أشجارٌ شامخةٌ تواجهُ مخاطرَ الموتِ بواحاتِ حوضِ المعيدرْ في الجنوبِ الشرقيِ
آخر تحديث GMT 22:54:30
المغرب اليوم -

أشجارٌ شامخةٌ تواجهُ مخاطرَ الموتِ بواحاتِ حوضِ المعيدرْ في الجنوبِ الشرقيِ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أشجارٌ شامخةٌ تواجهُ مخاطرَ الموتِ بواحاتِ حوضِ المعيدرْ في الجنوبِ الشرقيِ

أشجار النخيل
الرباط - كمال العلمي

“الجفاف” كلمة مخيفة ولها معنى واحد لدى ساكنة الواحات جنوب شرق المغرب، وهي “الموت البطيء”؛ ذلك ما ينطبق على واحات النخيل بمناطق حوض المعيدر بإقليم زاكورة، المهددة بالموت البطيء والزوال النهائي، إن لم تتدخل الجهات المسؤولة لإنقاذ ما تبقى منها في المستقبل.إلى وقت قريب ،كانت واحات النخيل بحوض المعيدر تشكل مصدر رزق المئات من العائلات، بالإضافة إلى احتلالها موقعا إستراتيجيا وسط منظر طبيعي خلاب كان يمنحها خصوصية وجاذبية؛ لكن هذه الواحات اليوم أصبحت تشبه منطقة دمرتها الحروب، ما دفع بالساكنة إلى دق ناقوس الخطر، لتنبيه القطاعات الحكومية المعنية إلى أن الوضع أصبح لا يطاق.

حوض المعيدر، المكون من خمس جماعات ترابية بإقليم زاكورة وجماعة حصيا بإقليم تنغير، يعتبر من أكثر المناطق المغربية التي تعاني من أزمة الماء سواء الفلاحية منها أو الصالحة للشرب المخصصة للبشر. كما يعد هذه المنطقة من المناطق المغربية الأكثر تسجيلا لدرجات الحرارة في فصل الصيف؛ ما يجعل المواطنين يستهلكون هذه المادة الحيوية أكثر بثلاث أو أربع مرات من الفصول العادية.وكشف أحمد بلحسن، فلاح بالمنطقة، أن واحات النخيل بالمعيدر ظلت، إلى أواخر التسعينيات من القرن الماضي، مصدر رزق المئات من العائلات والأسر وعدد كبير من اليد العاملة ممن كانوا يحترفون غرس أشجار النخيل، قبل أن تتحول مع مرور السنوات إلى مجرد ذكريات في ذاكرة كبار السن، بفعل الجفاف الذي أفقد الواحة جماليتها، كما أفقد أشجار النخيل “جريدها”، وزادها طيش البشر الذي كان يستعمل جريد النخل في الطبخ، وهو ما زال يهدد ما تبقى من واحة النخيل بالتلاشي، وفق تعبيره.

وأضاف بلحسن، في تصريح، أن “أشجار النخيل متساقطة هنا وهناك، والأودية والسواقي جافة، والفلاحون يتخوفون من مستقبل “شبح” وجفاف يهدد وجود ثروة التمور المعروفة محليا بجودة إنتاجها، هذا هو حال الواحة ببلدة تزارين، وسط صمت رسمي وغضب الفلاحين”. “في حالة استمرار الجفاف في السنوات المقبلة فإن البشر سينقرض بشكل نهائي وليس فقط الواحات”، قال حمو سكنتي من ساكنة منطقة المعيدر، مضيفا أن “التدخلات التي تقوم بها القطاعات المعنية بين الفنية والأخرى غير كافية نهائيا”، مؤكدا أن “الوضع مقلق وخطير في هذه المنطقة، حيث أصبح المواطن لم يجد ما يروي به الظمأ ولم نعد نفكر حاليا في الفلاحة ولا في الواحة، وما نفكر فيه الآن هو بقاؤنا على قيد الحياة”.

وطالب المتحدث ذاته، في تصريح، الحكومة والقطاعات المعنية بإيفاد لجنة مركزية إلى المنطقة للوقوف على الأضرار التي ألحقها الجفاف بالواحة وبساكنتها، والبحث عن حلول معقولة لإنقاذ المواطنين من شبح العطش والموت.وتعليقا على الموضوع، قال مسؤول بإدارة مجلس جهة درعة تافيلالت إن مكتب مجلس جهة درعة تافيلالت يدرس، بتنسيق مع باقي الشركاء، مشكل الجفاف وتأثيره على الواحة؛ للوصول إلى حلول ناجعة وسريعة، مؤكدا أن هناك خطوات سيقوم بها المجلس الجهوي في هذا الإطار في الأسابيع المقبلة.وأوضح المتحدث ذاته أن من بين الحلول التي يقترحها المجلس الجهوي هو بناء السدود الصغرى والمتوسطة والتي لا تتطلب اعتمادات مالية ضخمة، موضحا أن خطر الجفاف على الواحات يعرفه الجميع وعلى القطاعات المعنية التنسيق فيما بينها لحماية هذا الموروث.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

تمور المغرب في خطر بسبب توالي حرائق الواحات

الواحات المغربية تصارع قسوة الجفاف وتوالي الحرائق في "جهة درعة تافيلالت"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشجارٌ شامخةٌ تواجهُ مخاطرَ الموتِ بواحاتِ حوضِ المعيدرْ في الجنوبِ الشرقيِ أشجارٌ شامخةٌ تواجهُ مخاطرَ الموتِ بواحاتِ حوضِ المعيدرْ في الجنوبِ الشرقيِ



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 15:42 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا
المغرب اليوم - الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا

GMT 14:34 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين
المغرب اليوم - تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 03:53 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

التشكيلة الرسمية للوداد الرياضي أمام الحسنية

GMT 13:36 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفي قمر يطرح خامس أغانى ألبومه بعنوان مش هاشوفك

GMT 19:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 20:34 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

15 نصيحة لتطويل الشعر بسرعة

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 02:44 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

فنانون ونقاد يرصدون أسباب اختفاء ظاهرة المخرج المؤلف

GMT 03:52 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فاطمة سعيدان تكشف أن "عنف" استمرار لتقديم المسرح السياسي

GMT 12:58 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تشميع بيت قيادي داخل جماعة العدل والإحسان في مدينة وجدة

GMT 14:27 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

حريق هائل يلتهم 3 بواخر صينية في ميناء أغادير

GMT 20:16 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

الرياح القوية تقتلع الاشجار وتقطع الكهرباء شمال المغرب

GMT 08:34 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

إصدار قانون تقاعد المهنيين والعمال المستقلين في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib