مغربي يحول أخشاب البحرين إلى تحف إبداعية
آخر تحديث GMT 21:45:25
المغرب اليوم -

مغربي يحول "أخشاب البحرين" إلى تحف إبداعية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مغربي يحول

فن الرسم
الرباط -المغرب اليوم

يمتطي لحسن، ومعه بعض أصدقائه المغاربة المقيمين في البحرين، سيارته، مطلقا العنان لموسيقى أمازيغية عذبة، قاصدين شاطئ جزيرة المحرق في اتجاه العاصمة المنامة، بعدما أجبرتهم ظروف كورونا على قضاء عطلة الصيف بعيدا عن الأهل والأحبة، وفي قلب كل واحد منهم حاجة هو قاضيها؛ هذا يسبح وذاك يمارس رياضة الجري، وثالث يمارس هوايته في الصيد بالصنارة، وآخر يستمتع بمنظر غروب الشمس في انتظار أن يكون "براد" الشاي أو "الطاجين" المغربي جاهزا ليلتئموا حوله، عله ينسيهم ولو للحظات الحنين إلى الوطن، أو يجعلهم يزورونه لدقائق ولو في الخيال.

يطول مقام الأصدقاء المغاربة في شاطئ البحر أحيانا حتى وقت متأخر من الليل، وفي خضم ذلك يغتنم لحسن، المنحدر من منطقة ألنيف بإقليم تنغير في الجنوب الشرقي للمغرب، والذي التحق بمملكة البحرين مدرسا للفرنسية سنة 2013، الفرصة ليلم ما جاد به البحر من قطع خشبية تحولها أنامله في ما بعد إلى تحف فنية رائعة، تنم عن روح إبداع عصامية

"هداا البحر"، هكذا يسمي لحسن ما يُلفظ من أخشاب هي بقايا مخلفات البناء التي تُستعمل في عملية "طمر البحر" التي تعتبر مملكة البحرين من أشهر الدول التي تتم فيها؛ يعود محملا بما اختاره منها بعناية مما توفرت فيها شروط الانتقاء الأولي إلى منزله الذي أحاله إلى ورشة لتفريغ إبداعاته، متخذا من القصبات والأبواب القديمة التي تميز مسقط رأسه موضوعا لها، وهي نفسها التي يجعل منها "تيمات" للوحاته التشكيلية، دون أن يغفل الانفتاح على ما هو عالمي من خلال تدوير "غنائم البحر" إلى قلاع وقصور châteaux شكلت موضة وطرازا تفاخر به ملوك أوربا في العصور الوسطى

تستعمل هذه اللوحات، وهي عبارة عن قطع مركبة من الخشب، لتزيين مداخل البيوت والفنادق والمحلات التجارية وتعليق المفاتيح... "تكلفني اللوحة الواحدة من يوم إلى ثلاثة أيام، بين الجمع والتركيب والصباغة"، يقول لحسن، مضيفا أن كورونا كان له الفضل في توجهه نحو هذا الفن، ومعبرا عن ذلك بالقول: "أمام الفراغ القاتل الناتج عن توقفي عن العمل واستحالة السفر إلى أرض الوطن بسبب كورونا، كان علي البحث عن طريقة أزجي بها وقتي؛ ولأن البحر كان وجهتي المفضلة في هذه الظروف، فكرت مليا وقلت في نفسي: لم لا أجمع ما يقذفه من أخشاب وقواقع وأحولها إلى مادة لأعمالي، فمن جهة أكون قد أسديت خدمة جليلة للبيئة، ومن جهة أخرى أمضي فراغي دون ملل؟".

ثم يردف لحسن متحدثا عن قصته مع أخشاب البحر: "وكذلك كان، إذ بعد أيام وجدت نفسي مدمنا عليها، عاشقا لها، لا أجد المتعة إلا وأنا أركبها أو أفكر في ما أصنع بها، حتى أضحى لا يمر يوم لا أتوجه فيه إلى البحر لاصطيادها".

ورغم أن لحسن حديث العهد بهذا الفن المعروف عالميا بـ Driftwood art أو" فن الأخشاب الطافية"، إذ يمثل "عصر كورونا" تاريخ ميلاده عنده، بعدما كان في الأصل رسام لوحات تشكيلية شارك بها في العديد من المعارض الافتراضية، وحاز منها على شواهد تقديرية، كما تلقى دعوات المشاركة في أخرى داخل القاعات، سواء في المغرب أو البحرين، قبل أن يَحول كورونا دون تنظيمها؛ ورغم أنه لم يتعلم الرسم في معهد متخصص، إذ يقول معلقا على إحدى لوحاته: "عذرا إن أخطأت في الملامح فأنا لم آخذ ولا حصة في الرسم، لكن هم الغربة والحنين إلى الوطن الذي لم ينصفنا ورمى بنا بعيدا جعلنا نحاول أن نقترب منه عن طريق ريشتنا العوجاء"، (رغم كل ذلك) فإن تحفه التي يعرضها في صفحته على "أنستغرام"، وفي موقع خصصه لذلك، لقيت إقبالا لا بأس به، إذ باع عددا منها لزبائن من دول مختلفة، أغلبهم من أوربا والولايات المتحدة وشرق آسيا.

"يتراوح ثمن اللوحة الواحدة بين 200 و300 درهم مغربية، دون احتساب مصاريف الشحن، فهي رغم بساطتها تكلفني الكثير؛ من صباغة باهظة الثمن وغراء وتنقل نحو الشاطئ"، يقول لحسن، قبل أن يتابع: "في الحقيقة لم يكن هدفي هو البيع، لقد حدث كل شيء صدفة كما قلت سلفا، أو قل إن الرغبة في الهروب من الغربة عبر الصباغة وتركيب الأخشاب، وفي إشغال نفسي عن التفكير والحنين إلى العائلة، كانت الباعث على كل شيء، فهذه أول عطلة صيف أقضيها في البحرين منذ مجيئي إليها"، قبل أن يضيف: "لقد كان علي أن أفكر في جعل أيام الصيف الطويلة والرتيبة بعيدا عن الأهل أقصر ما يمكن، فكان تعاملي مع الأخشاب، التي صارت لا تترك لي أحيانا حتى الوقت لأعد ما آكل، وتحويلها إلى منشآت فنية أسكنها لساعات هو الملاذ".

وقد يهمك ايضا:

4 آلاف و45 إصابة جديدة بـ"كورونا" في المغرب خلال 24 ساعة

نجوى كرم تكسر عزلة كورونا بحفل غنائي ضخم في دبي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربي يحول أخشاب البحرين إلى تحف إبداعية مغربي يحول أخشاب البحرين إلى تحف إبداعية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 16:10 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
المغرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:17 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

"تارا عماد" تخوض تجربة الغناء لأول مرة دراميا
المغرب اليوم -

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 13:03 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 26-9-2020

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:35 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

المغرب الفاسي ينتصر وديًا على وداد صفرو

GMT 08:22 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

النفط يتدفق مجددًا بخط مأرب في اليمن

GMT 14:32 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

البولندية سواتيك تبلغ نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس

GMT 12:34 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الوداد يحاصر مدرب الفريق بالأسئلة بعد صدمة الديربي

GMT 06:31 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هذه توقعات "الأرصاد الجوية" لطقس المملكة المغربية الأحد

GMT 09:09 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

سيدة تعثر على عظام بشرية داخل جوارب متجر شهير في بريطانيا

GMT 08:30 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

7 لاعبين يغيبون عن أولمبيك خريبكة أمام مولودية وجدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib