الخليل - وفا
شارك المئات من ذوي الأسرى وأهالي المحافظة وممثلي فعالياتها ومؤسساتها الوطنية الاثنين، في اعتصام حاشد دعما للأسرى المرضى والجرحى في سجون الاحتلال، نظمه نادي الأسير في المحافظة أمام مقر الصليب الأحمر الدولي.
وخلال الاعتصام طالبت عائلات الأسرى المرضى باتخاذ خطوات ملموسة حيال قضية أبنائهم، وإنهاء عذاباتهم التي ترافقهم على مدار الساعة نتيجة للأوضاع الصحية الصعبة التي تهدد حياتهم جراء ما تقوم به مصلحة سجون الاحتلال بحقهم، وكان آخرهم الأسير نعيم الشوامرة من دورا الخليل الذي أصيب بضمور بالعضلات.
ورفع ذوو الأسرى صور أبنائهم المرضى، ومنهم الأسير ثائر حلاحلة، ومحمود أبو صالح، ومعتصم رداد، ومعتز عبيدو، ومنصور موقدة، وصلاح الطيطي، ويافطات وشعارات تندد بصمت المؤسسات الدولية تجاه الانتهاكات وسياسات التنكيل التي تمارس من قبل مصلحة سجون الاحتلال.
وفي كلمته، أثنى محافظ الخليل كامل حميد على بطولات الأسرى وصمودهم في وجه سياسات مصلحة سجون الاحتلال التي تستهدف إرادتهم تمهيدا لإنهاء رمزية القضية وما تعنيه وتعكسه على الحالة الشعبية في مقاومة المحتل، وأكد ضرورة توحيد الجهود وتكثيفها وخلق منهجيه عمل تتناسب مع حجم القضية للوصول إلى إنجاز يقضي بتحريرهم دون قيد أو شرط، مطالبا الكل الفلسطيني بإيجاد حل شامل وعادل لها عبر إغلاق ملف الأسرى وتبييض السجون، مشيرا إلى إصرار الرئيس محمود عباس على تحرير الأسرى ونيل حريتهم، خاصة الأسرى القدامى والمرضى.
فيما حمل وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى في عيادة سجن الرملة والذي وصفها بالعيادة الصورية حيث وجدت فقط لإشهاد المؤسسات الحقوقية والدولية وخاصة الصليب الأحمر على وجودها لا أكثر، فالعيادة موجودة والطبيب موجود والعلاج والاختصاص مفقود والدواء المطلوب للعلاج محتجز حتى إشعار آخر، أما الأدوية التي يحتاجها الأسرى وغير المتوفرة في السجن لا يسمح بإدخالها سوى عن طريق الصليب الأحمر.
وأكد قراقع في كلمته أن ملف الأسرى المرضى على سلم أولويات القيادة الفلسطينية، وأنه تم إعداد القوائم اللازمة إلى لجنة المفاوضات لبحثها بشكل عاجل.
وأكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أن هناك سياسة ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال ممثلة بمصلحة سجونها تجاه الأسرى المرضى، وذلك بالمماطلة في تقديم العلاج محاولة في ذلك قتل أسرانا وإذلالهم، ومن هذه الممارسات عدم نقل الأسير على المستشفيات رفضها إجراء فحوصات أو المماطلة في ذلك وكذلك إعطاء أدوية غير مناسبة وإجراء تجارب عليهم من خلال تقديهما. الأمر الذي تسبب في استفحال المرض داخل أجسادهم كالأسير معتصم رداد ومراد أبو معيلق وعدد كبير تجاوز الـ150 أسيرا.
ودعا فارس إلى ترجمة القرارات الدولية المتعلقة بالأسرى خاصة المرضى منهم من خلال خطوات عملية جادة تعمل على إنقاذ حياة الأسرى المرضى من المخاطر الجسيمة التي يتعرضون لها، وبتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للوقوف على حقيقة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى المرضى ومعاينة أوضاعهم ودراسة ملفاتهم الطبية، من أجل إلزام إسرائيل بتقديم العلاج الطبي اللازم لهم.
وطالب فارس البرلمان الأوروبي بتفعيل قراره الذي اتخذه سابقا في الاجتماع الدوري لمنظمة الصحة العالمية الرابع والستين الذي انعقد في جنيف (خلال الفترة 16– 24 أيار 2011) وصوتت 65 دولة لصالح القرار، وألا يتحول إصدار القرارات لصالح حقوق الأسرى الفلسطينيين إلى منهجية ثابتة تفتقر إلى الآليات التنفيذية، وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأوضاع الإنسانية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على ضرورة ترجمة القرار عبر سلسلة خطوات عملية .
وجدد مدير نادي الأسير بالخليل أمجد النجار، دعوته لاتخاذ خطوات قانونية فاعلة بالشراكة مع كافة المؤسسات للعمل على إغلاق ما يسمى 'بعيادة سجن الرملة' ومحاسبة من يسمون أنفسهم بالأطباء داخل عيادة السجون وهم أبعد ما يكون عن مهنة الطب، لافتا إلى أن أوضاع المرضى باتت تنذر بخطر حقيقي، مشيرا إلى أن حق العلاج سنّ في القانون الدولي الإنساني وعلى من وضع هذا القانون حمايته بتطبيقه حيال قضية الأسرى الفلسطينيين، وطالب النجار بملاحقة نقابة الأطباء الإسرائيليين التي تمنحهم الغطاء القانوني والسياسي لكل ما يرتكبون من انتهاكات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر