الاستعارات والمقاومة الفيلم التونسي يحل ضيفاً على ألمانيا
آخر تحديث GMT 00:44:14
المغرب اليوم -

"الاستعارات والمقاومة" الفيلم التونسي يحل ضيفاً على ألمانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

برلين ـ وكالات

لم تقتصر أصداء الثورة في تونس على قلب الموازين السياسية في البلاد فحسب، بل تجاوزت ذلك لتحدث "انفجاراً" في الكلمة الحرة. سينمائيون تونسيون شاركوا الجمهور الألماني بأعمالهم نظرتهم للثورة وللواقع التونسي الجديد.ترتفع موسيقى الأورغن الحزينة على وقع صدى عميق لمقاطع من خطاب الرئيس التونسي السابق بن علي "أنا فهمتكم" ليتناغم المشهد شيئاً فشيئاً مع صور لمراكب صيد صغيرة تغادر فجراً مرفأ سيدي بوسعيد الساحر. أمام قبر محمد البوعزيزي يرفرف العلم التونسي مع مشهد لمقبرة الجلاز، أكبر مقبرة في العاصمة التونسية، وتظهر صور لتونسيين بائسين غارقين في التفكير، هكذا بدأ عرض الفيلم الوثائقي "الكلمة حمراءRouge Parole " للمخرج التونسي إلياس بكار، في قاعة سينما ميتروبوليس بهامبورغ شمال ألمانيا.فكرة الفيلم، ومدته 94 دقيقة، كانت تلقائية في البداية، فواجبه الأخلاقي كسينمائي دفع بكار، خريج المعهد الحر للسينما الفرنسية في باريس، إلى توثيق اللحظة التاريخية آنذاك، لتتطور أحداث الفيلم فيما بعد ليعكس أطوار الثورة في العديد من جهات البلاد، متطرقاً في الوقت ذاته إلى الحديث عن "انفجار" حرية التعبير في تونس، وما تلاه من فوضى.وليد طاية (على اليمين) وإلياس بكار ( في الوسط) وكرم كاب من شبكة دروس الربيع (على اليسار)كان بكار بصدد الحديث باهتمام مع مجموعة من الشباب العربي في بهو قاعة السينما حول فيلمه الجديد "نساء في فوضى"، الذي يعكس وضع المرأة التونسية بعد الانتخابات الأخيرة. DW  عربية تحدثت إلى المخرج الشاب حول السينما والثورة وعن آفاق العمل الثقافي في بلاده. يرى المخرج التونسي، وهو أحد مؤسسي المهرجان الدولي لسينما حقوق الإنسان، بأنه لم تكن هناك بالفعل رجّة في السينما التونسية بقدر ما كانت "ثورة داخلية... لقد كانت ثورة على الكتابة السينمائية وعلى الرؤية الإخراجية وعلى حرية التعبير، وكانت أيضاً ثورة على قمع الفنان لنفسه". وبالرغم من أن "الثورة قد أعطت حرية أكثر من ذي قبل للمدونين والمصورين الفوتوغرافيين وللرسامين لينزلوا إلى الشارع دون رقابة إلا أن هذا لم يمنع من ظهور نوع جديد من الرقابة بعلة الاعتداء على المقدسات"، فهو يرى أن "الفنان التونسي هو أولاً فنان مسؤول يعرف حدوده ولا يحتاج إلى مثل هذه الضوابط".أما زميله وليد طاية، الذي يعالج في أفلامه قضايا اجتماعية بالأساس كحقوق المرأة ومشاكل المواطن اليومية، فقد اختار مكاناً وسط مدرج قاعة السينما المغطى باللون الأحمر وجلس ينتظر تقديم الأفلام لعرضها. بالنسبة لطاية فإن "حركة إنتاج الأفلام الوثائقية والقصيرة ليست ظاهرة جديدة في تونس"، فحتى في زمن ديكتاتورية بن علي "كانت الأفلام القصيرة تعبر من خلال تعابير مجازية عن واقع الشباب المنغلق وعن الوضع السياسي القاتم".لم تغير الثورة التونسية ـ حسب وليد طاية ـ شيئاً في المشهد الثقافي في البلاد باستثناء "المزيد من الجرأة وحرية التعبير" في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية. "فالحياة الثقافية مازالت تدار بنفس الآليات الإدارية القديمة. لابد من إحداث صندوق حكومي مستقل لدعم السينما والمسرح مثل تركيا وفرنسا وألمانيا"، على حد تعبيره، لكن بضمان استقلال العمل الثقافي عن أروقة وزارة الثقافة، وهو أمر أصبح بالنسبة إليه "ضرورة حتمية".بعد نهاية العرض انتقد وليد بشدة في حديثه مع DW عربية القنوات التونسية لتجاهلها "ديمقراطية الحق الثقافي" للمشاهد التونسي وحثّها على بث الإنتاج الثقافي للأشرطة الوثائقية والقصيرة. وأشار في الأخير أن معهد غوته الألماني كان داعماً ماديا قوياً له في فيلمه الثاني "هيلمان"، فقد فتح له معهد غوته بتونس "الباب منذ سن الـ18 للتعرف على السينما الألمانية وروائعها".أما إلياس بكار فأكد من جهته "غياب سياسة ثقافية واضحة في ظل انعدام الإمكانيات المادية والمعنوية"، ولهذا حان الوقت أخيراً ـ حسب رأيه ـ  لأن تغير الحكومة نظرتها تجاه الثقافة. كما شكا المخرجان من "تصحر كبير لقاعات السينما في البلاد رغم إقبال التونسيين المتزايد على الفن السابع".جانب من الحضور قبل بداية العروض السينمائيةبرودة الطقس في شمال ألمانيا لم تمنع الجمهور الألماني من القدوم بكثافة للتعرف أكثر على قيمة الإنتاج السينمائي العربي من خلال عرض لسلسلة من الأفلام  تحت عنوان "الاستعارات والمقاومة في الفيلم التونسي". العرض نظمته المنظمة الشبابية العربية "يلاّ للحرية والديمقراطية" والشبكة الثقافية "دروس الربيع" بدعم من فرع معهد غوته في تونس. وجابت هذه الأفلام عدة مدن ألمانية، فقد عرضت في العاصمة برلين يومي 12 و13 يناير/ كانون الثاني، وستنتهي بعرضها في لايبزيغ في 07 فبراير/ شباط، مروراً بهامبورغ وميونخ.ومن الصور التي بقيت راسخة في ذهنه أثناء التصوير، يستذكر إلياس بابتسامة رقيقة "صورة لمجموعة من التونسيين الذين وقفوا بذهول أمام واجهة إحدى مكتبات العاصمة وفي داخلها كتب كانت ممنوعة في عهد (الرئيس) المخلوع ككتاب حاكمة قرطاج. لقد كان ذلك فعلاً مشهداً مؤثراً لن أنساه". وفي المقابل يعتبر وليد الطاية أن "صور" الثورة التي لن تمحى من مخيلته هي تلك الشعارات الرنانة التي رفعها التونسيون في المظاهرات أثناء الثورة.فعاليات تظاهرة الاستعارات والمقاومة في الفيلم التونسي في هامبورغعند تقديمه لفيلمه "الكلمة حمراء" للحاضرين أعتبر إلياس بكار مازحاً أن "هناك قصة حب بين فيلمه الذي جاب أرجاء ألمانيا والجمهور الألماني". DWعربية رصدت انطباعات الجمهور: هلال ألاطاس على سبيل المثال (21 عاماً) كانت تهم بالخروج من قاعة السينما، ثم توقفت لتحدثنا بإعجاب كبير عن الأفلام: "هناك عمل إبداعي كبير فيها وأيضاً لمسة أوروبية خاصة في فيلم "الموعد Le rendez-vous" أحسست من خلال تلك الكاريكاتوريات بأن الثقافة الفرنسية في تونس لديها طابع خاص". وترى طالبة الحقوق أنها فهمت الأفلام وصورها في جزء كبير منها. فقد مكنتها العروض السينمائية "من رؤية العالم العربي من زاوية مختلفة". وتضيف ألاطاس بالقول: "ما نال إعجابي أيضاً هو أن ينقد المرء ذاته ويطرح على نفسه أسئلة بشكل هزلي".إيمان ب.، طالبة الانثروبولوجيا والعلوم السياسية، كانت بدورها تشارك انطباعاتها حول العروض السينمائية مع صديقة لها في بهو القاعة وهي تبدو سعيدة جداً ومتفاجئة بصورة إيجابية. "بعض الأفلام كانت غير واضحة بعض الشيء، هذا ما دفعني بعد ساعة من الزمن لإعادة التفكير فيها. لكن صراحة الأفلام الأخرى أخذتني بعيداً، فضحكت وتفاعلت معها حد البكاء. لقد كان ذلك فعلاً شيئاً رائعاً". وبالنسبة للألمانية من أصول تونسية فإن كل مشهد وكل شخصية وكل فيلم كان يحمل في طياته ميزة تونسية خاصة.أما لانا  (47 عاماً) فقد قالت مبتسمة أنها لم تشاهد كل الأفلام. لكنها علقت منبهرة "ما أثار اهتمامي فعلاً هو أساليب الإخراج المتنوعة والمختلفة." وتختم بالقول: "كان ممتعاً الحضور هنا لمشاهدة هذه السلسلة من الأفلام  ولا يسعني إلا أن أنصح محبي السينما بالقدوم لمشاهدتها".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستعارات والمقاومة الفيلم التونسي يحل ضيفاً على ألمانيا الاستعارات والمقاومة الفيلم التونسي يحل ضيفاً على ألمانيا



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 13:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
المغرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 20:40 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

مارسيل غانم يعود مع "صار الوقت" ويفتتح خريف MTV

GMT 10:30 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أجمل الأفكار لديكور طاولة العروسين في حفل الزفاف

GMT 06:20 2023 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

المركزي الصيني يضخ 421 مليار يوان في النظام المصرفي

GMT 09:35 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

GMT 20:35 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

الإمارات تُطلق تحالف إعادة تدوير الألومنيوم

GMT 08:22 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"لاند روفر ديفندر" تعود بإمكانيات مطورة عام 2020

GMT 21:06 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الحموشي ينشر عناصر أمنية فى الأحياء الشعبية لسلا

GMT 20:37 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية زينة يازجي تعود إلى "الشاشة" من جديد

GMT 05:28 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

حقيبة الظهر من"بولغاري" تناسب المرأة الأنيقة

GMT 10:54 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

فوزنياكي تقتنص صدارة تصنيف التنس وتتويجها بلقب أستراليا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib