المغضوب عليهم فيلم مغربي جديد يعالج الصدام بين الفن والتطرف
آخر تحديث GMT 11:08:28
المغرب اليوم -

"المغضوب عليهم" فيلم مغربي جديد يعالج الصدام بين الفن والتطرف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

مراكش ـ وكالات

ماذا يحدث حين يجمع فيلم بين قضايا ساخنة مثل الإرهاب وحرية الإبداع وسنوات الرصاص و التهميش؟ هذا ما فعله مخرج مغربي في فيلم نزل إلى القاعات السينمائية، ليفتح من جديد النقاش حول طريقة تناول السينما لموضوع الدين. "المغضوب عليهم " فيلم يعالج قضايا ساخنة مثل الارهاب والفن والدين، ويحاول أن بجد موطئ قدم بين الأفلام المثيرة للجدل، و يقرأ من وجهة نظر كاتب ومخرج الفيلم مسببات الربيع العربي. يبدأ الفيلم بلقطة لأم مغربية بغطاء رأس تودع ابنتها المقبلة على سفر رفقة الفرقة المسرحية التي تنتمي إليها، تسلم الأم قلادة عنق عليها آيات قرآنية و تدعو الله لها و لرفاقها بالتوفيق، تنطلق سيارة الفرقة في جو من البهجة، سريعا ما ينتهي باختطاف الفرقة من طرف جماعة إرهابية، ستحتجز هؤلاء الشباب في ضيعة معزولة في ضواحي إحدى المدن الجبلية، في انتظار تنفيذ العملية "الجهادية". يفقد زعيم الخاطفين الاتصال بشيخ أو أمير الجماعة الإسلامية /الإرهابية، ولمدة أسبوع كامل يضطر المتشددون للتعايش مع الشباب الذين أهدر دمهم و ألصقت بهم تهمة الكفر، دون أن يعرف مشاهد الفيلم، على أي أساس تم اختيار هذه الفرقة دون غيرها و دون أن يساعده المخرج لفهم قواعد التكفير عند المتطرفين. وعلى مدار هذا الأسبوع يبدأ في التعرف على الشخصيات من الطرفين، لكل ماضيه و لكل ثأر قديم مع المجتمع، و قد حان الأوان لتصفيته. يعتمد بناء الفيلم على توظيف الرموز في بناء الشخصيات، وشخصية كل واحد من الخاطفين الثلاثة  تحيل المشاهد على نمط معين من أتباع الجماعات الجهادية كما يراها مخرج و كاتب الفيلم،  شخصية "مصطفى" زعيم الخاطفين، ترسم شخصا يقوم بالعملية عن قناعة، يعي جيدا أسباب إنزال العقاب بالفرقة المسرحية وهو ما يؤهله لتوجيه التهم و إدارة الحوار معهم. وخلافا لشخصية "مصطفى"، تبدو شخصية "عمر" أصغر أفراد الجماعة ، الذي لا يخفي تبعيته المطلقة لمصطفى الذي تربطه به ذكريات في الطفولة وفي السجن، شخصية مهزوزة لا تبحث وراء الأشياء. أما شخصية "عصام " التي تجسد ملامح شاب متطرف نشأ في أحياء هامشية في المهجر، فهو يلعب دورا مليئا بالإيحاء للإسلام المشوه الذي يلقنه وسطاء متطفلون على الدين لشباب امتلأت قلوبهم بالغل و الحقد ، دون أن يكون لهم هدف أو قناعة محددة، الانتقام لأجل الانتقام و ليس لتطبيق الشريعة من وجهة نظر من لقنوها له. اختار المخرج "محسن البصري" في أول فيلم روائي له من كتابته و إخراجه، أسلوبا يحضرفيه السرد في شكل حوار مباشر بين  الشخصيات و يغيب الإبداع البصري، وهو ما يذهب بالفيلم في منحى العمل المسرحي ، خصوصا و أن المشاهد وطيلة 88 دقيقة ( مدة الفيلم)، لا يخرج من نفس الحيز المكان. ويبدو ان تقنية "الفضاء المغلق" أثقلت كاهل المخرج بمسؤولية كبيرة، فليس كل مخرج قادر على إتقان هذه اللعبة التي تستقيم إلا لمن توفرت لديه شروطها كاملة و منها احتراف العمل السينمائي. يقول محسن البصري مخرج الفيلم لموقع DW أنه كان متخوفا جدا من الإقدام على مغامرة "الفضاء المغلق" في أول فيلم روائي له، لكن بعض التجارب السينمائية الناجحة و قد كانت أول التجارب لمخرجيها، شجعته على الإقدام على اختياره. ويشير المخرج إلى أمثلة: فيلم "12 عشرا رجلا غاضبا" الذي يعتبر باكورة الأفلام السينمائية للمخرج الأمريكي  "سيدني ليميت" الذي كتب بداية كفيلم تلفزيوني عام 1954، وبعد ذلك مسرحية قبل أن يتم تحويله إلى فيلم سينمائي 1957 و قبل أن تم ترشيحه لجائزة  الأوسكار عام 1958. و بعيدا عن الاختيارات الفنية في إخراج الفيلم،  تزامن بدء عرض الفيلم في القاعات السينمائية في المغرب مع ظهور فيديو على موقع يوتيوب لداعية مغربي متشدد، يهاجم فيه فيلم "المغضوب عليهم" و يتهمه بتشويه صورة الإسلام ، و هو ما جعل مخرج الفيلم، محسن البصري، يختار بعناية موعد الرد على مقطع الفيديو الذي يوجد على الانترنت منذ سنة تقريبا. رد جعل الصحافيين والمهتمين بالفن السابع في المغرب، يتابعون تداعيات الهجوم على "المغضوب عليهم" و من خلاله على السينما التي بدأت، في نظر بعض المنتقدين، تسلك طريق مهاجمة الإسلام "لنيل رضا الغرب و دعمه لمثل هذه الأعمال". في حوار مع DW يقول، الناقد السينمائي عادل السمار، إن الاستفادة من مثل هذا الجدل قد تخدم الفيلم و تزيد من حظوظه في تحقيق نسبة مشاهدة مهمة، في ظل الركود الذي تعرفه القاعات السينمائية في المغرب، إلا أنه يبقى متحفظا بخصوص طريقة تصوير المجموعة المتطرفة التي لم تكن من وجهة نظره تنهل من قاموس ولا من أدبيات الجهاديين، و هو ما أضعف مصداقية هذه الملاحظات تحيلنا على الانتقادات التي وجهت لسيناريو الفيلم، الذي يقول عنه الناقد السينمائي أنه لم يوظف جيدا لحظات المواجهة بين الفصيلين ليقع الفيلم في مشكلة الإيقاع الذي بقي متعثرا من بداية الفيلم إلى نهايته. ملاحظات النقاد التي وجهت للفيلم لم تنس أن تشيد بالأداء المتميز لأبطال الفيلم ، والذي يأتي معظمهم من خلفية مسرحية، الشيء الذي جعل أداءهم نقطة ضوء في الفيلم . (أسماء.ح) واحدة من الذين جاءوا لمشاهدة العرض الأول للفيلم بمدينة الرباط، قالت لـ DW إن فيلم "المغضوب عليهم" أعلن عن ميلاد مواهب كثيرة، و يبقى على السينما المغربية أن تعيد اكتشافهم في أعمال أخرى كوجوه للفن المغربي الذي يعول عليه في مقاومة قوى الظلام التي تريد فرض وصايتها على الحريات.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغضوب عليهم فيلم مغربي جديد يعالج الصدام بين الفن والتطرف المغضوب عليهم فيلم مغربي جديد يعالج الصدام بين الفن والتطرف



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib