خبير مغربي يقارب فوضى التمثلات النفسية في زمن جائحة كورونا
آخر تحديث GMT 19:36:10
المغرب اليوم -
الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة ماكرون يدين الهجوم الروسي الذي شنه ليلاً على عدة مدن في أوكرانيا وبعلن لقاء زيلينسكي وستارمر وميرز في لندن يوم الاثنين تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تدريبات جوية صينية قرب أوكيناوا وحاملة لياونينج تعزز رسائل القوة في المحيط الهادئ مقتل 11 بينهم أطفال في حادث إطلاق نار يعمّق أزمة العنف المسلح في جنوب إفريقيا الاحتلال الإسرائيلي يداهم منازل في مدينة جنين وبلدة عرابة جنوبا المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال حركة حماس تصدر بيانا بشأن مقتل ياسر أبو شباب إستخبارات الحرس الثوري الإيرانية تفكك خلية تابعة لمجموعة خلق خططت لمهاجمة مراكز حكومية وأمنية وعسكرية في طهران
أخر الأخبار

خبير مغربي يقارب فوضى التمثلات النفسية في زمن جائحة كورونا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خبير مغربي يقارب فوضى التمثلات النفسية في زمن جائحة كورونا

علم النفس الاجتماعي
الرباط - المغرب اليوم

توترات فظيعة، وقطائع كبيرة، وتباعدات شتى، وارتجاجات في النفس والفكر، وتصدعات في الفهم والتأويل، وشدوه عام في كل مكان من هذه المعمورة.. تلكم سمات مطلع عام 2020، حسب خطري العياشي، الباحث المتخصص في علم النفس الاجتماعي، فالدول أوصدت مجالاتها الجوية والبحرية والبرية، وأوقفت الحركة فيما بين مدنها، وقيدتها ما بين قراها.

الناس أغلقوا منازلهم، يضيف العياشي، في مقالة  مسجلا أن الكل لاذ بالعزلة في حجراتهم، مساجد مقفلة ما عدا مآذنها، وكنائس سدت أبوابها وقرعت أجراس التوجس والخوف، وشوارع فارغة، ومدارس وجامعات غير مرحبة بمرتاديها إلى إشعار آخر، وأماكن التجمعات من مقاه ونواد وملاعب خاوية إلى أن يرتفع الداء.

مستشفيات مليئة بالمرضى، ترصد المقالة، ومستعجلات لا تنام وفرق طبية لا تكاد تجد طعم الراحة، ونفوس ترحل، وأخرى تشفى، وثالثة قد تصاب في مكان من هذا العالم الفسيح في أي لحظة أو هنيهة، كل هذا إلى أن يوجد الدواء، ويرتفع البلاء، وتعود الحياة إلى طبيعتها قبل كورونا، وينقشع ظلام أرخى بظلاله على أرجاء المعمورة وأرق الإنسانية جمعاء.

هذا وذاك، بعض ملامح واقع بات يبعث على الحيرة، ويدعو إلى التأمل والبصيرة، ومن باب الرأي وأمام هذه الجائحة أحببنا أن ندلو بدلونا حول موضوع بات في هذه الأزمة يولد علامات استفهام كبرى ويطرح نفسه بإلحاح، إن عالم التمثلات وكيفية اشتغالها أو كيف يصنع الناس تمثلاتهم في واقع أزمة كوفيد 19؟ يتساءل الدكتور المغربي.

كيف تتأقلم وتتكيف الذات مع نفسها في ظل توارد الأخبار وتناذر الأخطار حول ما بات يعرف بجائحة كورونا؟ وللإجابة عن هذا السؤال يحاول العياشي الاقتراب من عالم التمثلات في زمن كورونا، وما نسج من أفكار وما يروج من معتقدات وما بني من اتجاهات، وما تعدد من تفسيرات حول جائحة الفيروس التاجي كوفيد 19.

إن موضوع كورونا بات الشغل الشاغل اليوم للناس، حيث إجراء الحجر الصحي في المنازل وما يصاحبه على مستوى الحياة الذهنية لدى الأفراد من فوضى تعتري عالم التمثلات، وما يرافقه من خطر التأويلات الذي يولده متابعة الأخبار ورصد ما ينشر من أنباء، وترقب رزنامة مستجدات المصابين وأعداد الموتى وأرقام المتعافين.

وفي هذا السياق، سنتوقف في هذه المقالة عند نقطتين محوريتين: الأولى سنرصد فيها محتوى التمثلات (المعتقدات والاتجاهات، والآراء، والإيديولوجيات)، والنقطة الثانية سنحاول استجلاء علاقة هذه التمثلات بالحالة النفسية لدى الأفراد.

يعرف العالم اليوم وفي شتى أصقاعه، وفي معظم بقاعه، تحولات كبيرة تمس الحياة الذهنية للناس، حيث أمام فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة، انبنى عالم من التمثلات في أذهان الناس نستعرض بعضا منها على الشكل الآتي:

معتقدات حول فيروس كورونا: يعتبر الكثير من المسلمين أن كورونا جند من جنود الله، وهو رحمة للمؤمن وعذاب لغيره، وهو رسالة من الله إلى الناس أجمعين من أجل التوبة والأوبة إلى الله عز وجل. وأنه نتيجة طبيعية إلى ما وصل إليه البشر من طغيان وفساد، وظلم واستبداد.

أما المسيحية فتراه شر ولعنة، لأنه عمل بشكل مباشر أو غير مباشر يتسبب بالمعاناة أو بالموت. وفي الاتجاه نفسه يؤكد بعض رجال الدين اليهود أن كورونا علامة على ظهور المسيح وأنه انتقام من أفعال بعض البشر الشاذة، ويلاحظ أن القاسم المشترك بين هذه التأويلات هو أنها كلها تستند في منطلقاتها إلى أدلة نقلية من القرآن الكريم والسنة النبوية أو من التراث الديني المسيحي واليهودي.

اتجاهات الناس حول فيروس كورونا: تتباين اتجاهات الناس حول فيروس كورونا، إلا أننا يمكن أن نرصد قطبين تتأرجح بينهما اتجاهات الناس، حيث يشمل الاتجاه الاستعدادات العاطفية والمعرفية والسلوكية، فنجد أن فئة من الناس تعتبره فرصة إيجابية للجلوس مع الذات ومراجعتها وتقييم أفعالها وسلوكاتها وفرصة أيضا لكوكب الأرض حيث تعافى ثقب الأوزون بنسبة كبيرة، وقلت الانبعاثات الغازية الملوثة التي مصدرها المعامل والسيارات، وانتعشت حياة الحيوانات وقل الضجيج وتنفس الناس الصعداء من متطلبات الحياة وضغط الاستهلاك.

الفئة الأخرى التي ترى فيه عاملا سلبيا حيث الحجر الصحي وما يرافقه من حياة روتينية يملأها العنف والملل، ويسودها التنافر والتباعد، ويخيم عليها الجفاء العاطفي ويتسرب إليها الاحباط والضغط وانتظار المجهول، وترقب كل ما يدعو إلى القلق والرجفة، ومتابعة معاناة المصابين ومأساة المفجوعين في قريب أو صديق، وبالمجمل اتجاه يغلب عليه الشك وعدم اليقين.

إيديولوجيات في تفسير فيروس كورونا: ترصد في هذا الصدد مجموعة من الخلفيات الفكرية التي ترجع انتشار فيروس كورونا إلى نظرية المؤامرة لغاية في نفوس تريد قضاءها، أو حرب بيولوجية بغية بناء نظام عالمي جديد تسقط فيه دول وإمبراطوريات وتسود وتبرز فيه أخرى، أو أن السبب يرجع إلى إطلاق الجيل الخامس (G5) من الأنترنيت الذي تنبعث منه أمواج كهرومغناطيسية تتسبب في أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا.

أفكار أخرى ترجعه إلى أنه سلاح بيولوجي تُسَرع جهة ما انتشاره، وأن لقاحه موجود لكن لم يحن الوقت المناسب لكي يكون متاحا للجميع، وإيديولوجيا أخرى عكازها الحرب الكلامية والاقتصادية والمعلوماتية ما بين الصين وأمريكا حول مصدره وكيفية انتشاره.

وبالمجمل، فإن شح المعلومات وندرة التفسيرات الدقيقة لهذا الفيروس تولدت إيديولوجيات تتغذى من معارف جاهزة أحيانا (اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو طبية...)، وأحيانا أخرى تطبعها صبغة علمية، وحينا آخر يكون مصدرها أقرب ما يطلق عليها أنها أفكار ميتافيزيقية.

وسواء كان كورونا (كوفيد 19) قدرا إلاهيا أو مصدره حيوانا أو منبعه سلاحا بيولوجيا، يقول المتحدث، فإن الجميع يتفق على أنه جائحة جعلت العالم يدق ناقوس الخطر وينصب اهتمامه على الصحة العامة التي هي أساس جميع الخيرات بلا منازع في هذه الحياة.

جائحة جعلت رئيس الوزراء الإيطالي (حسب ما تم تداوله في الشبكات الاجتماعية) يقر بالعجز ويصرح بأنه “انتهت حلول الأرض والأمر متروك للسماء”، ودفعت الرئيس الأمريكي ترامب إلى إعلان الخامس عشر 15 مارس الماضي اليوم الوطني للصلاة في الولايات المتحدة الأمريكية؛ غير أن هناك من قلل من شأنها واعتبرها مجرد إنفلونزا بسيطة كما هو الشأن بالنسبة إلى الرئيس البرازيلي او الرئيس المكسيكي الذي صرح بأنه "إذا كنت قادرا ولديك الوسائل، استمر في إخراج عائلتك لتناول الطعام". كما استغلها آخرون للتشفي وصب جام غيظهم على "الأعداء"، ومثال ذلك تعليق الرئيس الزيمبابوي "الفيروس هو عمل من الله لمعاقبة الدول التي فرضت عقوبات علينا".

إذن، فوضى التأويلات وشح المعلومات هي التي جعلت هذا التشتت الكبير في الآراء وهذا التباعد الصارخ في الاتجاهات، وذلك التباين في الإيديولوجيات، الأمر الذي بدوره أثر على الحياة النفسية للناس في ظل أزمة كوفيد 19، حيث إن الحجر الصحي رافقته ظواهر نفسية ومشكلات سلوكية كبيرة، بسبب الانتقال إلى السجن الاختياري في المنزل والتباعد الاجتماعي والعاطفي غير المعتاد، والتدابير الاستثنائية وواقع الحياة الجديدة.

إلى جانب متابعة أخبار العالم والأحداث عن طريق عالم الشاشة والتواصل عبر العوالم الافتراضية، كل هذا كما أشرنا ولد عالما من التمثلات يجد فيه الفرد نفسه تائها ومسلما مصيره للمجهول، تمثلات قد تأخذ منحى سلبيا نتيجة فشل الفرد في فهم وضبط بيئته الاجتماعية، وذلك بسبب المعلومات المنتشرة حول فيروس كوفيد19 وأعراضه غير دقيقة الوصف، وظروف وطرق انتقاله التي لا تزال في خانة التدقيق، هذا فضلا عن تركيبته الجينية التي تظل في طور البحث والاكتشاف، ولقاحه غير المتاح إلى الآن؛ لكن انتشاره في استمرار والخوف والفزع والذعر من الإصابة به قائم في كل مكان، مما يجعل الإنسان غير قادر على استيعاب هذا الواقع الجديد، لأن نسق التمثلات السوسيوثقافية حول المرض والطب وعجز التكنولوجيا في مرحلة التغير والتحول.

وفي هكذا ظروف، خاصة في تواتر الأحداث الصادمة، وتزايد المنعطفات المربكة، يجد الإنسان نفسه عرضة للأمراض النفسية التي قد لا يرجى برؤها حتى بعد انجلاء معركة وحرب العالم ضد الفيروس التاجي كوفيد 19. فالطبيب يحتاج إلى الدعم النفسي، وكذلك المريض والمعافى، والأمر أيضا يسري على الذي يترقب في الحجر الصحي سواء كان كبيرا أو صغيرا، الشيء الذي يستدعي بإلحاح من الدول تشجيع البحوث النفسية بالتوازي مع الجهود العلمية، وذلك من أجل فهم حال النفس الإنسانية في زمن الارتجاجات والتنبؤ بمآل ترسباتها واقتراح الحلول والتوصيات من أجل التعايش مع الذات والتصالح الداخلي في زمن اللايقين، واكتساب مناعة سوسيومعرفية من أجل الحفاظ على التوازن الفكري والنفسي والعاطفي والاجتماعي، بهدف تجاوز الأزمات والحفاظ على هوية موحدة للذات.

قد يهمك أيضَا :

خبير مغربي يُؤكِّد على أن نشر فيديوهات العنف الجسدي والجنسي "جريمة خطيرة"

خبير مغربي يفوز بالميدالية الذهبية لـ"الفاو" لجهوده في تطوير زراعة النخيل دوليًا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبير مغربي يقارب فوضى التمثلات النفسية في زمن جائحة كورونا خبير مغربي يقارب فوضى التمثلات النفسية في زمن جائحة كورونا



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 11:51 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية
المغرب اليوم - فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

GMT 12:46 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما
المغرب اليوم - تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما

GMT 16:54 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
المغرب اليوم - تقرير يكشف أن

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 17:35 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 04:00 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

ملابس محجبات باللون الأسود لإطلالات متنوعة

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 21:01 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يهزم بني ملال في الدوري المغربي

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الفيصلي يقترب من تمديد إعارة الدولي العرسان

GMT 01:18 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

الأظافر تحدد ملامح شخصيتك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib