مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا يعتبر مطمح لتكتل اقتصادي بمنافع استراتيجية كبرى
آخر تحديث GMT 12:34:18
المغرب اليوم -

مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا يعتبر مطمح لتكتل اقتصادي بمنافع استراتيجية كبرى

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا يعتبر مطمح لتكتل اقتصادي بمنافع استراتيجية كبرى

الرباط _المغرب اليوم

أكد نور الدين بلحداد، الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن مشروع خط أنبوب الغاز الذي سيربط ما بين المغرب ونيجيريا يعد تجسيدا لمطمح اقتصادي بمنافع استراتيجية كبرى.وأوضح السيد بلحداد، الذي حل اليوم الجمعة ضيفا على الفقرة الصباحية لإذاعة الأخبار المغربية (ريم راديو)، أن الأمر يتعلق بمشروع جبار وله تأصيل تاريخي في إطار العلاقات التي كانت تربط المملكة بالعديد من الدول الإفريقية عبر قرون؛ مبرزا أن مشروع أنبوب الغاز جاء ليلبي الحاجيات الاقتصادية للعديد من الدول في إطار التراكمات والنزاعات الاقتصادية وما عرفته العديد من الدول الإفريقية من هزات اقتصادية وكذا التهافت على مصادر الطاقة، بالإضافة إلى مشكل التكلفة في نقل هذه المادة الحيوية.

وتابع أن التنمية الاقتصادية والطموح الذي كان يروم إلى تحقيقه جلالة الملك محمد السادس في إطار علاقة رابح-رابح، سيتجسد على أرض الواقع وسيكون له تأثير على التنمية المستدامة في كل الدول التي يمر منها الأنبوب، كما سيكون لها وقع على ساكنة هذه الدول لتحقيق طفرة اقتصادية ولخلق رابط اقتصادي يجمع هذه البلدان. واعتبر الباحث أن المواقف المؤيدة لتجمع دول الساحل والصحراء بإطلاق مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، هي مواقف شجاعة لأن دول الساحل ، بالنظر الى التراكمات السياسية التي مرت منها ،بالإضافة إلى الرغبة الأكيدة لجلالة الملك في إطار سياسة جنوب-جنوب ، التي تتوخى تشجيع دول الساحل وإعطائها الفرصة لكي تساهم هي الأخرى بدور فعال في تنشيط الحركية التجارية “على اعتبار أننا في زمن التحالفات الاقتصادية والسياسية”. وذكر السيد بلحداد أن عمق المغرب وامتداده الجغرافي مع مجموعة من الدول على مر العصور من عهد المرابطين والموحدين والمرينيين والسعديين والأسرة العلوية جسد هذا الوجود الاقتصادي من خلال العديد من المحطات التي أغنت الساحة التجارية والاقتصادية؛ مشيرا في هذا الصدد إلى مراكز تمبوكتو وغاو وجيني ووادي نون والساقية الحمراء ووادي الذهب وبلاد شنقيط وتندوف المغربية إلى الصويرة ومراكش وسلا وحتى الحسيمة، التي كانت تشكل مسالك تجارية انتعشت عبرها الحركة الاقتصادية.

وتابع قائلا “إن هناك توجها استراتيجيا اليوم، فنحن في زمن الصراعات السياسية والتكتلات الاقتصادية، ولابد من خوض غمار هذه التجربة لكي نبرهن على هذه الروابط، ولكي نعطي الفرصة لتوسيع هذا المجال الجغرافي ليمتد ليس فقط إلى غرب إفريقيا بل أيضا إلى جنوب القارة وإفريقيا الشرقية من أجل أن تعم خيرات هذه السياسة الملكية في إطار رابح-رابح.

وأوضح الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية أن إفريقيا أضحت حديث الساعة سواء في أوروبا أو آسيا أو أمريكا ولكن ليس بنفس الشروط التي يطمح إليها سكان وشباب القارة ، مبرزا أن الاتفاقيات التي عقدها جلالة الملك في العديد من الدول الإفريقية كانت تلامس في عمقها عنصر الشباب الإفريقي واستغلال خيرات القارة لأن الهدف هو استشراف غد مشرق لإفريقيا.

وأضاف أن دعامة إفريقا اليوم هي شبابها وثرواتها المتعددة والغزيرة، حيث ولى زمن الاحتكار والتدخل الاستعماري وبرز العديد من الزعماء الأفارقة الشباب الذين أولوا عناية كبيرة للاستفادة من خيرات أوطانهم؛ كما أصبحت هناك مسافة من تلك التحالفات غير المتكافئة التي كانت تربط القارة بأوروبا الغربية، وصار الحديث عن تجارة واقتصاد ومشاريع تنموية كبرى والدور المغربي في تزكية هذه المشاريع.

وأوضح السيد بلحداد أن الثقافة جسر لا يستغنى عنه في إطار التحديات الاقتصادية السياسية الآنية والمستقبلية؛ مذكرا بأنه خلال القرن 15 كان هناك في مدينة تمكبوكتو سوق لببيع المخطوطات والكتب المغربية القادمة من جامعة القرويين، وكانت هناك حركة دؤوبة ما بين تمبوكتو وفاس، وجرى استقبال العديد من العلماء والطلبة الأفارقة الذين تم تكوينهم في عهد المرابطين والموحدين والأدارسة والعلويين لتوطيد تلك العلاقات الثقافية في إطار الإخاء عن طريق الزوايا القادرية والتجانية والفاضلية، على سبيل المثال لا الحصر.

وقال إن الجامعة المغربية لها ايضا حضور وازن في العديد من المحطات التاريخية، في نييجريا، وغينيا بيساو، والموزمبيق، ذلك أن العديد من الدول أصبحت تتخذ المغرب كصلة وصل وكلسان حال تعبر من خلاله عن النهضة العمرانية والطفرة السياسية والاقتصادية والتنمية البشرية التي يعيش في كنفها الشباب المغربي في ظل حكم الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن هذا الوضع أعطى زخما ونفسا كبيرا للعديد من الدول الإفريقية وخاصة لشبابها الطامح للاستفادة من ثمار التنمية

قد يهمك ايضا

شركة الخطوط الجوية الفرنسية تعلن استئناف رحلاتها إلى 150 جهة

الخطوط الجوية الفرنسية تعتزم استئناف رحلاتها إلى أفريقيا باستثناء المغرب

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا يعتبر مطمح لتكتل اقتصادي بمنافع استراتيجية كبرى مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا يعتبر مطمح لتكتل اقتصادي بمنافع استراتيجية كبرى



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib