تونس ـ أزهار الجربوعي
يعقد رؤساء الأحزاب التونسيّة المُشاركة في الحوار الوطنيّ، ظهر الإثنين، اجتماعًا لمناقشة آلية حجب الثقة عن الحكومة المقبلة، وفق ما تنص عليه خارطة طريق الحوار الوطني بقاعدة الثلثين، وسط تحفّظ حزب "النهضة" الإسلاميّ، فيما اعترف رئيس الحركة صاحبة الغالبية البرلمانيّة راشد الغنوشي، بارتكاب أخطاء خلال تولي الحزب الحُكم، على رأسها تأخير المُحاسبة وتأجيل الانتخابات.
وقد اتفقت الأحزاب المُشاركة في الجلسة العامة للحوار الوطنيّ، على عقد اجتماع طارئ بين رؤساء الأحزاب، ظهر الإثنين، للتوافق بشأن آليات سحب الثقة من الحكومة بالثلثين، وللنظر في الأحكام الانتقاليّة المتعلقة بالانتخابات، تطبيقًا لما تنص عليه خارطة الطريق، وسط تحفّظ حركة "النهضة" على إجراء حجب الثقة من الحكومة المقبلة بالثلثين، حيث تعتبر أن المجلس التأسيسيّ الذي تسيطر على غالبيته، لابد أن يكون الضامن والمرجع والمراقب لآداء حكومة مهدي جمعة المقبلة، التي ستتولى الإشراف على ما تبقى من مرحلة الانتقال الديمقراطيّ وتنظيم الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة المقبلة، في حين يؤكد الرباعي الراعي للحوار، أنه لا مجال لتأويل أو تغيير خارطة الطريق.
وطالب الأمين العام لاتحاد الشغل الراعي للحوار الوطني حسين العباسي، الحكومة المقبلة، بحلّ روابط "حماية الثورة"، وهو تنظيم جمعياتي محسوب على الشق الإسلاميّ، مُحمّلاً إياها مسؤولية العنف وتهديد نقابيين وسياسيين.
وقال العباسي، "إن 4 أيام على أقصى تقدير، تفصلنا على تنفيذ بنود خارطة الطريق"، مُنتقدًا تواصل التجاذب السياسيّ، الذي من شأنه "تعكير صفو الحوار الوطنيّ، وتغذية الأزمات وتُجّار الموت".
واعترف الغنوشي، بأن "النهضة" أخطأت في تأخير ملفات العدالة الانتقاليّة والمُحاسبة وتأخّر الانتخابات، مشيرًا إلى أنه كان من المُفترض أن يهتم المجلس التأسيسي بالدستور فقط، لا مُحاسبة الحكومة وتشريع القوانين، فضلاً عن تعثّر خُطط وبرامج التنمية، مُعربًّا عن أسفه لقرار حلّ حزب الرئيس السابق زين العابدين بن علي "التجمّع الدستوريّ الديمقراطيّ"، وذلك حتى يتم هزيمته خلال الانتخابات، على حدّ قوله.
وتعقيبًا على الاحتجاجات الرافضة للوضع الاجتماعي في تونس، اعتبر رئيس حركة "النهضة"، أن هذه الأصوات تمثّل احتجاجًا على الحاضر، وليس حنينًا إلى الماضي، مؤكّدًا أن "حزبه سيحافظ على تجربة الائتلاف بين الإسلاميين والعلمانيين المعتدلين، إذا ما نجح مُجدّدًا في الوصول إلى السلطة، من دون أن يستبعد فرضية التحالف مع حزب "نداء تونس"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي، رغم أن غالبية قواعد "النهضة" وقياداته، تُعارض التقارب مع الحزب، وتعتبره "أحد أوجه النظام السابق"، فيما أشار الغنوشي، إلى أن "تغيير موقفه من حزب (نداء تونس) كان لمصلحة الوطن، وليس تنازلاً من حركة (النهضة)".
ويؤكد مراقبون، أن حزب "النهضة" الإسلاميّ وجد نفسه مُجبرًا على التحالف مع ألدّ خصومه السياسيين، وهو حزب "نداء تونس" المُعارض، لتفادي سيناريو شبيه بما واجهه إسلاميو مصر خصوصًا عقب الانتكاسة السياسيّة التي عاشتها البلاد باغتيال المُعارض محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو 2013.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر