بكين ـ مازن الأسدي
تعرَف فريق من الباحثين على حشرة منقرضة باستخدام حفريات تم حفظها جيدًا من بحيرة في شمال شرقي الصين ومن شرق كازاخستان. حيث لم تكن من صنف الفراشات بالشكل المُتعارف عليه اليوم، فهي حشرة من العصر الجوراسي انقرضت منذ 40 مليون عام، قبل ظهور الفراشات وهناك قرابة بينها وبين حشرات حديثة مثل حشرة فش فلايز.
وتضمَن فريق البحث الذي كان بقيادة أمين مؤسسة سمثسونيان الملحقة بالمتحف الوطني لتاريخ الطبيعة كونراد لابانديرا إلى جانب علي دونج رن من جامعة "كابيتال نورمال" في بكين، والتي تم حفظ الحفريات بها، والمتقاعد في كلية العلوم والآداب في قسم الجيولوجيا ديفيد دلتشر بروفيسير.
وترجع الحشرة إلى نوع "كاليجراماتيد" أي الحشرات عصبيات الأجنحة والتي عاشت إلى اليوم مثل حشرة فش فلايز وغيرها. وباستخدام خيوط مجهرية تشتمل على حفريات من بقايا طعام وحبوب اللقاح التي في فم الحشرة، حددت الأبحاث أنها كانت تتغذى على بذور قديمة لنباتات تدعى "بينيتيتاليس". وكانت تنموا هذه النباتات في العصر الترياسي والتي انقرضت منذ 200 مليون عام في نهاية العصر الطباشيري، وتم ايجادها في نفس المنطقة في الصين كما هو الحال بحفريات الحشرة.
وأوضح الباحث دلتشر، "ولكي تصل الحشرات الى الرحيق تستخدم فمًا طويلا تدخله في أعماق النبات". وبالكشف على هذه الحفريات الحديثة تم الكشف عن الكثير من الاشياء الغامضة من الناحية المادية والبيئية وبين فصائل الحفريات والفراشات الحديثة، وايجاد انهم من اسلاف مشتركة منذ 320 مليون عام.
وأشار الباحثون إلى أنها كانت تحمل الأرجل المليئة بشعيرات اللقاح بين الأعضاء التناسلية للورود القديمة. كما هو الحال في العلاقية بين الحشرات والورود اليوم. مضيفين أن لدى تلك الحشرات نقاط على اجنحتها منذ 200 مليون عام، تماما مثل التي نراها اليوم، وتستخدم تلك النقاط (التي تشبه الاعين) في خداع للمفترسات بحيث تعطيها حجمًا أكبر.
ويقول الفريق أن التشابه إلى الفراشات الحديثة هو مثال للتطور، حيث الحيوانات بعيدة الصلة تعتمد بشكل مستقل على ميزات مشابهة. ويضيف دلتشر ان هذا يدل على ان تقنية التطور بسيطة ويؤكد، "إذا عملت مرة واحدة فلما لا احاول مرة ثانية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر