بوصوف يقول ان الدبلوماسية الدينية للمغرب تملك مفاتيح تسوية النزاعات الدولية
آخر تحديث GMT 17:13:28
المغرب اليوم -

بوصوف يقول ان الدبلوماسية الدينية للمغرب تملك مفاتيح تسوية النزاعات الدولية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بوصوف يقول ان الدبلوماسية الدينية للمغرب تملك مفاتيح تسوية النزاعات الدولية

الرباط - المغرب اليوم

قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن إمارة المؤمنين في المغرب لا تعترف بالحدود، باعتبارها مرجعية روحية، مشيرا إلى أن النموذج المغربي في التدين يبقى ملهما، وما فتئ يحظى بالإشادة لاتصافه بالوسطية والاعتدال.

جاء ذلك خلال إلقاء عبد الله بوصوف محاضرة في موضوع “آفاق الدبلوماسية الدينية: المغرب نموذجا”، الأربعاء بكلية الشريعة بفاس، في إطار التكوينات الموازية التي ينظمها ماستر الدبلوماسية الدينية بهذه المؤسسة الجامعية، أكد فيها ضرورة التسلح بالمعرفة الشاملة والعقلانية، واعتبار حياة الإنسان هبة من الله للنجاح في تقديم النموذج المغربي في التدين لباقي العالم.

وأوضح بوصوف أن إمارة المؤمنين تضمن الحقوق لأتباع جميع الديانات وتحقق التوازن، وأن المغرب يرعى حرية ممارسة الشعائر الدينية التي قال إنها مضمونة بموجب الدستور والدولة هي الضامنة لها، مردفا أنه “يمكن أن تكون حرية المعتقد مضمونة ولكن ممارسة الشعائر الدينية غير ذلك، كما هو الشأن في مجموعة من الدول الأوروبية، مثل إسبانيا التي يوجد بها ملايين المسلمين لكن عدد المساجد فيها يبقى محدودا”.

وتوقف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج في محاضرته عند مفهوم الدبلوماسية، قائلا إنه “مرتبط أساسا بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية”، مشيرا إلى أن “الدبلوماسية هي التنزيل الصحيح والسليم والناجع للقضايا التي نريد الدفاع عنها، وذلك بتوفير مجموعة من الشروط الموضوعية أساسها العلم والمعرفة”.

وأكد بوصوف ضرورة أن يجمع ماستر الدبلوماسية الدينية بين المعارف الدينية والمعارف المرتبطة بالعلوم الإنسانية والقانونية، مشيرا إلى أن “المغرب في حاجة إلى ذلك، خصوصا أن النموذج المغربي في ممارسة الدبلوماسية الدينية أصبح ذا نجاعة كبيرة ومكملا للدبلوماسيات الأخرى، السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية”.

وأوضح المتحدث أن دول العالم أصبحت تتبنى الآن أنماطا متعددة من الدبلوماسيات، إلى جانب الدبلوماسية الكلاسيكية (السياسية) التي يتولاها سفراء مختصون مكلفون من دولهم من أجل ممارسة هذه المهمة، موردا أن الدراسات الأكاديمية حول الدبلوماسية الدينية ما زالت قليلة.

 

ولم يفوت بوصوف الفرصة دون الإشارة إلى أن “الدبلوماسية الدينية عند المسلمين هي موضوع قديم/جديد”، وذلك من خلال استحضاره لمجموعة من المحطات في التاريخ الإسلامي نهج فيها المسلمون نوعا من المرونة لاستمالة الآخرين وتحقيق المكاسب والمصالح والمحافظة عليها.

وتوقف المحاضر عند مفهوم القوة الناعمة التي قال إن الولايات المتحدة الأمريكية تبنتها في عهد الرئيس باراك أوباما بعد أن تأكد لديها أن استعمال القوة العسكرية لم يعد ينفع في حسم النزاعات، خصوصا بعد سقوط جدار برلين وإلغاء الثنائية القطبية، مبرزا أن “الاصطفاف أصبح في عالم اليوم يتم عن طريق الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية والدينية”.

وذكر بوصوف في محاضرته أن مجموعة من الدول، بعد نهاية الحرب الباردة، اختارت الاعتماد على الدبلوماسية الدينية لتحقيق مصالحها، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت تهتم بالأقليات الدينية من خلال نشر التقرير السنوي للجنة الأمريكية للحريات الدينية في العالم، الذي اعتبره بوصوف “سيفا مسلطا على مجموعة من الدول التي لا تحترم حقوق الأقليات الدينية”.

وأشار المحاضر في هذا السياق إلى أن التقرير المذكور “يأتي في بعض الأحيان على توجيه الاتهامات للمغرب على الرغم من أن نموذجه الديني يتسم بالوسطية ويحترم ممارسة معتنقي الأديان الأخرى لشعائرهم الدينية”، مبرزا أن الواقفين وراء إعداد هذه الوثيقة “تكون لهم أهداف أخرى يتوخى من خلالها الإنجيليون الضغط على المغرب لتحقيق أهداف تخص الأعمال التبشيرية”.

وفي تصريح لوسائل إعلامية على هامش محاضرته أمام طلبة ماستر الدبلوماسية الدينية بكلية الشريعة بفاس، قال عبد الله بوصوف إن هذه المناسبة “شكلت فرصة لتثمين هذا التخصص من سلك الماستر، والحديث عن موضوع الدبلوماسية الدينية للمغرب التي يعززها نموذجه في التدين المبني على التسامح والعيش المشترك واحترام الآخر”.

وأضاف أنه “بسبب التشنجات الهوياتية الخطيرة وما يتهدده من حروب، أصبح العالم في حاجة إلى المغرب، نظرا لنموذجه الديني المتميز، ليلعب دور الوساطة باعتماد دبلوماسيته الدينية التي تؤطرها إمارة المؤمنين، الحافظة لحقوق المسلمين وغير المسلمين”.

وأوضح المتحدث أن “إمارة المؤمنين لها امتداد خارج الوطن، في إفريقيا وآسيا وأوربا، ومرشحة بشهادة الكثير من القادة الدينيين والسياسيين في العالم، لتلعب أدوارا كبيرة للمساهمة في توطيد السلم العالمي الذي يحترم الإنسان ويضمن العيش المشترك للجميع”.

يذكر أن عبد الله بوصوف، الحاصل على الدكتوراه سنة 1991 من جامعة ستراسبورغ 2 في موضوع “العلاقات في منطقة البحر الأبيض المتوسط في القرن 13م”، تقلد منذ عام 1993 مناصب عدة بمؤسسات دينية أوروبية هامة، وذلك قبل تعيينه سنة 2007 من طرف الملك أمينا عاما لمجلس الجالية المغربية بالخارج، المنصب الذي يشغله إلى الآن.

قد يهمك ايضا

عبد الله بوصوف يؤكد أن الثقافة تُطعم الخبز و تَخلق الثروة

"مجلس الجالية" يدين حرق العلم الوطني بباريس

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوصوف يقول ان الدبلوماسية الدينية للمغرب تملك مفاتيح تسوية النزاعات الدولية بوصوف يقول ان الدبلوماسية الدينية للمغرب تملك مفاتيح تسوية النزاعات الدولية



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 14:38 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

إطلالات المشاهير بالتنورة القصيرة لإطلالة راقية

GMT 22:45 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

نصائح للتعامل مع الزوج الذي لا يريد الإنجاب

GMT 01:36 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

مانشستر يونايتد يٌخطط لحسم 4 صفقات كبرى في الصيف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib