الحكومة المغربية تُشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل
آخر تحديث GMT 23:50:13
المغرب اليوم -

الحكومة المغربية تُشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحكومة المغربية تُشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل

تربية النحل
الرباط - المغرب اليوم

لم يحدث يوما أن شاهد النحال المغربي رشيد الزروالي موسما كارثيا بالحجم الذي عاينه خلال هذا الموسم، سنوات من الجهد المتواصل والعمل المضنى في تربية النحل ذهبت سدى وجعلته يتكبد خسائر فادحة بعد أن اختفت طوائف النحل من منحله بمنطقة الخميسات، وسط المغرب.ويصف الزروالي انهيار طوائف النحل التي شهدتها المملكة بالظاهرة غير المسبوقة، مشددا على أنه لم يرى مثيلا لما وقع طيلة سنوات اشتغاله في هذا المجال.

يقول رشيد الزروالي"منذ أكتوبر الماضي بدأ مربو النحل يلحظون اتساع نطاق انتشار هذه الظاهرة الغريبة، والتي تسببت في القضاء على 200 خلية نحلة تعود لملكيتي بالرغم من كل المحاولات التي قمت بها والتدخلات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه".

ما تكبده رشيد والمئات من المزارعين ومن النحالة المغاربة دفع الحكومة للتدخل حيث أعلن وزير الزراعة المغربي، محمد صديقي، بداية هذا الأسبوع، أن الحكومة ستشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل، بداية من شهر أغسطس المقبل.

ويشدد النحال رشيد على الأهمية التي يكتسيها تدخل الحكومة في إنقاذ هذا القطاع من الانهيار التام، والمحافظة على وثيرة إنتاج العسل الذي تراجع بشكل كبير جراء اختفاء خلايا النحل وتضاعفت أسعاره في الأسواق.

ويشغل قطاع تربية النحل بالمغرب أكثر من 38 ألف شخص، ويقدر حجم الإنتاج بـ 8 ألف طن من العسل سنويا حسب أرقام رسمية.

برنامج لدعم المتضررين

وأثار اختفاء النحل أواخر السنة الماضية في عدد من مناطق المغرب قلقا وسط مربي النحل وجميع الأطراف المعنية بهذا القطاع، حيث لم يسبق للمملكة أن شهدت مثل هذه الظاهرة.

وقد تفاعلت الحكومة مع تداعيات اختفاء النحل في مناطق متفرقة من المملكة، حيث أعلنت وزارة الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في أواخر يناير الماضي، عن إطلاق برنامج خاص لفائدة مربي النحل.

وكشفت الوزارة عن تخصيص مبلغ 130 مليون درهم (حوالي 13.8 ملايين دولار) من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية الرامية إلى دعم مربي النحل المتضررين من ما عرف بـ" انهيار طوائف النحل".

وأكد وزير الزراعة محمد الصديقي، أن عدد مربي النحل الذين سيستفدون من التعويضات عن الخسائر التي لحقتهم بفعل اختفاء خلايا النحل يبلغ 500 مربي.

خسائر فادحة

تؤكد المستشار الفلاحية في المركز الوطني للاستشارة الفلاحية مليكة إدمين، أن الخسائر التي تكبدها النحالون المغاربة جراء تضرر خلايا النحل واختفاءها تعد خسائر فادحة وكانت لها انعكاسات وخيمة على إنتاج العسل، وبأن موسم الجفاف غير المسبوق الذي شهدته المملكة هذه السنة قد زاد من تفاقم الوضع.

وأبرزت إدمين في، أن البرنامج الذي خصصته الحكومة لدعم المتضررين سيهم بشكل خاص توزيع خلايا نحل جديدة من أجل إعادة إعمار الخلايا المصابة، بالإضافة إلى تقديم أدوية لمحاربة الأمراض والقيام بحملات تحسيسية حول طرق العناية بالنحل.

وتشدد المتحدثة، على أهمية هذه الحزمة من الإجراءات المعلنة من قبل االحكومة والتي تروم التخفيف من الأضرار التي لحقت بالنحالين وتعويضهم عن جزء من الخسائر التي تكبدوها بسبب اندثار طوائف النحل.

وتلفت إدمين، إلى أن مربي النحل باتوا متخوفين من تكرار ظاهرة انهيار النحل مرة أخرى خلال الموسم المقبل خاصة وأن أسبابها المباشرة لم يتم تحديدها إلى غاية اليوم.

وتشير المستشارة الفلاحية، إلى الأهمية التي تكتسيها الحملات التحسيسية والمراقبة المستمرة في حماية خلايا النحل السليمة والمحافظة عليها وفي معالجة الأمراض التي قد تصيب الخلايا.

الإخلال بالتوازن البيئي

وقد سجلت ظاهرة اختفاء النحل في عدة دول عبر العالم وأرجعت أسبابها إلى عوامل مرتبطة بالتغيرات المناخية وبعض مظاهرها كتوالي فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مما كان له انعكاس سلبي ومباشر على وفرة الغذاء في المراعي بالنسبة للنحل.

وكانت الأبحاث التي أجرتها مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، التباع لوزارة الفلاحة، قد استبعدت فرضية أن يكون مرض ما قد أدى إلى "انهيار طوائف النحل" في المغرب، مرجحة عوامل متداخلة من بينها التغيرات المناخية.

يقول محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، إنه وفي ظل عدم صدور أي تقرير يحدد الأسباب الرئيسية لاختفاء النحل بالمغرب، فمن المرجح أن يكون الاستعمال المكثف للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية إلى جانب التغيرات المناخية من العوامل المؤدية إلى نشوء مثل هذه الظواهر المقلقة.

ويشدد المتحدث، على أهمية وجود النحل في المنظومة البيئية بالنظر إلى الدور الذي يلعبه في تلقيح النبات والأشجار المثمرة، وبأن اختفاء النحل في منطقة ما هو مؤشر على وجود خلل بيئي يتوجب البحث في أسبابه من أجل معالجتها.

ويدعو بنعبو، إلى ضرورة التوقف عن استخدام المبيدات الحشرية والعمل على تحسيس السكان المتواجدين على مقربة من المنظومات البيئية بأهمية حمايتها لتفادي بروز ظواهر غير مؤلوفة قد تشكل خطرا على البيئة والإنسان على غرار ظاهرة اختفاء النحل التي تركت اثارها واضحا على التوازن البيئي وعلى النشاط الاقتصادي لمربي النحل على حد سواء.

قد يهمك أيضا

مرض "مُعد" يصيب خلايا النحل في المغرب

 

تربية النحل في المغرب أحد أهمّ القطاعات الواعدة التي تحتاج إلى دعم

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة المغربية تُشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل الحكومة المغربية تُشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل



GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة

GMT 03:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 07:40 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

اللاعب مروان زمامة مطلوب من ثلاث فرق مغربية

GMT 06:44 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

اختيار هرار الأثيوبية رابع أقدس مدينة في الإسلام

GMT 04:44 2015 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

شركة ألعاب "إيرفكيس" الشهيرة تطلق ألعاب خاصة للفتيات

GMT 09:18 2015 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

هواوي Y6 تبيع 5 آلاف وحدة من الهاتف النقال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib