معركة تكسير العظام بين الأحزاب المغربية تُقحم العلاقات الخارجية
آخر تحديث GMT 23:27:22
المغرب اليوم -

معركة "تكسير العظام" بين الأحزاب المغربية تُقحم العلاقات الخارجية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معركة

صلاح الدين مزوار
الرباط - المغرب اليوم

بلغت درجة الاحتقان السياسي بين التنظيمات الحزبية المغربية ذروتها، خاصة ما بين حزبي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار، اللذين دخلا في "معركة تكسير العظام" من أجل الدخول إلى الحكومة التي تعسّر تشكيلها، ولو اقتضى الأمر إقحام قضايا مرتبطة بالسياسات الخارجية للمملكة.

فبعد أن ربط حزب الاستقلال البلاغ الصادر عن وزارة الخارجية بحزب التجمع الوطني للأحرار، بحكم أن صلاح الدين مزوار، الوزير الوصي على القطاع، هو الأمين العام السابق للتجمعين، لم يجد "حزب الحمامة" حلا سوى إصدار بلاغ يرد من خلاله على بلاغ "الميزان"، بعد أن سبق ذلك خروج عزيز أخنوش، الزعيم الجديد للتجمع الوطني للأحرار، بتصريح مباشرة بعد لقائه التشاوري مع عبدالإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، يؤكد فيه رفض حزبه الدخول في حكومة تتضمن أحزابا بزعماء يسهمون في إحداث أزمات، "خصوصا مع بلد جار"، في إشارة إلى شباط.

أحمد البوز، أستاذ القانون الدستوري في جامعة محمد الخامس في الرباط، شدد على ضرورة التمييز بين سلوك وموقف أمين عام حزب ورد الدولة عليه، مضيفا: "بالنسبة إليّ هو رد للدولة وموقع باسم الخارجية التي تحركت بعد إشارات الجهات العليا، ولا دخل للتجمع الوطني للأحرار فيه".

وعاد البوز إلى ما قاله حميد شباط حول موريتانيا، مؤكدا أنها "تصريحات ليست في محلها وستجلب للمغرب متاعب في ظروف حساسة تمر بها الصحراء"، مردفا بأن "رد الفعل العنيف، وبالطريقة غير المسبوقة التي تضمنها البلاغ، يأتي كمحاولة لرد الاعتبار للدولة الموريتانية، وليس من الضرورة أن المقصود بها هو حزب الاستقلال؛ اللهم بعد المصطلحات التي عادة لا تستعمل في مثل هذه البلاغات".

"أما الصراعات البينية الحزبية فتبقى عادية وتعكس تمرينا سياسيا يجب أن يكون داخل المشهد السياسي المغربي"، يؤكد الباحث السياسي ذاته، مضيفا: "تدهور العلاقات بين حزبي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار تحصيل حاصل؛ أما السؤال الجوهري فهو السبب الذي منع بنكيران من تشكيل حكومة بأغلبية تضم أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، مفضلا التشبث بالتجمع الوطني للأحرار".

واعتبر بن يونس المرزوقي، أستاذ القانون الدستوري في جامعة محمد الأول في وجدة، أن ما أثار الضجة بخصوص تصريحات حميد شباط هي الظرفية السياسية التي تمر منها العلاقات المغربية الموريتانية، وزاد: "يجب على الأحزاب السياسية أن تلعب دور الدبلوماسية الموازية؛ لكن تصريحات شباط سارت ضد هذا المنحى، ما جر عليه العديد من الانتقادات، خاصة أن الظرفية كانت حبلى بالمواضيع المرتبطة بالحدود المغربية الجنوبية".

واعتبر الباحث السياسي ذاته أن "تصريحات زعيم الاستقلاليين صبت الزيت على النار"، وأن "الظرفية السياسية الداخلية المتسمة في البلوكاج الحكومي دفعت بعض الأحزاب لاستغلال هذا الظرف"، مستطردا بأن "ما يقع سيكون له فعل إيجابي على الأحزاب لتكون أكثر حذرا مستقبلا في تعاملها مع القضايا المرتبطة بالسياسة الخارجية للمغرب، إذ إن الاحتقان السياسي ينقل صراعها نحو العلاقات الخارجية للمملكة"، على حد قوله.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة تكسير العظام بين الأحزاب المغربية تُقحم العلاقات الخارجية معركة تكسير العظام بين الأحزاب المغربية تُقحم العلاقات الخارجية



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 09:13 2023 الأحد ,12 شباط / فبراير

ملابس شتوية مناسبة للعمل

GMT 18:07 2022 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

سيارة جديدة تتحدى أحدث مركبات كيا وهيونداي

GMT 14:40 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

نيمار يفلت من غرامة قدرها 3 ملايين دولار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib