملك" الذي يعتبر من أكثر الكتب إثارة للجدل في عهد الراحل الملك الحسن الثاني، ثم ألفت كتاب "تازمامارات.. معتقل الموت في المغرب" الذي كان أول مؤلف يظهر فيه موقع المعتقل في الخريطة المغربية، وكتاب آخر ألفته رفقة أبراهام حمل عنوان "ذاكرة الآخر"، فضلاً عن "رسالة المغرب" الذي ألفته في عهد الملك محمد السادس.
رأت كريستين أن المغرب لم يعد هو نفسه كما كان في السابق، وكانت مبتهجة بقطعه مع سنوات الرصاص واستهلاله مسار البناء الديمقراطي. ويقول الشيشاوي: "فبعد العودة من المنفى، سكنت الأسرة الصغيرة في المحمدية، ومن بعدها إلى مراكش والصويرة، قبل أن تعود كريستين بعد وفاة أبراهام إلى فرنسا دون أن تقطع صلتها بالمغرب، حيث كانت تزوره من حين إلى آخر، تستعيد في زياراتها ذكريات زواجها الأول التي رُزقت فيه بثلاثة أبناء، وذكريات زواجها الثاني الذي ابتلعت فيه مرارة السجون وفرحة التصالح مع الجراح".
لم يتبقّ من صور كرستين وأبراهام على الانترنت إلا نزر قليل، بينه صورة لهما وهي تدفع كرسيه المتحرك إلى الأمام، هي تأكيد على مثل "خلف كل رجل عظيم امرأة"، فالسرفاتي الذي وصفته قناة "دويتشه فيلي" بـ"أشهر معارض سياسي في تاريخ المغرب"، يعتبره الكثيرون قدوة في النضال من أجل مغرب أفضل، حتى ولو كانت الكلفة 17 سنة من السجن، و8 سنوات من النفي.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني رحيل كريستين السرفاتي زوجة أشرس معارضي الحسن الثاني



GMT 13:28 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

إيران تعتقل منظّمي ماراثون بعد مشاركة نساء بلا حجاب

GMT 18:13 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تحذر النساء أخطر الأماكن عليهن من منازلهن

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"لا تتزوجي ميليشياوي" حملة ليبية تحذر الفتيات بعد حوادث قتل

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 16:10 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
المغرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 16:26 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

هاجر أحمد تعود إلى دراما رمضان بشخصية جديدة
المغرب اليوم - هاجر أحمد تعود إلى دراما رمضان بشخصية جديدة

GMT 07:43 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 01:10 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

"أوتلاندر PHEV" تحفة ميتسوبيشي الكهربائية

GMT 06:45 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 07:00 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

متى يعود "الزعيم" إلى سكة الألقاب؟

GMT 17:31 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الحسين عموتة يؤكد احترامه للعقد الذي يربطه مع الوداد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib