الرباط - المغرب اليوم
أجمعت العديد من التحليلات الإعلامية الدولية على أن زيارة الملك محمد السادس لدولة مالي، والتي تعد الثانية من نوعها في ظرف خمسة أشهر فقط، ليست زيارة عادية تدخل في سياق زيارة رئيس دولة لدولة صديقة من أجل تطوير العلاقات الثنائية، بل تحمل في ثناياها حمولات سياسية وأمنية ذات دلالات هامة بالنسبة للمغرب ومالي ومنطقة الساحل.مجلة "جون أفريك" الفرنسية أكدت أن الدبلوماسية المغربية تسعى جادة لوضع المملكة في قلب منطقة الساحل الإفريقي، لهدفين رئيسيين، الأول يتمثل في "البريستيج" السياسي، والثاني يرتبط بالعوامل الأمنية بالنظر إلى التهديدات الناجمة من تلك المنطقة الشائكة.وأفادت المجلة الفرنسية، في تحليل لها نشرته أمس، بأنه إذا كان الهدف من الدبلوماسية المغربية إزاء دولة مالي هوة الضرب بقوة فإن هذه الغاية قد تحققت، باعتبار الصورة ـ الصدمة التي جمعت بلال أغ الشريف زعيم حركة أزواد إلى جانب الملك محمد السادس قبل أيام في مسجد الكتبية بمراكش.
وتابع المصدر ذاته بأن ذلك الاستقبال كان مؤشرا قويا يحمل دلالات كبيرة، باعتبار أن تشييد مسجد الكتبية يعود إلى السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين، وهو الذي تمتد جذوره إلى الجنوب الشرقي الصحراوي بالنسبة لثقافة الرحل، حيث إنه بعد أزيد من 900 سنة من بناء ذلك المسجد، يشهد أيضا العلاقة بين المملكة الشريفة والساحل أرض الدول الأمازيغية المغربية".وأردفت المجلة بأنه جاء تبرير "صدمة" الصورة تلك بين العاهل المغربي وزعيم أزواد، بعبارات جافة من قبيل "اهتمام المغرب بالحفاظ على الوحدة الترابية واستقرار مالي"، و"الإرادة الراسخة للوصول إلى حل للأزمة المالية"، وغيرها من عبارات لغة دبلوماسية تتوخى تبديد أي سوء فهم من هدف الوساطة المغربية لحل المشكل المالي".وكشف المصدر الإعلامي أن لقاء الملك محمد السادس بزعيم الحركة الوطنية لتجرير الأزواد، بلال أغ الشريف، جاء بعد "ضوء أخضر" من طرف الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، حيث كان توافق في الرباط كما في باماكو لعقد ذلك اللقاء الاسثنائي".وذهبت المجلة إلى أن المغرب يشعر بأنه معني بالمسألة الأمنية التي تهدد أبوابه، حيث إن "طيلة سنوات خلت تضاعفت الاحتياطات ضد تزايد وتنامي العصابات الإرهابية التي تعتمد على الاتجار في الممنوعات، من قبيل الاتجار في البشر أو في المخدرات الصلبة، وأيضا ضد الهشاشة السياسية لهذه الدول" وفق إفادة محمد بنمحو رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية في تصريح لـ"جون أفريك".
"نقل عن و م ع"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر