أوريد العشرية السوداء في الجزائر وراء إصلاح التعليم بالمغرب
آخر تحديث GMT 20:33:26
المغرب اليوم -

أوريد "العشرية السوداء" في الجزائر وراء إصلاح التعليم بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أوريد

المفكر المغربي حسن أوريد
الرباط - المغرب اليوم

رجّح المفكر المغربي حسن أوريد أنْ تكون الحرب الأهلية التي عاشتها الجزائر خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي وبداية الألفية الجارية، أو "العشرية السوداء" كما يسميها بعض المحللين، سببا في مباشرة المغرب إصلاح منظومته التربوية لتفادي النتائج غير المحمودة التي أفرزها نظام التعليم في الجزائر، وخاصة في الجانب المتعلق بالتعريب.

وقال أوريد في محاضرة ألقاها في مقر مؤسسة أبو بكر القادري للفكر والثقافة بسلا مساء الخميس، في موضوع "المسألة التربوية ما بين التدبير التقني والمشروع المجتمعي"، إنّ "هناك اتجاهات لربما قرأت في دقِّ الملك الراحل الحسن الثاني ناقوس الخطر حول وضعية التعليم بالمغرب، في خطاب عيد الشباب سنة 1995، أن ما اعتَمل في الجزائر من حرب أهلية كان ناجما عن تعريب التعليم".

وأبرز أوريد أنه ليس على معرفة دقيقة بهذا الموضوع، لكنّه يرجّح أن يكون هذا التفسير صحيحا؛ ذلك أنّ تعريب التعليم في الجزائر أدّى إلى إحداث شرْخ بين الشرائح الاجتماعية؛ إذْ إنّ الذين تلقوا تعريبا معرّبا لم تكن سوق الشغل لتستوعبهم، فكانوا وقودا للحرب الأهلية التي شهدت مجازر دموية خلفت عشرات الآلاف من القتلى.

وأضاف قائلا: "كان واضحا أن التعليم في المغرب كان مترديا، لكن أعتقد أنه لربما كان من الأسباب التي دعت أعلى سلطة في البلاد آنذاك (يقصد الملك الراحل الحسن الثاني) من أجل أن تنكبَّ على قضية التربية، ومُساءلة التعريب ومسؤوليته المعنوية عما وقع في الجزائر، من أجل تدارك ما يمكن تداركه لتجنّب أي انزياح".

واعتبر المفكر المغربي الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي أنّ إقدام المغرب على تعريب التعليم، غداة الاستقلال، أمْلتْه اعتبارات إيديولوجية؛ إذْ تمّ تعريب مادة الاجتماعيات، ثم تلاها تعريب الموادّ العلمية، واستمر الحال على هذا النحو إلى غاية سنة 1995، "حيث ألقى الملك الراحل الحسن الثاني خطابا بمناسبة عيد العرش دقّ فيه ناقوس الخطر"، يقول أوريد.

من جهة ثانية، أوضح أوريد أنّ ما دفعه إلى الخوض في قضايا منظومة التربية، في كتابه "من أجل ثورة ثقافية بالمغرب"، هو أنّ الانتفاضات الشعبية التي عرفها عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدايةً من سنة 2011، كشفت عن تحدّيات عميقة في جميع المجالات يقتضي التصدي لها إيلاء أهمية قصوى للتربية، مبرزا أنه خاض في هذا الموضوع وإن كان غيرَ متخصص فيه، "لأنّ قضية التربية لا تهمّ المختصين وحدهم".

وشدّد أوريد على أنَّ إنقاذ المنظومة التربوية المغربية من واقعها الحالي، "يتطلّب طموحا جماعيا عنوانه: ماذا نريد من هذه المنظومة؟ وإلا، فإنّ التربية ستُصبح تمرينا تقنيا مختَزلا في سوق الشغل بدون أفُق فكري"، مبرزا أنّ هناك فرقا شاسعا بين الطموح الجماعي والمشروع المجتمعي؛ ذلك أنّ هذا الأخير قد يكون مشروعا يتبناه تيار سياسي أو حزبي معيّن، بينما الطموح الجماعي هو الشعور بالانتماء الجماعي إلى الأمّة.

ويرى المتحدث ذاته أنّ ثمّة حاجة ماسة اليوم إلى الانتقال من الوطن إلى الأمّة، "لأنّ الأمّة تعني المستقبل والمصير المشترك والذاكرة الجماعية المشتركة"، مبرزا أنّ "تحقيق الثورة الثقافية يقتضي إصلاحا جذريا لمنظومة التربية، يقوم على ثلاثة أضلاع هي المعلّم الجيّد، والمتعلّم الجيد، والمؤسسة التعليمية الجيدة المتوفرة على كل المقومات".

واعتبر أوريد أنّ العملية التربوية "معقدّة ولا يوجد حلّ سحري يمكّن من حلِّ تعقيداتها بين عشية وضحاها، لكننا نستطيع أن نصل إلى حلول ناجعة إذا كان هناك نقاش موسّع"، موردا أنّ

الجانب المادّي ليس حاسما في إصلاح المنظومة التربوية، "لكنّ الأمر الحاسم هو أن نعرف ماذا نريد بالضبط من هذه المنظومة، وإعادة الاعتبار إلى العملية التربوية، من المعلم والمتعلم والمؤسسة التعليمية".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوريد العشرية السوداء في الجزائر وراء إصلاح التعليم بالمغرب أوريد العشرية السوداء في الجزائر وراء إصلاح التعليم بالمغرب



استوحي إطلالاتك لسهرات عيد الأضحى من من ديانا كرزون

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:45 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

نصائح للتعامل مع الزوج الذي لا يريد الإنجاب

GMT 14:38 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

إطلالات المشاهير بالتنورة القصيرة لإطلالة راقية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 22:25 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

الشكوك تحّوم حول لياقة هاري كين قبل يورو 2024
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib