بام الإنذار الأخير للمجتمع الدولي بضرورة الاستجابة العاجلة للتغير المناخي
آخر تحديث GMT 16:09:55
المغرب اليوم -

الأعاصير تضرب ولا تفرق بين شرقي أو غربي والفقراء الأكثر تضررًا

"بام" الإنذار الأخير للمجتمع الدولي بضرورة الاستجابة العاجلة للتغير المناخي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الإعصار "بام"
طوكيو ـ علي صيام

تعتقد المنظمات الدولية أنَّ المئات لقوا حتفهم في الكارثة التي تسبّب فيها الإعصار "بام" الذي ضرب جزر فانواتو في المحيط الهادئ بسرعة 270 كلم في الساعة بما يحمله من أمطار طوفانية أسفرت عن سحق البيوت والزوارق في المكان.

ولم يكن من قبيل الصدفة أنَّ الإعصار ضرب البلاد في وقت انعقاد المؤتمر العالمي للحد من مخاطر الكوارث في مدينة سينداي اليابانية، إذ تتوافق الآراء على أنَّ تغيير المناخ يؤدي إلى تغييرات في تواتر وكثافة والمدة والتوقيت للظواهر الجوية البالغة الشدة والأحداث المناخية.

ويمكن أن يسفر ذلك عن أحداث لم يسبق لها مثيل، وعلاوة على أنَّ ضرب هذه الكوارث لأفقر الناس ومجتمعاتهم يعد هو الأصعب مثلما حدث في فانواتو، وسابقًا من الإعصار "هايان" في الفلبين مرورًا بالفيضانات التي حدثت أخيرًا في مالاوي.

وتظهر مشاهد التدمير من فانواتو في أعقاب الإعصار "بام" كيف أنَّ للتغيير المناخي تهديد على الوجود البشري، إذ أنّ الجزر الصغيرة معرضة للأعاصير وارتفاع مستوى سطح البحر؛ كما أنَّ زيادة الانبعاثات والارتفاع في درجات الحرارة يعني أن الجميع أكثر عرضة للكوارث المتعلقة بالمناخ وآثارها المدمرة.

وتكافح أغنى بلدان العالم في التعامل مع تزايد ضراوة الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ، من أعاصير كاترينا وساندي في الولايات المتحدة الأميركية إلى الضرر الذي أصاب الاقتصاد البريطاني جراء الفيضانات عام 2014، ما يتطلب استجابة فعالة على الصعيد العالمي والاعتراف بأن هذا هو التحدي والمسؤولية المشتركة.

ودعا مدافعون عن البيئة، المشاركين في مؤتمر "سينداي" إلى العمل على كل ما من شأنه أن يكون نقطة انطلاق لوضع إطار للحد من خطر الكوارث استنادًا إلى إطار عمل "هيوغو" للعمل على الحد من الكوارث المعتمد عام 2015 ويعزز نهجًا وقائيًا للناس من خطر الكوارث.

ومنذ عام 2005 لقي أكثر من 700 ألف شخص حتفهم وأصيب ما يزيد عن 1,4 مليون شخص جراء الحوادث المناخية، كما أنَّ هناك حوالي 23 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى نتيجة الكوارث الطبيعية والمناخية وغيرها من الكوارث التي هي من صنع الإنسان.

كل هذا يعيق ملايين من الأشخاص من التمتع بحقوقهم، لاسيما أنَّه خلال الفترة ما بين عامي 2008 و 2012 فإن حوالي 144 مليون شخص قد شردوا من ديارهم.

ويشهد هذا العام إطلاق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وهي تغطي الكثير من القضايا بداية من الفقر مرورًا بالحد من سوء التغذية والمساواة بين الجنسين وصولًا إلى القضايا المتعلقة بحماية البيئة.

ويتضح جليًا أنَّ التقدم الهائل في جميع هذه المجالات يسير يدًا بيد مع نهج فعال للحد من مخاطر الكوارث، وعلى سبيل المثال لا الحصر إنشاء عيادة جديدة لصحة الأمهات في قرية ساحلية تبتعد عن المخاطر التي ممكن الانجراف إليها من جراء ارتفاع منسوب المياه في البحار.

وهناك اعتقاد بأنَّ الحد من قابلية التأثر بالمخاطر الطبيعية وكذلك المخاطر التي هي من صنع الإنسان هو المفتاح لبناء مجتمعات قادرة على المواجهة، فضلًا عن المطالب الموجهة للأمم المتحدة بزيادة التركيز على الحد من مخاطر الكوارث إلى جانب المستثمرين إذ يجب أن يؤسسوا أعمالهم علي تلبية حاجات الناس في جميع أنحاء العالم والذين يعيشون في أوضاع صعبة. كما يلزم الاهتمام بالدوافع الأساسية للمخاطر مثل الفقر وعدم المساواة وضعف الحكم والنظم الإيكولوجية المتدهورة والصراعات.

وناشد المدافعون عن البيئة، إتباع النهج الفعال الشامل للحد من مخاطر الكوارث، مشدّدين على أن يكون محوره الناس والأخذ في الاعتبار التفاوت بين الجنسين ودور المرأة الحيوي الذي تؤديه في بناء المجتمع، كونها ليست معرضة للكوارث فحسب فهي أيضًا خط المواجهة الفاعلة في الإعداد والتجهيز لمواجهة الكوارث.

الرهانات على مؤتمر سينداي عالية ولكن يبقى هناك تفاؤل بأنَّه سيتم التوصل إلى نتائج إيجابية، لاسيما أنَّ الناس في جميع أنحاء العالم من المجتمع المدني وحتى الشركات مدركين بأنَّ عام 2015 هو العام الذي ينبغي أن تؤخذ فيه القرارات الصعبة.

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بام الإنذار الأخير للمجتمع الدولي بضرورة الاستجابة العاجلة للتغير المناخي بام الإنذار الأخير للمجتمع الدولي بضرورة الاستجابة العاجلة للتغير المناخي



GMT 17:19 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تحذر من فقدان معظم الأنهار الجليدية بحلول نهاية القرن

GMT 02:59 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

السماء تستقبل مساء الخميس القمر البارد آخر قمر عملاق لعام 2025

GMT 18:56 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أزمة المياه في إيران أسبابها تتجاوز الطبيعة إلى جذور خفية

GMT 16:46 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان إثيوبي ينفجر للمرة الأولى بعد 12 ألف عام من الصمت

GMT 00:10 2025 الأحد ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سيناريوهات الموسم الشتوي في المغرب غيث منقذ أم صقيع جاف

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 12:35 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمرو دياب يتصدر قائمة أكثر الأغاني رواجًا في 2025
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدر قائمة أكثر الأغاني رواجًا في 2025

GMT 12:33 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ترمب يعلن احتجاز ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:27 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الأرجنتين تُجهّز لمواجهة منتخبي إيطاليا وإسبانيا وديًا

GMT 05:58 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

تعزيز التعاون في المجال القضائي بين المغرب واليمن

GMT 09:19 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مؤيد اللافي يُجري حصة تدريبية مع الوداد المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib