تلوح في الأفق الإسرائيلي "انتخابات مبكرة" على وقع فشل الحكومة الإسرائيلية في العدوان على غزة، وقرار رئيسها بنيامين نتنياهو بوقف إطلاق النار رغم معارضة نصف أعضاء المجلس الوزاري المصغر المعني بالشؤون السياسية والأمنية.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأن نصف أعضاء المجلس الوزاري المصغر البالغ عددهم ثمانية يعارضون اتفاق وقف إطلاق النار الذي قرر نتنياهو قبوله من دون عقد جلسة للمجلس.
وأوضحت الإذاعة أن الوزراء الأربعة هم أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينت وغلعاد أردان ويتسحاق أحرونوفيتش.
وكان الوزير بينت طلب من نتنياهو عقد جلسة للمجلس الوزاري لبحث موضوع وقف إطلاق النار، إلا أن نتنياهو رفض ذلك وحصل على رأي قانوني من المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين يتيح له اتخاذ قرار قبول وقف إطلاق النار من دون عقد مثل هذه الجلسة.
وأثار قرار نتنياهو وقف العدوان على غزة من دون عقد جلسة لمجلس الوزراء المصغر ومن دون العودة للكنيست الاسرائيلي –البرلمان-موجة من الانتقادات له، الأمر الذي ينذر بإمكان انهيار ائتلافه الحكومي في الأشهر المقبلة وسط تقديرات إسرائيلية بأن الانتخابات المبكرة في إسرائيل تلوح في الأفق وسط احتمال انهيار الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل ليتم الاتفاق على موعد إجراء انتخابات مطلع العام المقبل
ويأتي إمكان انهيار حكومة إسرائيل جراء تصدعها في الحرب على غزة ومحاولة أقطابها إظهار أنفسهم بمظهر المعارض "للهروب الاسرائيلي" من غزة أمام فصائل المقاومة التي واصلت إطلاق الصواريخ للحظة الأخيرة قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ذلك الاتفاق الذي فجّر موجة من الانتقادات للحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو.
وشهدت الساحة السياسية الإسرائيلية، غداة إعلان وقف إطلاق النار هجومًا مركزًا على الاتفاق، وانتقد وزير السياحة الإسرائيلي "عوزي لانداو" بشدة الأداء الإسرائيلي في العدوان على قطاع غزة، وقال في تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية إن اسرائيل دخلت المعركة بتردد وانجرت وراء التحركات القتالية وخلقت انطباعًا وكأنها تريد الهدوء بكل ثمن وكأنها غير مستعدة لخوض القتال.
وأضاف أن" هذا التصرف يمس بقدرة الردع الإسرائيلية بشكل خطير ويلحق بإسرائيل ضررًا طويل الأمد".
ورأى أن إسرائيل لم تفلح أيضًا في الاستفادة من الدعم الدولي الكبير الذي حصلت عليه في بداية العملية.
وحول بقاء حزبه "إسرائيل بيتنا" في الحكومة، قال لاندو إن هذا السؤال جدي ويحتاج إلى جواب عليه.
وقال نائب وزير الجيش الأسبق ورئيس مركز حزب الليكود "داني دانون" الذي يتزعمه نتنياهو ، إن "شعب إسرائيل خرج من الحرب والحيرة والاضطراب باديان على وجهه، بعد أن دخل حربًا فرضت عليه"، داعيًا إلى عقد جلسة خاصة لحزب الليكود بعد أسبوعين في عسقلان لكشف الحساب حول نتائج العملية، كما قال.
عضو الكنيست عن حزب البيت اليهودي "أييلت شاكيد" وجّهت انتقادها لطريقة إدارة المعركة قائلة إن "قرارات المستوى السياسي في إسرائيل امتازت بالتخبط والسير نحو وقف إطلاق النار بدل حسم المعركة عسكريًا"
في حين قال وزير الجيش الأسبق ورئيس حزب كاديما "شاوول موفاز" إنه لا يمكن أن تنتهي المعركة بهذه الصورة وما هكذا تنتهي المعارك.
عضو الكنيست ورئيس حزب شاس الأسبق، ايلي يشاي عقّب على الاتفاق قائلاً إن حزبه لن يكون طوق نجاة لأحد في الحكومة، وإن حزبه لن يكون بديلًا عن أي حزب يخرج من هذه الحكومة في أعقاب الاتفاق، ملمحًا إلى أن تركيبة الحكومة ومجلس الوزراء المصغر فشلا حتى في حفظ أسرار المجلس وسربت فحواها.
وتطرق عضو الكنيست عن حزب "هناك مستقبل " عوفر شيلح" إلى الاتفاق قائلًا إن حزبه سيدرس الخروج من الحكومة بناءً على البرنامج السياسي المقبل للحكومة
و قال وزير العلوم ورئيس الشاباك الأسبق "يعقوب بيري" إنه في حال انعدام البرنامج السياسي للحكومة فالذهاب للانتخابات المبكرة أحد الخيارات.
و وصف رئيس كتلة حزب العمل في الكنيست "ايتان كابل" حالة المجتمع الإسرائيلي قائلًا "عندما نقيس حالة الخوف فلا فرق بين يمين ويسار فالأمن هو الأمن" على حد تعبيره.
ومن جهته وصف المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" أمير أورن، نتيجة الحرب بأنها "انهيار"، وقال إن شعار نتنياهو "الهدوء مقابل الهدوء" هو "هدوء مقابل الكذب" متوقعا حربًا أخرى داعيًا الجيش إلى البدء بالاستعداد لها رغم الدمار الواسع الذي طال غزة ورد المقاومة الفلسطينية التي قصفت إسرائيل بحوالى 5 الاف قذيفة وصاروخ.
وقال موقع "واللا" العبري إن 4591 صاروخًا وقذيفة أطلقت تجاه إسرائيل، زاعمًا أن 3659 سقطت فعلًا في إسرائيل، فيما اعترضت منظومة القبة الحديدية 735، وفشل 197 صاروخًا في الانطلاق.
وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية أحصت 70 قتيلًا، 64 منهم من جنود وضباط الجيش، وقتل اثنان في كيبوتس "نيريم" قبيل إعلان التهدئة بساعة فقط من مساء الثلاثاء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر