قلة المراحيض العمومية تسائل الوعي بحاجيات الإنسان وتأثر البيئة في المغرب
آخر تحديث GMT 05:17:12
المغرب اليوم -

قلة المراحيض العمومية تسائل الوعي بحاجيات الإنسان وتأثر البيئة في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قلة المراحيض العمومية تسائل الوعي بحاجيات الإنسان وتأثر البيئة في المغرب

الرباط - المغرب اليوم

حددت الأمم المتحدة يوم 19 نونبر من كل سنة موعدا للاحتفال بـ”اليوم العالمي لدورات المياه”، من أجل التحسيس بضرورة توفّر جميع المواطنين والمواطنات بمختلف الدول على مراحيض، سواء بمساكنهم أو بالفضاءات العمومية، باعتبارها مرافق ذات أهمية كبيرة لارتباطها بالصحة والبيئة وحقوق الإنسان.ونشرت الهيئة الأممية تقريرا بمناسبة تخليد اليوم العالمي لدورات المياه، أكدت فيه أنه “لا بد أن تكون لدى الجميع مرافق صحية مستدامة، إلى جانب مرافق المياه النظيفة وغسل اليدين، للمساعدة في حماية أمننا الصحي والحفاظ عليه ووقف انتشار الأمراض المعدية الفتاكة، مثل فيروس كورونا والكوليرا والتيفويد”.

وإذا كانت “مراحيض المنازل” لا تشكل أي نقاش بعموم المدن المغربية، فإن “المراحيض العمومية” التي من المفروض أن تتوفر بعدد من النقط داخل كل مدينة، ما تزال محل جدال حقوقي واجتماعي وصحي، بالنظر إلى افتقار أغلب الحواضر المغربية إليها.

مراحيض غائبة ومعاناة واضحة
ياسين بالكجدي، ناشط حقوقي وجمعوي بخريبكة، قال: “بحكم زيارتي إلى مجموعة من المدن المغربية، لاحظت غيابا تاما للمراحيض بالفضاءات العمومية، مما يضطر المواطنين إلى اللجوء إلى بعض الأماكن لقضاء حاجتهم، كالمقاهي أو المحطات الطرقية التي غالبا ما تكون المراحيض فيها في حالة مزرية من حيث النظافة”.وأضاف بالكجدي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “غياب المراحيض العمومية يضرب في العمق مبادئ حقوق الإنسان، خاصة ما يرتبط بالصحة والبيئة وغيرهما، حيث يجد المواطن نفسه مضطرا إلى التبول أو التغوط بجوانب المحطات والأسواء والحدائق، نظرا لعدم عثوره على مرحاض عمومي قريب منه”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “جنبات أغلب المحطات الطرقية والأماكن المهجورة تحولت إلى مراحيض عشوائية، كما أن جوانب الطرقات والأزقة المظلمة تحولت إلى أماكن قذرة، بسبب غياب رؤية واضحة لدى المسؤولين تجاه المراحيض العمومية وأهميتها الكبيرة لفائدة المواطنين”.وشدد الفاعل الجمعوي نفسه على أن “مسألة المراحيض العمومية غابت عن أغلب المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بالمدن، كما غاب النقاش حول المراحيض من طرف المعنيين بهذا الملف، لذلك يتم الاقتصار على إنجاز فضاءات ترفيهية وحدائق عمومية…، دون الانتباه إلى ضرورة تعزيز تلك المشاريع بمراحيض عمومية”.

وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث أنه “حين تغيب المراحيض عن تلك الفضاءات العمومية، يضطر المرتفقون عموما، والأطفال والمسنون بشكل خاص، إلى قضاء حاجتهم في أقرب مكان ممكن، بسبب عدم قدرتهم على تأجيلها إلى وقت لاحق مخافة الإصابة بأمراض أو مشاكل صحية في الجهاز البولي”.

المراحيض والبيئة وفرض الشغل
وبصفته فاعلا وناشطا حقوقيا، قال ياسين بالكجدي: “نديد الإهمال الذي يطال المراحيض العمومية، لأن غيابها يساهم في تضرر الإنسان والبيئة على حد سواء، والاستمرار في غض الطرف عن هذا الموضوع يعني مواصلة الحرب ضد البيئة من حيث لا يدري المواطن والمسؤول”.ونبه ياسين إلى أن “من بين الظواهر الغريبة التي ابتُليت بها فئة من المجتمع، التبول على نباتات وأعشاب الحدائق في الفترات الليلية، وهي الأماكن ذاتها التي يلجأ إليها الباحثون عن الاستجمام والترويح عن النفس في ساعات النهار، حيث يفضل أغلب قاصدي الحدائق افتراش العشب، خاصة في الفترات الصيفية”.

ولفت بالكجدي الانتباه إلى أن “المراحيض العمومية تحافظ بشكل من الأشكال على البيئة، كما أن إنشاءها بمختلف الفضاءات العمومية من شأنه أن يوفر مجموعة من مناصب الشغل الإضافية لأعداد مهمة من العاطلين، من خلال تكليفهم بحراسة تلك المرافق وتنظيفها مقابل ضمان مدخول يعيلون به أنفسهم وعائلاتهم”.وختم الفاعل الجمعوي والحقوقي تصريح لهسبريس بمطالبة المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بمختلف المدن المغربية بـ “إنجاز مشاريع لتوفير المراحيض بالفضاءات العمومية، لكي نساهم جميعا في المحافظة على البيئة ونظافة المدن من جهة، ونضمن فرص شغل لأشخاص في أمس الحاجة إليها من جهة ثانية”.

قد يهمك أيضَا :

سكان العاصمة الاقتصادية المغربية يطالبون بـ"العدالة" في توزيع المراحيض العمومية

ما مدى خطورة استخدام المراحيض العامة في ظل تفشي فيروس "كورونا"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلة المراحيض العمومية تسائل الوعي بحاجيات الإنسان وتأثر البيئة في المغرب قلة المراحيض العمومية تسائل الوعي بحاجيات الإنسان وتأثر البيئة في المغرب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 04:58 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث أولويات في اجتماع باريس لدعم الجيش اللبناني
المغرب اليوم - ثلاث أولويات في اجتماع باريس لدعم الجيش اللبناني

GMT 14:30 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

باسل خياط يعود للدراما المصرية بمسلسل سيكودراما
المغرب اليوم - باسل خياط يعود للدراما المصرية بمسلسل سيكودراما

GMT 14:40 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين
المغرب اليوم - ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين

GMT 12:33 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ترمب يعلن احتجاز ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:27 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الأرجنتين تُجهّز لمواجهة منتخبي إيطاليا وإسبانيا وديًا

GMT 05:58 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

تعزيز التعاون في المجال القضائي بين المغرب واليمن

GMT 09:19 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مؤيد اللافي يُجري حصة تدريبية مع الوداد المغربي

GMT 10:59 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«ماجد الفطيم» تخطط لافتتاح متاجر كارفور بأوزبكستان 2020

GMT 17:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

فندق "ديوكس" ضيافة إنجليزية فاخرة في قلب دبي

GMT 17:09 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أولمبيك خريبكة يستأنف تدريباته غدا الثلاثاء

GMT 19:06 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

ليفربول يلحق الهزيمة بمانشستر سيتي في مباراة الموسم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib