الرباط - المغرب اليوم
يعيشُ مئاتٌ من أفراد الجالية المغربيّة في إسبانيا، منذ شهور، تحتَ وطأة معاناةِ رفْض تجديد أوراق إقامتهم، من طرف المندوبيات الإسبانية الخاصّة بتجديد أوراق الإقامة، رُغم أنّ منهم من قضّى في إسبانيا أكثر من عشر سنوات.ويأتي رفض السلطات الإسبانية تجديدَ أوراق إقامة المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا، في ظلّ الإجراءات التي اعتمدتْها الجارةُ الشمالية في حقّ المهاجرين المقيمين على أرضها، بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفتْ بها.
وتُبرّرُ مندوبيات تجديد أوراق الإقامة قرارَ رفضها تجديد أوراق إقامة المهاجرين المغاربة، بداعي أنّهم مكثوا في المغرب مُدّة أطوَلَ ممّا ينصّ عليه قانون إسبانيّ يهمّ مجال الهجرة، كان مُجمّدا وتمّ اللجوء إليه بعد الأزمة الاقتصادية التي طالت إسبانيا.ويفرض القانون على المهاجرين المقيمين على التراب الإسباني الحاصلين على بطاقة إقامة من سنتين عدم قضاء أكثر من ستة شهور في بلدانهم الأصلية، وعشْرة أشهرٍ بالنسبة للمهاجرين الحاصلين على بطائق إقامةٍ من خمسِ سنوات.
غيْرَ أنّ قرارَ رفض تجديد أوراق الإقامة، يستهدفُ المهاجرين المغاربة المقيمين على التراب الإسباني فقط، حسب إفادة أحد المهاجرين المغاربة المقيمين في الجارة الشمالية، موضحا أنّ هناك حالاتٍ لمغاربةٍ يعانون الأمرّين جرّاءَ هذا القرار يُقدّرون بالمئات.وبصوْتٍ يملؤه الرجاءُ، قادمٍ من مدينة مالقا الاسبانية، طالبَ محمد، من خلال اتصال هاتفي مع هسبريس، الحكومة المغربية بالتدخّل العاجل لدى نظيرتها الإسبانية، لوضعِ حدّ لمعاناة مئات المهاجرين المقيمين على التراب الإسباني.
وأوضح محمد في هذا الصدد، أنّ القنصليات المغربيّة بإسبانيا تقوم بمنْح جوازات السفر للمغاربة المقيمين هناك، من أجل تسهيل تجديد أوراق إقامتهم، غيْر أنّ مندوبيات تجديد الأوراق تتّصلُ بشرطة الحدود، للحصول على معلومات حول المُدّة التي قضّاها المهاجر الراغب في تجديد أوراق إقامته في المغرب.
وتابَع المتحدّث أنّ مندوبيات تجديد أوراق الإقامة تعتمد على المعلومات التي تدلي بها شرطة الحدود، ومن ثمّ ترفض تجديد أوراق كلّ من تجاوز المُدّة المسموح بها في المغرب، عْلما –يردف محمد- أنّ المغاربة الذين يغادرون إسبانيا يفعلون ذلك بعد أن اشتدّت الأزمة الاقتصادية، ولم يعودوا يجدون فرصا للعمل.
ولا تستثني مندوبيات تجديد أوراق الإقامة الإسبانية حتى النساء اللواتي لهنّ أطفالٌ يدرسون في المدارس الإسبانية، ويحكي محمد، في هذا الصدد، أنّ صديقا له رُفض طلبُ زوجته تجديد أوراق إقامتها، بعد عودتها من المغرب، رغم أنّها أقامتْ في إسبانيا لمدّة خمس سنوات.
ويحكي محمّد، الذي وصف قرارات رفْض مندوبيات تجديد أوراق الإقامة للمهاجرين المغاربة بـ"الهجمة المسعودة"، وهو واحدٌ من الذين يعانون من هذا القرار، رغم أنه قضّى بإسبانيا أزيد من عشر سنوات، أنّ مئات من المغاربة المقيمين في إسبانيا صاروا بدون وثائق إقامة.
وناشدَ محمد، نيابة عن مئات المغاربة الذين يُعانون من ويلات عدم تجديد أوراق إقامتهم الحكومة والسلطات المغربيّة بالتدخّل العاجل لدى الحكومة الإسبانية، "لرفع الحيْف والقهر عن مواطنيها الذين يعانون أصلا، ولا يستطيعون تحمّل المزيد"، يختمُ محمد مناشدته للسلطات المغربية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر