سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر رسائل النار والماء
آخر تحديث GMT 16:26:36
المغرب اليوم -

سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر "رسائل النار والماء"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر

سميرة فرجي شاعرة استثنائية
الرباط - المغرب اليوم

الجراري اعتبر شعرها ليس له مثل، والشميري أعلن بلوغها عرش الأميرة المتوجة، وحداثيون رفعوا لها القبعة.

سميرة فرجي شاعرة استثنائية، نالت مؤخرا لقب سيدة السنة بالعاصمة العلمية فاس، بعد بروزها اللافت كشاعرة متميزة تتقن إبداع القصيدة العمودية في القرن الواحد والعشرين بمختلف أغراضها، بما فيها السياسية، إذ سبق أن وجهت رسالة قوية إلى الوزير الأول السابق عباس الفاسي، عبارة عن قصيدة شعرية غاضبة، كما وجهت السنة الماضية رسالة غاضبة أخرى إلى بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إثر انزلاقاته المتكررة في ما يخص قضية وحدتنا الترابية، لتضع أمامه النقط الناصعة على حروف الصحراء المغربية، بأسلوبها الجميل بناء وشكلا، والقوي موضوعا ومتنا، المعبر بصدق عن موقف المغاربة الصارم والأبدي من قضيتهم الوطنية الأولى. ومما جاء في القصيدة:

بٱسْـمِ الدِّفـاع أتينَا نرفع التُّهَمـَا// وَنُشْهِـدُ الناسَ والتاريـخَ والأمَمـَا

بأنَّنَا في سبيل الحَـقِّ أهـلُ وَفـَا// مِنْ أجلِ نُصْرَتهِ نستنهـضُ الهِمَمـَا

العِزّ والحِلمُ مِنْ أخلاقنـا، وعلـى // جَبيـنِ أيَّامِنـا الغَـرّاءِ قَـدْ رُسِمـَا

فَمَا وَطِئنا تُرابَ الغَيْـرِ مَظْلَمَـةً // وَمَا أرَقْنـا علـى أرضِ العِبادِ دَمـَا

صَحْرَاؤُنا ركنُ فخرٍ مِنْ هُويَّتِنَـا // وقدْ بَنَى صَرْحَهـا أَجْـدادُنَا قِدَمـَا

من جانبه خلص الناقد مصطفى الشاوي في دراسة عن ديوانها الثالث "مواويل الشجن" إلى أن قصائدها "ولدت بعد مخاض عسير"، وأن وراء نقشها معاناة كبيرة، وخلف استوائها تمثلا قويا لقواعد الشعر العربي، واستيعابا رصينا وجيدا لمقومات القصيدة العربية في أزهى عصورها وأرقى نماذجها التراثية الأصيلة والخالدة في أجمل ما أبدعته. ومن أجمل ما أبدعت في شعرها العاطفي، وهو كثير، قولها في ديوانها الثاني "رسائل النر والماء":

ولن أمانعَ يا جبارُ ثانيةً // إن كنت تنوي بهذا الصمتِ إقباري

يحلو لي الموت لو أعطيتني قلما // من تحت لحدي لأنهي فيك أشعاري

وقولها أيضا في ديوانها الثالث "مواويل الشجن":

وَمــا هَدَّ ليْلى الْعامِريَّةَ لاعِجي // وَلا مَنْ تفانى في هَواهــا كُثَيِّرُ

ولا هِنْدُ أو أسْماءُ ذاقَتْ صَبابَتي // ولا أوْجَعَ الْخَنْساءَ مِنّي التَّذَكُّرُ

وحَيَّرْتُ نِصْفَ الْعالَمينَ بِحَيْرَتي // وما زِلْتُ في هذا الْمُصابِ أُحَيِّرُ

بهذه الإبداعية استطاعت الشاعرة أن تحرك خيال عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري، بسبب مفعول شعرها في نفسه، فرد منشدا خلال حفل تتويجها مؤخرا بفاس:

عجزت عن التعبير أبغي به شكرا // أأكتبه نثرا أم أقرضه شعرا

فريدة ربات الخدور وكوكب // يضيء سمانا ينثر الأنجم الزهرا

بهاء وأخلاق وعلم وعزة // من الشمم الوجدي تلبسه فخرا

وكيف وقد زادت عليه بفضلها //شمائل زانتها وتعلو بها قدرا

وإبداعها فاقت به كل مبدع // به نالت القصوى وأدركت الشعرى

سلوني عن شعر لها قد خبرته // فليس له مثل ومن شاء فليقرا

أصيل قصيد سبكته متانة // وروعة تصوير تصوغ به الدرا

بشرق وغرب لم يعر لبهائه //كما عندها فاصدع به ليس ذا سرا

وطبعا ما كان من باب المبالغة الزائدة أن يصف عضو أكاديمية المملكة المغربية شاعرتنا بـ"الكوكب الذي يضيء سمانا"، بل قال ذلك بفعل قوة وجمال شعرها الذي سحره وهز كيانه وذائقته عند قراءته، فتأكد له أن إبداعها فاق كل مبدع، بأصالته ومتانته وسبكته وروعة تصويره، ما جعله فريدا ليس له مثيل. ومن أراد أن يتأكد من ذلك - يضيف الجراري- فليقرأ شعرها.

 من جهته اعتبر الأديب والدبلوماسي اليمني الدكتور عبد الولي الشميري أن "الحديث عن شعر الشاعرة الملهمة سميرة فرجي متنوع، والتقييم يختلف من قصيدة إلى أخرى"، مضيفا: "إنها في صدقها وجمال تعابيرها ذبيحة بين عناد الكتمان وشموخ الاعتزاز بالذات"، قبل ان يتوجه لها في دراسة عن شعرها قائلا: "فأنت تجاوزت مدى لم يبلغه قيس وليلى، وكثير، وعزة، وقهرت العاشقين والشعراء الغزليين من بعدك.. واعترف أنك بهذه القصيدة بلغت عرش الأميرة المتوجة للشعر الفصيح، الموزون المقفى البليغ السهل الممتنع".

ليس هذا فقط، بل إن عددا من الشعراء الحداثيين من أنصار قصيدة النثر رفعوا لشعرها قبعاتهم تقديرا وإعجابا؛ فهذا حسن الوزاني الذي أعجب بشعرها أيما إعجاب، فكان ذلك سببا في برمجتها ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب خلال الدورتين الأخيرتين، وذاك محمد بشكار الذي أفرد افتتاحيته - على غير العادة - ليتحدث بنوع من الدهشة عن شعرها على امتداد الصفحة الأولى للملحق الثقافي لجريدة العلم.

وبالعودة إلى الدكتور عباس الجراري، فإنه عندما قرأ صدفة مخطوط ديوانها "رسائل النار والماء"، قرر بدون تردد تقديمه قائلا:

"إن كل متتبع لحركة الشعر في المغرب المعاصر لا يلبث أن يلاحظ تراجع مكانة القصيدة العمودية أمام بقية الأشكال الأخرى التي أخذت تكتسح المجال الشعري، والتي لا تخلو في بعضها من ملامح إبداعية.

وعلى الرغم من شيوع هذه الظاهرة، فإن القصيدة العمودية –على قلة الجيد الذي ينتج فيها- لم تفقد ألقها الذي تظهر من حين لآخر نصوص تبرزه وتؤكده.

وقد سعدت هذه الأيام بالاطلاع على ديوان "رسائل النار والماء" للشاعرة المتفننة الأستاذة المحامية سميرة فرجي، فأعجبت بما تتمتع به هذه الشاعرة من إمكانيات ذاتية وقدرات تعبيرية؛ فبالإضافة إلى لغتها الرشيقة، وعباراتها الجميلة الأنيقة، وصورها الرائعة البديعة، فهي تعنى بالتشكيل الموسيقي المطرب، تضبطه بأنماط إيقاعية داخلية وخارجية، تتعامل معها بعفوية وتلقائية، وفق ما يتطلبه الوضع وتقتضيه المعاناة..وهي بعد هذا تلفت النظر بنفسها الوجداني المتميز وجرأتها المتفردة في إعلان مواقفها، بشموخ فائق وحيوية متدفقة، وبوعي ورؤية طموحة لما تسمو به نفسها ويعلو به القدر.

وعندي ان الأستاذة سميرة بهذا الديوان تكشف تجربة غنية في التعبير الشعري، هي وليدة انفعال حقيقي وتأثر بالغ، ما يجعلها تتجاوز المتعارف عليه والمتداول، وتحول ما تعانيه من قضية شخصية تبدو واقعية في الغالب إلى ما يضفي عليها طابعا إنسانيا يحث القارئ، بما يشبه الحكمة، على التجاوب معها بتعاطف واندماج..وهي بهذا وغيره تحتل موقعا طليعيا في ساحة الشعر العربي، يدعو بإعجاب وتقدير إلى كثير من الاعتزاز بها والافتخار". انتهىت شهادة عباس الجراري.

نعم لقد استطاعت الشاعرة حقا، وهي تسجل حضورها الشعري المتعاظم، أن تقهر الزمن، من خلال قدرتها على إبداع شعر جميل ومعبر يسحر القلوب حسب عبد الولي الشميري، بلغة رشيقة وفي قالب عمودي يعود لقرون خلت، إذ "أبهرت – يقول الشاوي - وتبهر القارئ وتثير فضوله وترجعه إلى زمن القصيدة العمودية الجميل في أقوى لحظاته وأبهى تجلياته وأرقى نماذجه الخالدة، لأنها تصدر في ذلك عن طبع سقيل وذوق رفيع ودربة عميقة"؛ لذلك فلا غرابة أن تتم ترجمة أشعارها إلى عدد من اللغات الحية، كما أن القادم من الأيام يحمل بدون شك تألقا كبيرا ومفاجآت سارة للشاعرة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر رسائل النار والماء سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر رسائل النار والماء



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 16:10 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
المغرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 16:26 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

هاجر أحمد تعود إلى دراما رمضان بشخصية جديدة
المغرب اليوم - هاجر أحمد تعود إلى دراما رمضان بشخصية جديدة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 13:03 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 26-9-2020

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:35 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

المغرب الفاسي ينتصر وديًا على وداد صفرو

GMT 08:22 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

النفط يتدفق مجددًا بخط مأرب في اليمن

GMT 14:32 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

البولندية سواتيك تبلغ نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس

GMT 12:34 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الوداد يحاصر مدرب الفريق بالأسئلة بعد صدمة الديربي

GMT 06:31 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هذه توقعات "الأرصاد الجوية" لطقس المملكة المغربية الأحد

GMT 09:09 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

سيدة تعثر على عظام بشرية داخل جوارب متجر شهير في بريطانيا

GMT 08:30 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

7 لاعبين يغيبون عن أولمبيك خريبكة أمام مولودية وجدة

GMT 11:35 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

الجزائر تطلق بوابة إلكترونية للترويج للسياحة

GMT 23:21 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 18:22 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

هيرفي رونار يشيد باتحاد الكرة المغربي ورئيسه فوزي لقجع

GMT 11:56 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

الدجاج والسبانخ مع الكاري

GMT 13:32 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مدرب الرجاء يطلب اجتماعا عاجلا مع حسبان

GMT 01:23 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

"جى بى غبور أوتو " تطلق سيارات شيرى في مصر

GMT 03:26 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

كاسياس يؤكد أن مسيي الأخطر وزيدان الأفضل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib