الرباط - رضوان مبشور
دعت بعض المنظمات المدنية والحقوقية والحزبية في المغرب، إلى الخروج في مسيرة حاشدة، الأحد المقبل، في العاصمة الرباط للتنديد بأحداث العنف التي تحدث في مصر، أمام صمت الحكومة المغربية التي لم تصدر أي بيان حتى الساعة لإبداء وجهة نظرها أمام ما يحدث في مصر، بينما أصدرت الخارجية المغربية بيانًا متحفظًا عبرت من خلاله عن تأسفها للخسائر في الأرواح، ومن المرتقب أن تخرج إلى مسيرة الأحد، بعض تنظيمات لها وزنها وثقلها على مستوى المسيرات والاحتجاجات، أبرزها جماعة "العدل والإحسان" المحظورة، وحزب "العدالة والتنمية" الإسلامي الحاكم، وحركة "التوحيد والإصلاح"، بالإضافة إلى "المبادرة المغربية للدعم والنصرة"، و"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، وتنظيمات حقوقية ومدنية أخرى، واتخذت لها شعار "مغاربة ضد الانقلاب الدموي .. ضد المجازر بحق الشعب المصري".
وأصدرت التنظيمات المذكور بيانًا مشتركًا أكدت من خلاله أنه "أمام المجازر الوحشية التي ترتكبها السلطات الانقلابية الحاكمة بحق المتظاهرين والمعتصمين السلميين في القاهرة و في مدن وحواضر مصر، وتعبيرًا من الشعب المغربي عن رفضه وإدانته لمسلسل التقتيل المستمر، فإنه تقرر أن تخرج، الأحد، مسيرة وطنية في الرباط، ستنطلق من باب الأحد في اتجاه ساحة البرلمان للتنديد بالمجزرة التي ترتكب في مصر، وبالانقلاب العسكري".
ووجه رئيس حركة "التوحيد والإصلاح"، محمد الحمداوي، نداءًا من أجل المشاركة المكثفة في المسيرة الشعبية للتنديد بما سماه الانقلاب الدموي في مصر تحت شعار "مغاربة ضد الانقلاب الدموي .. ضد المجازر بحق الشعب المصري".
وجاء في نداء الحركة أنه "تفاعلاً مع التطورات الخطيرة التي تشهدها مصر الشقيقة، بعد الانقلاب العسكري على الشرعية الديمقراطية ونتائج الانتخابات، وبعد المنحى الدموي الخطير الذي انزلقت إليه سلطات الانقلاب ضد المعتصمين السلميين الرافضين للانقلاب، في محاولة مجنونة لمصادرة حقهم في التعبير، بل وحقهم الحياة، واستكمالاً لمختلف الفعاليات التي نظمها الشعب المغربي في العديد من المدن المغربية، للتضامن مع الشعب المصري الشقيق في نضاله السلمي لاسترجاع الشرعية الديمقراطية، فإن حركة التوحيد والإصلاح تدعو جميع أعضائها والمتعاطفين معها وعموم الشعب المغربي إلى المشاركة بكثافة في المسيرة الشعبية التي ستنظم يوم الأحد 18 آب/أغسطس 2013 في الرباط، انطلاقًا من باب الأحد في اتجاه ساحة البرلمان ابتداء من الساعة العاشرة صباحًا للتنديد بالانقلاب العسكري الدموي وبالمجازر التي ترتكبها سلطات الانقلاب في حق الشعب المصري الشقيق، والتعبير عن الدعم والمساندة للصامدين المطالبين بالعودة إلى الشرعية الديمقراطية"
وانتقدت مجموعة من الأصوات المغربية الصمت غير المفهوم وغير المبرر "لرئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أمام الأحداث المروعة التي تهز مصر ويصل صداها إلى أرجاء العالم كافة.
وأشارت بعض المصادر المقربة من رئيس الحكومة المغربية لـ"المغرب اليوم" أن "عبد الإله بنكيران تحاشى في الآونة الأخيرة أن يعلق مع مجريات الأحداث المتسارعة بمصر أو أن يصدر بيانا باسم الحكومة، حتى يتجنب الاصطدام مع الموقف الرسمي للدبلوماسية المغربية الخارجية، والتي يتحكم فيها القصر والمحيط الملكي".
وأصدرت وزارة الخارجية المغربية في وقت سابق بيانًا متحفظًا، قالت من خلاله إن "المملكة المغربية تعبر عن تأثرها وانزعاجها وتأسف للخسائر في الأرواح"، دون أن تحدد موقفًا واضحًا مما يحدث في مصر".
وقال رئيس فريق "العدالة والتنمية" في مجلس النواب المغربي عبد الله بوانو في تصريح لجريدة "أخبار اليوم" المغربية إن "بشاعة مجزرة فض اعتصامي ميداني النهضة ورابعة العدوية تتطلب تفاعلاً جديًا من الحكومة والبرلمان"، وأكد أنه "لا يعقل أن تتحرك الحكومة في قضية مالي ولا تحرك ساكناً إزاء مجزرتي النهضة ورابعة العدوية".
ودعى بوانو مختلف الفرق النيابية المشكلة لـ"مجلس النواب المغربي" لاتخاذ مبادرات مشتركة، والدعوة إلى عقد دورة استثنائية وعقد جلسة خاصة، وإصدار بيان باسم مجلس النواب، والتحرك الدبلوماسي من خلال اللجان البرلمانية ومجموعات الصداقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر