تظاهرات حاشدة تعم شوارع الجزائر لإبقاء جذوة الاحتجاجات الشعبية
آخر تحديث GMT 00:46:49
المغرب اليوم -

تظاهرات حاشدة تعم شوارع الجزائر لإبقاء جذوة الاحتجاجات الشعبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تظاهرات حاشدة تعم شوارع الجزائر لإبقاء جذوة الاحتجاجات الشعبية

تظاهرات الجزائر
الجزائر - المغرب اليوم

خرج الجزائريون، الجمعة، في مسيرات حاشدة قبل يوم من ذكرى مرور عام على حراكهم الشعبي، لإبقاء جذوة الاحتجاج غير المسبوق حيّة بعد إرغام عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة عقب 20 عامًا من الحكم؛ لكن دون النجاح في تغيير "النظام" الحاكم منذ الاستقلال.

في العاصمة، احتشد المتظاهرون بأعداد كبيرة بعد الظهر، فغصت بهم شوارع رئيسية عديدة في وسط المدينة، وفق مراسلي فرانس برس. وتفرق المتظاهرون عند العصر بهدوء.

وفي غياب تعداد رسمي أو مستقل، يصعب تقدير عدد المتظاهرين؛ لكن المسيرات الضخمة بدت قريبة من كبرى تظاهرات الحراك، الذي انطلق في 22 فبراير 2019.

وفي الجمعة الثالثة والخمسين للحراك، قال المتظاهرون بصوت واحد، وبعضهم وصل مع أبنائهم، "لم نأت لنحتفل، بل جئنا لإزاحتكم" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"العصابة يجب أن ترحل".

ورفع مشاركون أعلاماً أمازيغية عادت إلى الظهور، بعد أن منعها الجيش في المواكب وسُجن بسببها مئات المتظاهرين خلال الأشهر الماضية.

ونظمت مسيرات ضخمة كذلك في وهران وقسنطينة وعنابة، وهي أكبر المدن من حيث عدد السكان بعد العاصمة، وفي مدن أخرى في الولايات، وفق ما ذكرت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار.

"تجديد المطالب"

وعلى الرغم من حواجز التفتيش عند مداخل العاصمة، تمكن جزائريون من الولايات من الانضمام إلى المتظاهرين في العاصمة؛ مثل بشير، البالغ من العمر 50 عاماً القادم من عين الدفلى على بعد 150 كلم والذي قال إنه أتى من أجل "الاحتفال بالذكرى الأولى للحراك وتجديد مطالب الاحتجاج".

بدأ الحراك قبل عام، عندما خرج آلاف من الجزائريين الذين كانوا يعدون غير مسيسين ومستسلمين للأمر الواقع يوم الجمعة في 22 فبراير في مسيرات عارمة، ضد ترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي كان مشلولا وعاجزا عن الكلام، لولاية خامسة.

وبعد أقل من ستة أسابيع من الاحتجاجات والمسيرات الأسبوعية، دفعت الأعداد المتزايدة قيادة الجيش، عماد النظام، إلى مطالبة بوتفليقة بالاستقالة؛ وهو ما حصل في 2 أبريل.

غير أن رئاسة أركان الجيش، التي باتت تمسك فعلياً بزمام الأمور، شطبت بجرة قلم مطالب الحراك بشأن تغيير "النظام" وشنت حملة اعتقالات لمسؤولين ومتظاهرين.

وفي حوار أجراه مساء الخميس مع عدد من وسائل الإعلام المحليّة، وجه الرئيس عبد المجيد تبون، الذي كان مقربا من بوتفليقة وانتخب في دجنبر في اقتراع شهد مقاطعة واسعة، تحية إلى الحراك الذي أوقف "انهيار الدولة الجزائرية". وقال إنه سيعمل على تلبية "كل مطالبه".

لكن نشطاء وفعاليات قريبة من الحراك دعت في "بيان 22 فيفري"، الذي نشروه الخميس ووزع الجمعة على المتظاهرين، إلى "مواصلة التعبئة" وأشاروا إلى أن شعاراتهم كانت دوما راهنة: "يتنحاو قاع" (أن يرحلوا جميعا) تعبر عن "إرادة القطيعة مع المؤسسات الحالية من حيث مكوناتها وأداؤها وممارساتها ومخرجاتها" وعن "رفض الشعب إسناد مسار التغيير إلى السلطة القائمة".

ويدين البيان أيضا تواصل "الضغوطات والقيود" على الصحافيين والنشطاء والمتظاهرين، ويذكر بأن الجزائريين يريدون "أن يُحكم البلد ويسيّر في ظل الشفافية والوضوح".

وشدد البيان على أن الشعب يريد "مسؤولين يخضعون للمساءلة، وقضاء مستقلا وبرلمانا شرعيا لا يكون فقط غرفة تسجيل".

معطيات جديدة

وقالت داليا غانم، الباحثة في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، "لقد عاد الجنود إلى ثكناتهم، والمدنيون في السلطة، وبالتالي هناك واجهة دستورية وديمقراطية؛ ولكن في الواقع هذا هو بالضبط ما كانت عليه الأمور عليه من قبل. تبون ليس سوى الواجهة المدنية للنظام الذي يتحكم فيه العسكر".

وتابعت: "إن قدرة النظام على التبديل دون تغيير وصموده سيتعرضان للاختبار السنوات المقبلة".

وتبين تعبئة الجمعة أن الحراك لا يزال حياً؛ ولكنه بلا قيادة ولا هيكل منظم وهو يدخل عامه الثاني، ما قد يدفع الى إعادة التفكير في منهجه حتى لا يصاب بحالة انهاك.

فهل عليه أن يقبل "اليد الممدودة" التي قدمها الرئيس تبون مع ما يمثله ذلك من خطر ابتلاعه من قبل النظام؟ هل ينبغي عليه تنظيم نفسه للمشاركة في الانتخابات المقبلة، مع احتمال ظهور انشقاقات داخله؟

وفي جميع الأحوال، لقد نجح الحراك في تغيير اللعبة السياسية بعد 20 عامًا من رئاسة بوتفليقة، شهدت خلالها إغلاقا محكما، وتم إحباط المعارضة الحقيقية بشكل ممنهج، أو عرقلتها، أو تكميمها

واعتبرت غانم أن الحراك وحّد الجزائريين الذين تجاوزوا اختلافاتهم الثقافية واللغوية، وأعلن ظهور "جيل جديد على درجة عالية من التسيّس ويعرف ما يريد".

كما نجح الحراك بسلميته في تفادي "مواجهة دامية أو قمع وحشي"، كما أشارت المؤرخة كريمة ديريش، مديرة البحوث في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا.

وستسمح هذه السنة الثانية، كما قالت ديريش، للجزائريين بشكل جماعي في تحديد ما يريدونه بخصوص حاضرهم ومستقبلهم. وسيستغرق ذلك الوقت اللازم".

قد يهمك أيضا" :

شرطي يحاول الانتحار من فوق بناية أمنية ومديرية الأمن تكشف تفاصيل الواقعة

سرقة محتويات سيارات توقع بشابّين في قبضة الأمن

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تظاهرات حاشدة تعم شوارع الجزائر لإبقاء جذوة الاحتجاجات الشعبية تظاهرات حاشدة تعم شوارع الجزائر لإبقاء جذوة الاحتجاجات الشعبية



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة

GMT 06:55 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

تعرف على بطلة "التسجيل السري" الجديدة لترامب

GMT 14:52 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس ينعى وفاة الدولي السابق حميد العزاز

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 09:57 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مهندس معماري تشيلي يفوز بجائزة «بريتزكر» العالمية

GMT 03:19 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

هيلاري كلنتون تشارك في تحرير عدد كانون الأول من مجلة فوغ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib