الباحث المغربي مراد الخطيبي يغوص في إشكالات الترجمة الأدبية
آخر تحديث GMT 02:43:42
المغرب اليوم -

الباحث المغربي مراد الخطيبي يغوص في إشكالات الترجمة الأدبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الباحث المغربي مراد الخطيبي يغوص في إشكالات الترجمة الأدبية

الباحث المغربي مراد الخطيبي
الرباط - المغرب اليوم

باحثا في إشكالات إحدى أصعب أشكال التّرجمة، يضاف للخزانة المغربية والعربية كتاب جديد صادر عن دار خطوط وظلال للنّشر والتّوزيع، للباحث المغربيّ مراد الخطيبي.

وفي كتابه الجديد المعنون بـ"الترجمة الأدبيّة: الممكن والمأمول"، يقول مراد الخطيبي إنّ الترجمة الأدبية تعتبر "مِن أهم وأصعب أنواع الترجمة"؛ لأن "إشكالياتها تتجاوز في بعض الأحيان المبنى، والمعنى، والوقع أو الأثر، لتصبح عملية ذات رهانات أقوى"، فـ"الكتابة الإبداعية تنحاز نحو ما هو جمالي وفني تحديدا. ويصبح رهان المترجم هو كيفية المحافظة على العناصر الاستطيقية الموجودة في النص الأصلي، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية للغة المترجَم منها واللغة المترجَم إليها".

وينضمّ الخطيبي إلى الإجماع العامّ حول "أهمية الترجمة وصعوبتها في الآن نفسه"؛ نظرا لكونها "تؤدي أدوارا ثقافية واجتماعية وسياسية وحضارية وتساهم في الحوار والتواصل في شتى المجالات المعرفية والفكرية والسياسية والدبلوماسية وغيرها؛ بيد أن صعوبتها تتجلى أساسا في ما هو لغوي وثقافي وسياسي، وقد تتجاوز هذه الحدود فتصبح بالتالي عملية معقدة يصعب فك رموزها وحل خيوطها الملتبسة".

ويؤكّد الكاتب أنّ الترجمة، رغم من هذه الصعوبات والحواجز، تبقى "عملية ممكنة"، كما يقول الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي، الذي يؤكد أيضا أنها ليست "انتقالا من محتوى دلالي قار نحو شكل من التعبير مخالف، وإنما هي نمو وتخصيب للمعنى بفعل لغة تكشف، بفضل عملية التخالف الباطنية، عن إمكانيات جديدة".

ويعالج هذا المؤلَّف الجديد مجموعة من المشاكل والصعوبات التي تواجه المترجمين في عملية الترجمة، من بينها سؤال الإبداع في التّرجمَة، ويورد حلولا يقترحها بعض المترجمين لتذليل هذه الصعوبات، كما يتطرّق لـ"قيمة الترجمة، وقدرتها على نفض الغبار عن بعض الكتب الإبداعية التي طالها النسيان؛ وبعثها إلى الحياة من جديد، وإعادة طرح ما جاء فيها للنقاش والتداول، سواء على مستوى سماتها الفنية أو الفكرية والثقافية".

ولنقدِ عملية الترجمة ومحاولة الإجابة عن إشكالية الترجمة بين الممكن والمأمول، يضم هذا المؤلف مجموعة من الدراسات، تتوزع بين ترجمة الشعر وترجمة الرواية وترجمة الهايكو. ونظرا للارتباط القويّ الذي يجمع الفلسفة بالأدب، يقترح الكتاب في بدايته فصلا نظريا يبسط فيه بعض الإضاءات والأسئلة حول الترجمة بين الطرح الفلسفي والتأويل الثيولوجي، من خلال قراءة في مشروعي عبد السلام بنعبد العالي وطه عبد الرحمان.

في باب الرواية، تتمحور الدراسة الأولى حول موضوع الترجمة الأدبية، ورهانات المحافظة على المعنى والخصائص الجمالية لرواية "الحضارة أمي" لإدريس الشرايبي. كما تتطرّق الدراسة إلى تحليل عملية الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية عبر جرد أمثلة، وتحليل آليات الترجمة التي لجأ إليها المترجم من أجل حل المشاكل التي واجهته.

أما الدراسة الثانية فتتطرّق إلى ترجمة رواية "الذاكرة الموشومة" للأديب عبد الكبير الخطيبي، إلى اللغة الإنجليزية، انطلاقا ممّا أحيته الترجمة من "إشكالية الهوية" التي طرحتها الرواية منذ صدورها سنة 1971؛ وتحاول تناول هذا العمل باعتباره رواية ما بعد كولونيالية، قادرة بكل مقوماتها الفنية أن تكون واحدة من المراجع المهمة في الأدب ما بعد الكولونيالي، خاصة لدى قراء اللغة الإنجليزية.

أما في باب الشعر فيتضمن المؤلف دراستين، تتمحور أولاهُما حول مقارنة بين بعض ترجمات "النبي" لجبران خليل جبران من الإنجليزية إلى اللغتين العربية والفرنسية، محاولة، انطلاقا من المنهج البنيوي، تناول موضوع الترجمة الأدبية وتحدياتها على مستوى المبنى والمعنى والعناصر الجمالية، وتحاول أيضا البحث عن الترجمة المبدعة من خلال هذه الترجمات التي تم تناولها.

وتتناول ثاني الدّراستَين الواردتين في باب الشّعر، في أحدث كتب مراد الخطيبي، موضوع ترجمة الشعر أو شعرية الترجمة من خلال المجموعة الشعرية "ما لم يقل بيننا" للشاعرة فاتحة مرشيد، الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية، من خلال تحليل بعض العينات والإستراتيجيات المستعملة من طرف المترجِم، قصد "ملامسة عنصر الإبداع في عملية الترجمة".

وتهم آخر الدّراسات التي يتضمّنها كتاب "الترجمة الأدبيّة: الممكن والمأمول" موضوع "الهايكو"، وتتطرّق لإشكالية ترجمة الصورة، باعتبار هذا الفن يرتكز أساسا على الصورة، بانية فرضيّاتها، ومنطلقاتها المنهجية والبحثية على مجموعة "100 هايكو" للشاعر المغربي سامح درويش.

قد يهمك ايضا:

إكرام العبدية تثير الجدل وتصدم متابعيها عقب احتفالها بعيد ميلادها

أول ظهور لفاتي جمالي منذ إعلان إصابتها بفيروس كورونا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباحث المغربي مراد الخطيبي يغوص في إشكالات الترجمة الأدبية الباحث المغربي مراد الخطيبي يغوص في إشكالات الترجمة الأدبية



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib