التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية الحقبة الذهبية
آخر تحديث GMT 13:07:03
المغرب اليوم -

التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية "الحقبة الذهبية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية

التهريب
الرباط _ المغرب اليوم

كانت الأسواق المتخصصة عند الحدود الأفغانية الباكستانية تزخر في الماضي بالجزمات العسكرية والسترات الواقية من الرصاص وكل لوازم الجندي النموذجي، قبل بدء انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان الذي حرم المهربين من مصادر إمدادهم. وباتت القوات الأميركية والأطلسية على وشك استكمال انسحابها بحلول 31 غشت، بعد عشرين عاما من اجتياح أفغانستان بهدف الإطاحة بحركة طالبان من السلطة لرفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة في ذلك الحين أسامة بن لادن إثر اعتداءات 11 شتنبر. وعلى مدى هذين العقدين، زخرت الأسواق عند الحدود مع باكستان بأحدث اللوازم

العسكرية والملابس، وحتى السلع الكمالية الموجهة إلى القواعد الأميركية التي كان بعضها مجهزا بكل الخدمات ووسائل الراحة. وبذلك، كانت هذه الأسواق مستمرة في تقليد طويل من التهريب في هذه المنطقة الحدودية على وقع الاجتياحات الأجنبية المتتالية. فأمنت الممرات الجبلية الفاصلة بين البلدين على مرّ العقود حماية للجيوش والمهربين والتجار الذين كانوا يتنقلون بين المنطقة وآسيا الوسطى.لكن في السنوات الأخيرة، واجه تجار الأسواق الحدودية صعوبات جراء الانسحاب التدريجي للقوات الأجنبية من أفغانستان وإقامة باكستان سياجا عند حدودها مع هذا البلد الممتدة على

طول 2400 كيلومتر. وأوضح محبوب خان، تاجر في سوق سيتارا في مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان، متحدثا لوكالة فرانس برس: “كانت السوق معروفة بهذه السلع الأميركية والأطلسية وكانت تغص بالزبائن”.وأضاف: “أما الآن، فالحدود مغلقة بإحكام ولم تعد هذه السلع تصل، ما أضر بأعمالنا بشكل هائل”. وعوضا عن معدات الجيوش الغربية من نظارات الرؤية الليلية والسترات العسكرية، لم تعد هذه الأسواق تعرض سوى منتجات رخيصة الثمن من الصين أو جنوب شرق آسيا. يقول خان بأسف عن الحقبة التي تلت تدخل ائتلاف عسكري بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان عام 2001

: “كانت تلك حقبة جيدة، حقبة ممتازة”. توقف تام كانت باكستان في ذلك الحين المركز اللوجستي للحرب في أفغانستان، فتصل آلاف الحاويات إلى مرفأ كراتشي (جنوب) الضخم محملة بالمعدات، قبل أن يتم نقل حمولتها في شاحنات إلى الحدود الأفغانية. وكانت حمولة تختفي أحيانا على الطريق أو تصل ناقصة إلى أفغانستان. كذلك، كان يتم السطو بكل بساطة على تجهيزات في مواقع المعارك ونقلها إلى مختلف نقاط العبور الحدودية. ويروي خان: “كانت هذه السوق من قبل مكتظة … أما الآن، فهي خالية، لا حشود ولا أي زبون”. ولطالما كانت باكستان بفعل موقعها المجاور لأفغانستان

وجهة لكل أنواع سلع التهريب، سواء السيارات الفخمة أو اللوازم المنزلية. وازدهرت السوق السوداء في هذا البلد حيث نسبة جباية الضرائب من الأدنى في العالم، واستفادت أسواق التهريب من عدم اكتراث قوات حفظ النظام. لكن في المناطق المحافظة المتشددة في شمال غرب باكستان حيث لا تزال النساء يرتدين البرقع ويحتفظ المتطرفون الإسلاميون بنفوذ كبير، كان ينظر باستياء أيضا إلى هذه الأسواق لأنها كانت تعرض أيضا أفلاما إباحية وأقراص فياغرا مزيّفة. لكن هذا لم يكن يثني الزبائن، فكان بعضهم يقصدها من مناطق نائية تتطلب رحلة تستمر ساعات.

وقال محمد عفان في سوق سيتارا: “في آخر مرة، وجدنا سلعا للحلف الأطلسي هنا … كانت هناك حقائب للجيش الأميركي وأحذية. لكن كل هذا اختفى الآن، لم نعد نجد سوى أغراض محلية”، مشيرا إلى أن الأسعار أيضا ازدادت. وفي ظل الهجوم الذي تشنه حركة طالبان منذ مطلع ماي واحتلت خلاله العديد من المناطق الريفية وصولا أخيرا إلى عدد من عواصم الولايات، أغلقت الحدود بين البلدين. وقال التاجر ذبيح الله المولود في بيشاور غير أنه أفغاني الجنسية، إن الزبائن “لم يعودوا يقصدون” السوق، موضحا: “كانت إمدادات السلع من الحلف الأطلسي تتواصل من قبل، وكانت الحاويات تصل إلى هنا الواحدة تلو الأخرى. كل هذا توقف الآن”.

قد يهمك ايضا

تهريب مهاجرين غير شرعيين إلى سبتة على متن "دراجة مائية"

إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات عبر مرفأ بيروت وتوقيف 3 متورطين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية الحقبة الذهبية التهريب على الحدود الأفغانية الباكستانية يصل إلى نهاية الحقبة الذهبية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 12:35 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمرو دياب يتصدر قائمة أكثر الأغاني رواجًا في 2025
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدر قائمة أكثر الأغاني رواجًا في 2025

GMT 14:40 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين
المغرب اليوم - ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين

GMT 12:33 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ترمب يعلن احتجاز ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:27 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الأرجنتين تُجهّز لمواجهة منتخبي إيطاليا وإسبانيا وديًا

GMT 05:58 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

تعزيز التعاون في المجال القضائي بين المغرب واليمن

GMT 09:19 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مؤيد اللافي يُجري حصة تدريبية مع الوداد المغربي

GMT 10:59 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«ماجد الفطيم» تخطط لافتتاح متاجر كارفور بأوزبكستان 2020

GMT 17:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

فندق "ديوكس" ضيافة إنجليزية فاخرة في قلب دبي

GMT 17:09 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أولمبيك خريبكة يستأنف تدريباته غدا الثلاثاء

GMT 19:06 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

ليفربول يلحق الهزيمة بمانشستر سيتي في مباراة الموسم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib