توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة
آخر تحديث GMT 15:42:54
المغرب اليوم -

توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة

الملك المغربي محمد السادس
الرباط - المغرب اليوم

الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني إلى المغرب كانت خاطفة لكنها كانت أهم وأثمر زيارة من بين كل اللقاءات التي سبق أن جمعت بين قائدي البلدين. وأهم عنوان يلخص نتائج هذه الزيارة هو التوافق المغربي الموريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المغرب: أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. وهاتان المبادرتان تمثلان جزءا لا يتجزأ من المسار والمصير المشترك بين البلدين الجارين، وسيعززان على المدى المتوسط والبعيد الشراكة الشاملة بين البلدين، وسينقلانها إلى مسار جديد ومختلف.
القرار المتخذ في أعقاب اللقاء بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني والقاضي بتنسيق مساهمات البلدين في هذين المشروعين الاستراتيجيين ليس نتيجة تقارب مباغت وظرفي، بل هو ثمار جهد دبلوماسي وتشاور متواصل منذ شهور طويلة. وعلى الرغم من الغيوم التي عكرت صفو العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة إلا أن نواكشوط قررت أخيرا أن تصطف إلى جانب المصلحة الإقليمية والإفريقية، وتضم صوتها إلى صوت المغرب، الساعي إلى زرع أسس الاستقرار في المنطقة، وجني ثمار الرخاء والتنمية، في الوقت الذي كان فيه العالم الآخر يعمل باستمرار على زرع بذور الفتنة والقلاقل، ودفع موريتانيا في مناسبات عديدة إلى توتير مجاني لعلاقاتها مع المغرب.
ولعلّ اقتناع الطرف الموريتاني بأن الحلّ الحقيقي لمشكلات المنطقة يكمن في مشاريع التعاون التي تخدم الإقليم والقارة الإفريقية ككل يمثل أيضا مكسبا هاما من مكاسب هذا التقارب. لدى موريتانيا مصلحة مطلقة في نجاح الورشين المقترحين، لأنها تمتد على مساحة شاسعة وستحتضن أراضيها مقطعا طويلا من مشروع أنبوب الغاز بما يعنيه ذلك من مكاسب اقتصادية وطاقية مهمة. كما أنها تطل على ساحل أطلسي طويل يمتد لأكثر من 700 كلمتر، ومن المؤكد أنه سيشكل منفذا بحريا مهما في مبادرة ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. وهذا يعني أن المنطق والعقل يقضيان بمسارعتها إلى الانخراط في هذين الورشين والدفاع عنهما، وفعل ما أمكن لإنجاحهما.

هذا هو البديل الذي يطرحه المغرب، وهو في الحقيقة ليس بديلا بقدر ما هو أساس للاستقرار والنماء وأصل لتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة. فهل تفضل موريتانيا إذاً مبادرات الابتزاز والاستغلال والرشى الجزائرية أم تريد أن تصبح جزءا لا يتجزأ من قرار تنموي ضخم ستشهده المنطقة؟ الظاهر أن نواكشوط اختارت أخيرا الانضمام إلى الأفكار التي تدافع عن المستقبل وتسعى إلى إعادة هيكلة المنطقة ككل ودورها على الصعيد القاري والدولي. أنبوب الغاز الذي كان المغرب وراء اقتراحه على سبيل المثال ليس منحة لتنمية دول المنطقة، بل هو فرصة سيشارك فيها الجميع بما يقدر عليه وما يمتلكه من مؤهلات وإمكانات وموارد سواء تعلق الأمر بالموارد البشرية أو المالية أو الطبيعية أو غيرها. وهذا الورش سيحول مستقبل غرب إفريقيا وسيجعل من هذه المنطقة لاعبا مميزا في خارطة الطاقة الدولية.
يمكننا اليوم أن نؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التكامل بين المغرب وموريتانيا ليس مجرد اختيار، بل هو حتمية تاريخية بالنظر إلى الترابط الثقافي والجغرافي والاستراتيجي الذي يقرن مصالح البلدين بعضهما ببعض، ويجعل من هذا الموقع الجغرافي المميز منطلقا لإنجاح الرؤية الملكية الإفريقية. وعلى القيادة الموريتانية أن تدرك أن ما يحمله المغرب للقارة السمراء من مشاريع وأفكار ومبادرات ستعم بالفائدة أولا وقبل أيّ بلد آخر، على موريتانيا نفسها لأنها تمثل منفذنا المباشر والعميق إلى غرب إفريقيا. لذا؛ بدلا من أن تترك نفسها عرضة لهذا الابتزاز الجزائري المتواصل، أو ضحية لإغراء استمرار الوضع القائم من الضروري أن تؤمن أيضا بأن التغيير يبدأ من اتخاذ قرارات جيواستراتيجية جوهرية ومؤثرة، سيكون أولها الاعتراف النهائي بمغربية الصحراء.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

ولي العهد السعودي يطمئن على الملك محمد السادس متمنيًا له دوام الصحة والعافية

 

الملك محمد السادس يُشيد بعلاقات الأخوة مع الكويت

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة توافق مغربي موريتاني حول المشروعين الاستراتيجيين اللذين اقترحهما المملكة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 08:38 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية
المغرب اليوم - إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية

GMT 15:22 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية
المغرب اليوم - نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية

GMT 14:34 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين
المغرب اليوم - تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 03:53 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

التشكيلة الرسمية للوداد الرياضي أمام الحسنية

GMT 13:36 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفي قمر يطرح خامس أغانى ألبومه بعنوان مش هاشوفك

GMT 19:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 20:34 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

15 نصيحة لتطويل الشعر بسرعة

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 02:44 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

فنانون ونقاد يرصدون أسباب اختفاء ظاهرة المخرج المؤلف

GMT 03:52 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فاطمة سعيدان تكشف أن "عنف" استمرار لتقديم المسرح السياسي

GMT 12:58 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تشميع بيت قيادي داخل جماعة العدل والإحسان في مدينة وجدة

GMT 14:27 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

حريق هائل يلتهم 3 بواخر صينية في ميناء أغادير

GMT 20:16 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

الرياح القوية تقتلع الاشجار وتقطع الكهرباء شمال المغرب

GMT 08:34 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

إصدار قانون تقاعد المهنيين والعمال المستقلين في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib