تونس ـ أزهار الجربوعي
اتهم مفتي الديار التونسية الدكتور حمدة سعيد، الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، بالوقوف وراء انتشار "الإرهاب والتشدد الديني".
وقال سعيد، "إن الإرهاب دخل تونس يوم أباح الحبيب بورقيبة الإفطار في رمضان، ونزع الحجاب عن المرأة، وهو ما دفع الشباب التونسي المُتعطِّش إلى دينه إلى اللجوء إلى الفضائيات الأجنبية، وبعض رجال الدين المتشدّدين، الذين صدّروا له فكرة مغلوطة ومغالية عن الإسلام"، على حد قوله.
وانتقد مفتي تونس، إغلاق أبواب جامع الزيتونة المعمور من قِبل الرئيس الراحل بورقيبة، مشيرًا إلى أن "تونس تنتمي إلى الإسلام الزيتوني الوسطي المعتدل، المُشبّع بقيم التسامح، وأن التشدد والتطرف غريب عنها"، داعيًا الأحزاب السياسية، سواء من فريق الحكومة أو المعارضة، إلى توحيد الصفوف ونبذ الفرقة، لهدف بث رسائل طمأنة إلى الشعب التونسي، معربًا عن أمله بأن يصل الحوار الوطني الذي سينطلق الأربعاء المقبل، إلى وفاق حقيقي، من شأنه أن يقطع الطريق أمام "الإرهاب وأعداء تونس".
وتوقّع مراقبون، أن تُثير تصريحات مفتي الديار التونسية حملة انتقادات ضده، خصوصًا أن الكثير من أطياف الشعب التونسي والأحزاب السياسية تتبنى فكر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وتعتبره الأب الروحي، وتؤكد أنه صاحب الفضل في تقدّم تونس، وفي تمكين المرأة التونسية من سقف مرتفع من الحرية لم تنله نظيراتها في المنطقة العربية والأفريقية، إلا أن شقًا آخر من التونسيين يرون أن قمع الحريات الدينية في عهد بورقيبة، والذي تواصل مع المخلوع زين العابدين بن علي، ولا سيما أن قرار غلق جامع الزيتونة الذي كان قِبلة لطلبة العلوم الشرعية من دول العالم كافة، على غرار الأزهر الشريف في مصر، قد دفع بالشباب التونسي إلى مغامرات مجهولة نحو بعض القنوات الفضائية والأئمة الأجانب المتطرّفين، الذين صدّروا لهم أفكارًا مشوّهة عن الإسلام والجهاد، بسبب سياسة تجفيف المنابع في تونس، والتضييق على المساجد وأئمة الدين المعتدلين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر