فاس- حميد بنعبد الله
نجا أكثر من 65 عامل بناء، ظهر السبت، من موت محقّق بعد انهيار عمارة سكنيّة في ملكيّة الأحباس، تقع بين ملتقى شارعي الجيش الملكي ونهرو وزنقة مليلية في حي حمرية في مدينة مكناس المغربيّة، جراء أعمال عشوائية لإقامة مشروع تجاري، مما كاد يؤدّي إلى كارثة إنسانيّة لولا العناية الإلهيّة.وقرّر والي جهة مكناس تافيلالت، الذي حضر إلى عين المكان دقائق بعد الانهيار الذي لم يخلّف خسائر في الأرواح، إخلاء العمارة التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1929 على عهد الحماية الفرنسيّة للمغرب، من قاطنيها احتياطيا ريثما يتم تشكيل لجنة فنية لمعرفة درجة خطورتها، من قبل مكتب مغربي مختص للدّراسات.وقالت المصادر إن 7 عمال فقط أصيبوا في الحادث ونقل بعضهم إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس في المدينة، بعدما غادر باقي زملائهم القبو خوفا على أنفسهم لانتباههم إلى تطاير الإسمنت من سقف الطابق السفلي للعمارة التي لها 3 أبواب مفتوحة على الشارعين والزنقة المذكورة، ما جنّب الجميع كارثة إنسانية.وأكدت أنّ شركة للمتاجر الراقية، قامت بتأجير الطابق السّفلي للعمارة المكوّنة من 43 شقة ومتاجر، وشرعت في أعمال إعادة ترميمه استعدادا لافتتاحه أمام الزبائن، قبل أن تقع هذه الكارثة في الواحدة والنصف ظهرا، إثر انهيار شرفات في الطّابق الأوّل مطلّة على القبو، بسبب هشاشة أساساتها ووجود تصدّعات في البناية.وعزت سبب الانهيار إلى تصدّع دعامات القبو، فيما خلّف الحادث موجة من الرّعب في صفوف عمال البناء الذين كانوا يباشرون عملهم قبل أن يشعروا بتداعي البناء الذي تم تجديده على دعامات قديمة تعود إلى أكثر من 84 عاما، مشيرة إلى أن الإصابات شملت مُسنّين يعانون من صعوبات صحّيّة بسبب تداعيات الصّدمة.وطوّق رجال الأمن والقوّات المساعدة الموقع فور تبليغهم بالحادث، في الوقت الذي حضرت فيه مختلف الأجهزة الأمنية والسّلطة ووالي الجهة، لمعاينة مخلّفاته، فيما تم تكليف عشرات أفراد الوقاية المدنية بالبحث في الأنقاض عن ضحايا ومنكوبين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر