هكذا تبلورت فكرة تنظيم الانتخابات قبل وصول الحماية الفرنسية إلى المغرب‬
آخر تحديث GMT 10:44:16
المغرب اليوم -

هكذا تبلورت فكرة تنظيم الانتخابات قبل وصول الحماية الفرنسية إلى المغرب‬

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - هكذا تبلورت فكرة تنظيم الانتخابات قبل وصول الحماية الفرنسية إلى المغرب‬

الانتخابات التشريعية
الرباط _ المغرب اليوم

دأب المغرب على تنظيم المحطات الانتخابية منذ حصوله على الاستقلال، تجسيداً لمساعي النخب الفكرية من أجل عقلنة “المعترك السياسي”، غير أن فكرة إجراء الانتخابات لا ترتبط بـ”الحركة الوطنية”، بل تعود جذورها إلى أوائل القرن العشرين، إذ بزغت حينها انتقادات للسلاطين بخصوص إصلاح المجال السياسي.

لذلك، تتحدث مجموعة من الكتابات الأكاديمية عن كون الأسس النظرية للانتخابات تعود إلى سنة 1901 بالمغرب، بفعل مطالب التحديث السياسي التي انتقدت “تقليدانية النظام المخزني”، ما دفعها إلى تقديم تصورات نظرية بشأن عملية الاقتراع التشريعي والجماعي بغية ربط المسؤولية بالمحاسبة.

المُنظّر الأول للانتخابات بالمغرب، وفق كتاب “فكرة الدستور في المغرب: وثائق ونصوص (1901-2011)”، يتمثل في عبد اللّه بن سعيد، الذي رفع وثيقة تاريخية إلى السلطان سنة 1901، مكوّنة من مقدمة وتسعة عشر فصلا مقتضبا، تقترح مجموعة من الإجراءات العملية لعقلنة مختلف مرافق “الإيالة الشريفة”.

ونادى الكتاب كذلك بترشيد موارد المملكة، وإعادة تأهيل قادتها، معتمداً أساسا على وسائل شبه تقليدية تتوزع على انتخاب مجالس محلية لمراقبة عمل الولاة. وتزامنت الوثيقة الإصلاحية مع تزايد ضغط القوى الاستعمارية على المغرب، بعد وفاة الحاجب أحمد بن موسى سنة 1900، وتولي السلطان عبد العزيز مقاليد الحُكم.

وفي ظل التغلغل السياسي والاقتصادي للقوى الأوروبية داخل المغرب، حاول السلاطين الذين سبقوا السلطان عبد العزيز سنّ بعض الإصلاحات، لكن تأثيرها كان ضعيفاً على أرض الواقع، بحكم “هشاشة” المؤسسات التي كانت تُشرف على تدبير أمور المملكة. وتأسيسا على ذلك، دعا السلطان عبد العزيز العلماء والأعيان إلى تحرير رسائل ومذكرات لإيضاح مواضع الخلل.

وولد عبد الله بن سعيد بمدينة سلا سنة 1865، حسَب المؤرخ محمد نبيل مُلين، حيث استفاد من انتمائه العائلي لتقلّد العديد من “المناصب المخزنية” بعد مرحلة التحصيل العلمي، إذ عُين قائدا على مسقط رأسه بعد وفاة أبيه، ثم أميناً في مرسى الرباط، ثم مرسى طنجة، قبل أن يُنقل إلى دار النيابة بالمدينة نفسها.

ويحثّ الفصل الثالث من المذكرة سلطان البلاد على “إحداث مجلس مؤلّف من أهل العلم والمروءة والجدّ والديانة والمعرفة قصد النظر في مصالح البلد، ويرجع إليه كذلك في ما يصدر من العامل لرعيته، سواء عامل البلدة أو غيره من العمال المجاورين”.

ورغم كل محاولات السلطان عبد العزيز لإصلاح شؤون المملكة، إلا أنه لم يفلح في مساعيه بسبب تنامي ضغط القوى الاستعمارية، ما جعل بعض الفعاليات الوطنية تطالب من جديد بإصلاح “هيكلة المخزن”؛ لعل أبرزها علي زْنيبر الذي وجه رسالة إلى السلطان سنة 1906 بغية الخروج من تلك “الوضعية الخطيرة”.

وولد زْنيبر بمدينة سلا سنة 1844، وفق محمد نبيل ملين، حيث أدى مناسك الحج بشكل مبكر، وامتهن التجارة في سن مبكرة أيضا، ما جعله ينتقل إلى مصر سنة 1879، ولم يعد إلى المغرب إلا سنة 1904، وقد تشبّع بروح النهضة المشرقية كما يدل على ذلك ما تبقى من أشعاره وكتاباته.

وتعد مذكرة زْنيبر، يضيف مؤلّف كتاب “فكرة الدستور في المغرب: وثائق ونصوص (1901-2011)”، أول نص محلي يستعمل مجموعة من المصطلحات والمفاهيم المتعلقة ببناء الدولة القومية الحديثة؛ مثل الأمة المغربية والدولة الوطنية واللغة الرسمية والاستبداد والراية الوطنية وغيرها.

وعلى غرار علي زْنيبر، رفع عبد الكريم مراد مذكرة إلى السلطان عبد العزيز بعد انتهاء مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906، حيث يرى أن السبيل الوحيد للخروج من “مأزق الاستعمار” يتجسد في التحديث السياسي لجميع مرافق السّلطنة، مع المحافظة على الثوابت الإسلامية، خصوصا الجيش والشرطة والجمارك والتعليم والأوقاف.

وعبد الكريم مُراد مواطن عثماني وافد على مدينة فاس، أقام للتدريس في مكة والمدينة ردحا من الزمن، لكنه اختار الاستقرار بالزاوية الكتانية عند حلوله بفاس، حيث بدأ يلقي دروسا في العلوم الدينية والدنيوية؛ وخلال فترة مكوثه بالمغرب، تقدّم بالعديد من المبادرات الإصلاحية للسلطان، تبعاً للمصدر الأكاديمي سالف الذكر.

قد يهمك ايضا

وهبي الأصالة والمعاصرة مستعد للتعاون مع كافة الأحزاب لتشكيل حكومة قوية وموحدة

عزيز أخنوش يجول أزقة المحمدية ويتفاعل مع السكان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا تبلورت فكرة تنظيم الانتخابات قبل وصول الحماية الفرنسية إلى المغرب‬ هكذا تبلورت فكرة تنظيم الانتخابات قبل وصول الحماية الفرنسية إلى المغرب‬



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 11:21 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما
المغرب اليوم - هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما

GMT 15:54 2024 الجمعة ,09 شباط / فبراير

هجوم صاروخي على مطار المزة في دمشق

GMT 13:17 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

زهير مراد يفضّل الأوف وايت والزهري لفساتين الزفاف

GMT 08:18 2015 السبت ,13 حزيران / يونيو

شاطئ طنجة يلفظ حوت ضخم مصاب بالرصاص

GMT 14:10 2020 الجمعة ,20 آذار/ مارس

رصد 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا في سبتة

GMT 04:59 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

المصري حسن حسني يكشف عن أمنيته في العام الجديد

GMT 03:25 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار طائرة من طراز فريد على هيئة جناح فندقي

GMT 02:54 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الفالح يعلن أن السعودية تخطِّط لزيادة إنتاجها النفطي

GMT 19:16 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد سعد يطرح أحدث أغانيه "أنا الأصلي" على محطات الراديو

GMT 09:43 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

اتحاد طنجة يتعاقد مع هداف الدوري الكاميروني

GMT 13:15 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

Mercedes AMG تكشف رسميًا عن G63 2019

GMT 02:55 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

​مدينة سلا تشهد جريمة مُروّعة تنتهي بمقتل لص وإصابة آخر

GMT 05:29 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

دونالد ترامب يبحث استخدام "نغمة متوازنة" مع بيونغ يانغ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib