واشنطن - يو.بي.آي
طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس تأجيل التصويت على قرار توجيه ضربة عسكرية ضد سورية، لإعطاء فرصة للمبادرة الروسية ، وذلك بالرغم من قوله انه من المبكر الجزم بنجاحها.
وفي خطاب وجهه الى الشعب الأميركي مساء الثلاثاء بتوقيت الولايات المتحدة شدد أوباما على انه لطالما فضل الحل الدبلوماسي، وانه لاحظ في الأيام الماضية وجود إشارات إيجابية في هذا المجال، لكنه قال ان "الجزم بنجاح الاقتراح الروسي حول إخضاع الأسلحة الكيميائية السورية لرقابة دولية مبكر، ولا بد لأي اتفاق أن يتأكد من وفاء نظام الأسد بالتزاماته".
إلا انه أقر بأن هذه المبادرة تملك القدرة على إزالة تهديد الأسلحة الكيميائية من دون استخدام القوة، خصوصاً لأن روسيا هي واحدة من أقوى حلفاء الرئيس السوري.
وقال أنه طلب من الكونغرس تأجيل التصويت على قرار بشأن القيام بتحرك عسكري ضد سورية، حتى يأخذ الحل الدبلوماسي مجراه.
واستنكر أوباما الهجوم الكيميائي في سوريا، قائلا ان الوضع في سورية تغير منذ حصول الهجوم في 21 آب/أغسطس 2013.
وأكد ان الإدارة الأميركية تعلم بأن الأسد يقف وراء ذاك الهجوم، متهماً القوات السورية بالتجهيز "لما حصل وتوزيع أقنعة الغاز، ومن ثم ضرب أحد معاقل المقاتلين السوريين خارج دمشق".
واعتبر انه عندما يرتكب الديكتاتور جرائمه الوحشية فهو يعتمد على ان العالم يغض النظر إلى ان تمحى الصور المريعة من الذاكرة.
وشدد الرئيس الأميركي على ان ما يحصل في سورية الآن يشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي، وانتهاكاً للقانون الدولي.
ورأى ان "الفشل في وقف استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري سيشجع إيران ويقويها، وهذا ما يجب أن يقرر إن كان لا بد من تجاهل القانون الدولي من خلال بناء سلاح نووي أو سلوك المسار السلمي".
وأردف ان النظام السوري انتهك أبسط قواعد الحرب، وقال ان الحقائق واضحة أمام الجميع، ولا يمكن تجاهلها، وأن السؤال اليوم هو ما ستفعله الولايات المتحدة تجاه ما حصل.
لكنه أوضح ان الهدف الرئيسي من أي هجوم عسكري على سورية هو ردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية.
وإذ لفت أوباما إلى ان فكرة الحرب بعد ما حصل في كل من أفغانستان والعراق لم تعد مرغوبة من الأميركيين، شدد على ان أقدام الجنود الأميركيين لن تطأ الأراضي السورية، ولن تدخل واشنطن في حرب بلا نهاية.
وقال أوباما إنه سيعمل مع قادة كل من فرنسا، وبريطانيا، والصين، وروسيا على مشروع قرار دولي يفرض على الأسد تسليم أسلحته الكيميائية.
وإذ أشار إلى ان الجيش الأميركي في وضع "استعداد" لفرض أي ضغط على نظام الأسد، شدد على ان رسائل التنديد الدولية بما يجري في سورية غير كافية.
وأوضح ان النظام السوري لا يملك القدرة على تهديد الجيش الأميركي بشكل جدي، كما أكد ان إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها باستخدام قوتها الكبيرة، وبمساعدة الولايات المتحدة .
وحذر من ان تنظيم "القاعدة" سيصبح أقوى في حال استمر العالم بصمته حيال قتل الأبرياء بغاز سام في سورية.
ووافق الرئيس الأميركي على ما كتبه البعض إليه بأنه لا يفترض بأميركا أن تكون "شرطي" العالم، ولكنه أشار الى ان أمورا رهيبة تحصل في العالم، مشددا على انه بجهد بسيط يمكن للولايات المتحدة أن توقف قتل الأطفال بالغازات السامة، وتجعل الأطفال أكثر أماناً على المدى الطويل "لذا أعتقد انه لا بد من التصرف وهذا ما يجعل من أميركا مختلفة واستثنائية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر