اليوسفي حكومة التناوب تحملت إرثاً ثقيلاً لإرساء إصلاحات كبرى
آخر تحديث GMT 23:50:13
المغرب اليوم -

اليوسفي: "حكومة التناوب" تحملت إرثاً ثقيلاً لإرساء إصلاحات كبرى

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اليوسفي:

عبد الرحمن اليوسفي
الرباط - المغرب اليوم

قال عبد الرحمن اليوسفي، الزعيم الاتحادي الوزير الأول لحكومة التناوب (1998-2002)، إن التجربة السياسية والمؤسسية لحكومة التناوب ﰲ المغرب جعلت من العمل الاجتماعي والتضامني أحد أولوياتها البارزة. وذكر اليوسفي، في تقديم خص به كتاباً ألفه إدريس الكرواي حول مساره، أن حكومته واجهت "إرثا ثقيلاً وصعوبات عدة وإكراهات متنوعة، ورغم ذلك حرصت على وضع إصلاحات اجتماعية كبرى همت فئات عريضة من مجتمعنا". وأشار الزعيم السياسي إلى أن إصلاحات حكومته همت "مجالات ترابية عديدة شملت التغطية الصحية ومحاربة البطالة ومقاومة الفقر والإقصاء، ولا سيما في الوسط القروي وهوامش المدن، مع إيلاء عناية للحوار الاجتماعي والمدني والشراكة الدولية من أجل التنمية البشرية المستدامة والأمن الاجتماعي". ويحمل الكتاب الجديد عنوان "عبد الرحمن اليوسفي: دروس للتاريخ"، من تأليف ادريس الكراوي، عن دار النشر المركز الثقافي للكتاب، ومن المنتظر أن يجرى توقيعه يوم السبت ثامن فبراير المقبل بفضاء مكتب معارض الدار البيضاء. وقال اليوسفي في تقديمه: "لقد كنا منذ البداية واعين تمام الوعي بأن هذه الإصلاحات الاجتماعية الكبرى بحكم طبيعتها سوف لن تعطي ثمارها إلا على المدى المتوسط والبعيد، ومن ثم سوف لن تنعكس فورا على واقع عيش المواطنات والمواطنين". وأكد أن "الهدف الأساسي في هذا الصدد هو تقوية الثقة الجماعية في صحة ووجاهة وصدق ما نحن بصدد التأسيس له في مجال السياسات العمومية ببلانا. كما كان هاجسنا الأكبر يتمثل في تمكين الفئات الاجتماعية المستهدفة من الانخراط الفعلي في هذه السياسات، ومن تملك البرامج، والمساهمة الواعية في الإنجاز، والاستفادة من ثمار الإصلاح". وأوضح أيضاً أنه كان "دوما حريصا على أن التسلح بالواقعية، والتدرج، وبعد النظر، وبالجرأة اللازمة، والعزيمة الثابتة، والحزم الأكيد للدفع بالإصلاح إلى أقصى درجات النجاعة والفعالية والتأثير، اجتماعيا وترابيا، حتى يستفيد أكبر عدد ممكن من المواطنات والمواطنين من الإصلاح الاجتماعي من جهة، ومن جهة أخرى لضمان شروط استدامة المشاريع والمبادرات التي اتخذناها بهذا الشأن". ولفت اليوسفي إلى أن "الآثار الملموسة لهذه الإصلاحات، بفعل أهميتها ونوعيتها، كرست على أرض الواقع دائرة واسعة من الحقوق الاجتماعية الأساسية للإنسان المغربي، وساهمت بكل تأكيد في إضافة لبنات جديدة على درب الاستراتيجية التي سهرنا على وضعها بهدف تقوية أسس المجتمع التضامني والمتماسك والمتزن الذي دأبنا دوما على أن تصبو إليه بلادنا". وفي مقدمته العامة وصف مؤلف الكتاب، ادريس الكراوي، عبد الرحمن اليوسفي بـ"الرجل الاستثنائي الذي لعب دوراً حاسماً في تاريخ بلده بفعل وطنيته الصادقة والتزامه السياسي الخالص واستقامته الأخلاقية القوية وتفانيه اللامتناهي لخدمة الصالح العام". وقال الكراوي، الذي يرأس اليوم مجلس المنافسة، إن "الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي قاد تجربة سياسية فريدة، الأولى من نوعها في تاريخ المغرب المعاصر، ساهمت بكثير في إنقاذ البلاد من سكتة قلبية حقيقية". كما أشار الكراوي، الذي اشتغل إلى جانب اليوسفي في الوزارة الأولى، إلى أن البلاد "كانت في عهد حكومة التناوب في قلب الانتقال المؤسسي السلس والحضاري والهادئ بين ملكين، الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، والملك محمد السادس أطال الله في عمره". ويرى الكراوي أن اليوسفي "أسس لإصلاحات حقوقية واجتماعية، وساهم في تحقيق عدة مكتسبات على الصعيد الدولي مازالت آثارها بادية تطل على واقع مغرب اليوم؛ إذ لا يمكن للمحلل المحايد والملاحظ الموضوعي، سياسياً كان أم عالماً أم خبيراً، إلا أن يقر، ولو ببعض المكونات لهذه المكتسبات الجوهرية، كإصلاح مدونة التغطية الصحية، ومصالحة المغاربة مع تاريخهم، وحقوق المرأة، والمرافعة الدولية من أجل الوحدة الترابية للمغرب". واعتبر مؤلف الكتاب أنه "كان لا بد، أخلاقياً واعتبارياً، واهتداءً بفضيلة الاعتراف، التأريخ لعطاء هذا الرجل الاستثنائي، من خلال عرض الجوانب البارزة من سيرته ومسيرته، والتعريف بمضمون ومرامي الإصلاحات الهامة التي أسست لها حكومة التناوب التي قادها في الفترة الممتدة ما بين مارس 1998 وأكتوبر 2002". وأوضح الكراوي في مقدمة كتابه أن المعطيات الواردة فيه "استقيناها مباشرة من لقاءاتنا مع الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي، أو من المصادر والوثائق التي نتوفر عليها، أو تلك التي قمنا بشأنها بأبحاث، أو أخرى ذات أهمية خاصة كانت موضوع حوارات أجريناها مع الفاعلين المباشرين ممن أشرفوا أو عايشوا الإصلاحات الاجتماعية التي قامت بها حكومة التناوب". واعتمد المؤلف على منهجية تمزج بين ثلاثة مستويات، التحليل المجرد لوقائع عايشها ميدانياً من قلب الأحداث، ثم الرصد الوثائقي لإصلاحات اجتماعية همّت جوانب من عمل حكومة التناوب كان مكلفاً بإعداد الملفات بشأنها ومتابعة إجراءاتها، وأخيراً الشهادات التي استقاها من خلال معايشته للأستاذ اليوسفي في مرحلة قوية من التاريخ السياسي للمغرب المعاصر. ويتمحور الكتاب حول عشرة أجزاء تحاول أن تسلّط الضوء على عبد الرحمن اليوسفي كما عرفه ادريس الكراوي وتجربة التناوب، وتقييم مقارن لبرامج الأحزاب السياسية في أفق تشكيل حكومة التناوب، والإصلاحات الاجتماعية الكبرى في عهد حكومة التناوب، وحكومة التناوب وقضية التشغيل، والحوار الاجتماعي. كما يضم الكتاب أجزاءً أخرى حول حل النزاعات الاجتماعية الجماعية خلال حكومة التناوب والتأسيس للحوار المدني والبعد الدولي للإصلاح الاجتماعي، وحصيلة حكومة التناوب في المجال الاجتماعي، وخلاصات ختامية ودروس للتاريخ.

قد يهمك ايضا :

المغرب يعترف بالحكومة البوليفية ويؤكّد انضمامها إلى جهود المجتمع الدولي

إصابة 7 أشخاص إثر حادث سير في ضواحي "آيت اعتاب"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليوسفي حكومة التناوب تحملت إرثاً ثقيلاً لإرساء إصلاحات كبرى اليوسفي حكومة التناوب تحملت إرثاً ثقيلاً لإرساء إصلاحات كبرى



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة

GMT 03:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 07:40 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

اللاعب مروان زمامة مطلوب من ثلاث فرق مغربية

GMT 06:44 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

اختيار هرار الأثيوبية رابع أقدس مدينة في الإسلام

GMT 04:44 2015 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

شركة ألعاب "إيرفكيس" الشهيرة تطلق ألعاب خاصة للفتيات

GMT 09:18 2015 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

هواوي Y6 تبيع 5 آلاف وحدة من الهاتف النقال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib