التساقطات المطرية تنهي أثر السنوات العجاف على الموسم الفلاحي في المغرب
آخر تحديث GMT 07:14:38
المغرب اليوم -

التساقطات المطرية تنهي أثر "السنوات العجاف" على الموسم الفلاحي في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التساقطات المطرية تنهي أثر

أمطار
الرباط _ المغرب اليوم

في خضم ويلات الجائحة العالمية التي مازال لغزها محيرا، تمكنت المملكة من عبور السنوات العجاف الماضية مستقبلة سنة فلاحية حبلى بالأمطار وواعدة بالخيرات.على طول الطريق السيار الرابطة بين الدار البيضاء والجديدة، تمتد ضيعات شاسعة متنوعة الزرع، تسر العين وتنشرح لها النفس، وتوحي قبل أي حديث مع الفلاحين بأن حصاد الموسم الفلاحي سيكون جيدا ينسيهم متاعب الحرث وغلاء أسعار الحبوب.

موسم يمحو سنوات عجافا
تبعد 48 كيلومترا عن مدينة الجديدة، مسالك الوصول إليها صعبة؛ إنها زاوية سيدي إسماعيل، المعروفة بزراعة الحبوب والذرة إلى جانب تربية المواشي. عدد من الفلاحين الذين التقيناهم بهذه المنطقة القروية بدوا منشرحين للتساقطات المطرية التي شهدتها المملكة مؤخرا.كان عبد الجليل منشرحا وهو يزرع الذرة ويحرث الأرض مستعملا محراثا تقليديا يجره بغله، بعدما أعفته الأمطار الأخيرة من السقي، آملا أن يكون المحصول وافر.يحكي هذا الفلاح، وهو في الأربعينات من العمر، أن التساقطات الأخيرة أعادت الأمل للفلاحين بالمنطقة، بعدما عاشوا جفافا في السنوات الماضية أثر على الإنتاج وأسعار الحبوب.بالنسبة لهذا الفلاح، فإن الموسم سيكون واعدا، خصوصا إذا ما تهاطلت الأمطار في الأيام المقبلة من شهر مارس، ما سيجعل المحصول من الحبوب وافرا، ويسهل على “الكساب” تزويد الماشية بالتبن والعلف.

فاطنة، واحدة من النساء القرويات اللائي تحدثن لهسبريس، لم تخف سعادتها بهذه التساقطات التي أعادت الحياة للفلاحين ومربي الماشية بالمنطقة، وساهمت في التخفيف من المعاناة التي تكبدوها في السنوات الماضية.تقول فاطنة التي كانت تقود “كرويلة” وعلى متنها بعض العشب، إن “الموسم الفلاحي الحالي يعد بالخير على الفلاحين؛ إذ ستسهم هذه الأمطار في تحسين الغطاء النباتي، وفي إنتاج جيد من الحبوب بمختلف أَنواعها”.وهي تهم بالمغادرة، لم تغفل هذه السيدة، بعدما حمدت الله على هذه الخيرات، التأكيد على وجوب دعم الفلاحين الصغار بالمنطقة لتجاوز تداعيات جفاف أدى إلى غلاء أسعار الحبوب والتبن.

وفرة الإنتاج ودعم الفلاح
لم يخف عبد الفتاح عمار، وهو من كبار الفلاحين، استبشاره خيرا بالتساقطات التي شهدتها المنطقة، والتي أنستهم متاعب السنوات الماضية والجفاف الذي شهدته.وفي هذا الصدد، يقول عبد الفتاح، الذي يشغل رئيسا لغرفة الفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات، إن “هذه السنة كانت استثنائية ولله الحمد، لأن الأمطار هطلت في فترة مهمة”.وأردف في حديث لجريدة هـسبريس الإلكترونية، أن “الفلاحين استبشروا خيرا بهذه الأمطار، والسنة ستكون جيدة بحول الله، وكلنا أمل أن تهطل الأمطار في مارس وأبريل، لأن هذه الفترة تكون حساسة”.وشدد رئيس غرفة الفلاحة على أن “هذا الموسم سيعرف وفرة في الإنتاج، سواء من حيث التبن، الشعير، القمح أو باقي الحبوب”، غير أنه دعا الحكومة إلى الالتفات إلى الفلاح في هذه الفترة.وقال إن “الحكومة مطالبة بالالتفات أكثر للفلاح، حتى يسترجع ما ضاع منه وما لحقه من خسائر خلال السنوات الماضية”، مضيفا: “يجب تمكين الفلاح من بيع الشعير والقمح بثمن جيد، وعدم تركه رهينة للمضاربات”.وأورد رئيس غرفة الفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات أن الفلاحين يتوقعون “خيرا من هذا الموسم الفلاحي، لذلك نسعى إلى أن تكون هناك التفاتة كبيرة للفلاح حتى يساير الموسم”.وأوضح عبد الفتاح عمار أن هذه المنطقة مهمة من حيث الحبوب. لذلك، فإن “الفلاح صابر، وعلى الحكومة أن تصبر معه وتدعمه حتى يتم تشبيب الفلاحة ويستمر الجيل الناشئ في امتهانها”.

توقعات بموسم جيد
بالنسبة لوزارة الفلاحة والصيد البحري، فإن الأمطار الأخيرة التي شهدتها المملكة، وضمنها جهة الدار البيضاء سطات، سيكون لها أثر جد إيجابي على تطور الموسم الفلاحي من خلال تحسين الغطاء النباتي بشكل عام، والمراعي بشكل خاص، وتنشيط أعمال الصيانة (مكافحة الحشائش الكيماوية واستخدام الأسمدة النيتروجينية).ولعل جهة الدار البيضاء سطات، التي تعد خزان المملكة من حيث الحبوب والقطاني، ستكون الأكثر استفادة من هذه الأمطار، بالنظر إلى تهاطلها بشكل منتظم وبكميات مهمة في الأسابيع الماضية بمختلف المناطق بالجهة.ويرى الفلاحون أن هطول الأمطار، كما تتوقع ذلك مديرية الأرصاد الجوية، من شأنه أن يسهم في تأكيد جهة الدار البيضاء سطات ريادتها في إنتاج الحبوب والقطاني.وتتوقع وزارة الفلاحة والصيد البحري أن تكون المزروعات خلال هذا الموسم في حالة جيدة، وهو ما أكده الوزير عزيز أخنوش خلال استفساره من لدن الملك محمد السادس أثناء المجلس الوزاري الأخير.ففي معرض جواب الوزير على استفسار الملك، قال أخنوش إن “هذه السنة تتميز بتساقطات مهمة تفوق في المعدل زائد 50 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، و80 في المائة من المزروعات في حالة جيدة”، مضيفا أن “السنة الفلاحية تبشر بنتائج جيدة إن شاء الله”.

قد يهمك ايضا 

أمطار رعدية وثلوج مرتقبة بعدد من المناطق المغربية

مقاييس الأمطار المسجلة في المملكة المغربية خلال الـ24 ساعة الماضية

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التساقطات المطرية تنهي أثر السنوات العجاف على الموسم الفلاحي في المغرب التساقطات المطرية تنهي أثر السنوات العجاف على الموسم الفلاحي في المغرب



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib