قرية كوشو تمثل صفحة جديدة للوحشية و لجرائم حرب داعش
آخر تحديث GMT 03:54:32
المغرب اليوم -

قرية كوشو تمثل صفحة جديدة للوحشية و لجرائم حرب داعش

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قرية كوشو تمثل صفحة جديدة للوحشية و لجرائم حرب داعش

مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش
بغداد ـ نهال قباني

بثت قناة "بي بي سي" الأسبوع الماضي، على لسان المذيعة "ليسي دوسيت"، مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش, وهي تروي القصص التي سمعتها، ففي إحدى القرى في الركن الشمالي من العراق، تقف بافرين شيفان البالغة من العمر 20 عامًا على سرير معدني للحديث عن أكثر الأوقات الصعبة التي عاشتها ، وتروي برباطة جأش ملحوظة "كانوا يغتصبونني كل يوم، مرتين أو أكثر ، وكنت مجرد طفلة"، كما تقول بصوتها الناعم"لا يمكنني أن أنسى ذلك أبدًا".

وتشارك بافرين قصتها على الرغم من صعوبة ذلك ، لأنها تريد أن يسمع العالم ما حدث لها وأن هناك ما يقرب من 7000 امرأة يزيديّة أخرى اسُتعبدت لسنوات من قبل مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية البربرية ، وأن العالم كما يعتقد مجتمعها الصغير، قد نسيهم.

كانت صور الأشخاص اليائسين الذين تقطعت بهم السبل على سفح الجبل في قلب اليزيديين، الذين يموتون من الجفاف والجوع، قد أشعلوا التعاطف مع ثقافة قديمة لم يُسمع عنها سوى القليل ، وتم إرسال طائرات هليكوبتر لإسقاط الغذاء والماء على المنحدرات الجرداء في جبل سنجار ولجذب عدد قليل من الناس الذين تمكنوا من الصعود على متن الطائرة إلى بر الأمان ، وظلت الشوارع في صمت مخيف، وما زالت المنازل المهشمة بكثافة مليئة بالقنابل والأفخاخ التي زرعتها داعش قبل أن يتم إخراجها من هذه المنطقة قبل ثلاث سنوات من قبل القوات الكردية بدعم من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ، و ينتشر الآن مئات الآلاف من اليزيديين في مخيمات النازحين في جميع أنحاء هذه المنطقة الشمالية، غير قادرين وغير راغبين في العودة إلى ديارهم، وغير متأكدين من أين يلجئون إلى طلب المساعدة.

وتابعت بافرين حديثها "هناك عدد قليل من وكالات الإغاثة على أرض الميدان هنا وتُرك اليزيديون في حالة من عدم اليقين، وهم عالقون في نزاعات بين الإدارة المحلية الكردية والحكومة المركزية في بغداد، وكان ذلك يؤثر على إيصال المعونات وكذلك الأمن للسكان الذين ما زالوا يشعرون بالخوف العميق من عودة داعش"

وتقول بافرين بينما تجلس في فناء المزرعة، وهي مرتدية وشاح أزرق داكن ، اختارت ألا تخفي وجهها ، أو اسمها، لأنها تحكي قصة ، مثلها مثل العديد من النساء اليزيديات، تفوق الخيال "لا أستطيع العودة إلى قريتي "، "ليس هناك أمل في أن تكون هناك حياة في قريتي ، لم يتبقى هناك سوى عظام الموتى فقط" ، و تبعد قريتها كوشو فقط مسافة قصيرة بالسيارة ، و في الملف الكبير لجرائم حرب داعش ، تمثل كوشو صفحة جديدة للوحشية ، نحو 400 رجل، وهم جميع السكان الذكور، تم اعتقالهم أو إطلاق النار عليهم أو قطع رؤوسهم ، وقُتلت نساء عجائز وأُلقِين في مقابر جماعية، بينما قُدمت النساء الأصغر سنًا في الأسواق كعبيد جنس، وتحول الأولاد إلى جنود أطفال.

و كانت بافرين في ذلك الصيف المشئوم لعام 2014، خارج قريتها كوشو وحاولت شق طريقها إلى جبل سنجار، بالإضافة إلى عشرات الآلاف الآخرين الذين فروا إلى هناك في حالة من الذعر الأعمى للهروب من هجوم داعش و يعتقد اليزيديون أن جبل سنجار، الذي يمتد عبر المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، كان دائمًا حاميهم الوحيد ،و إنهم ينظرون إليها على أنها الوصي على إيمانهم المضطهد منذ فترة طويلة، وهو دين توحيدي ذو جذور زرادشتية، وهو ما يستمد أيضًا من المسيحية والإسلام.

و قبض مقاتلو داعش على بافرين وإخوتها الثلاثة على الطريق، جنوب جبل سنجار، وحبسوها، في البداية مع العديد من صديقاتها الشابات من قريتها كوشو ، وفي ألمها، نجد هناك أيضًا قوة حيث عبرت "كل يوم كنت أسيرة، أصبح أقوى"، كما تقول "لقد أنتهزت كل فرصة ممكنة لأحاول الهروب ووعدت نفسي بأنني لن أتراجع أبدًا، لأنه في النهاية، إما أن أقتل من قبل آسري أو أن أكون حرة"، وعندما قُتل المقاتل الثاني الذي استعبدها في تفجير انتحاري ، لففت نفسها في ملابس سوداء، واندفعت فوق جدار، ووجدت طريقها إلى منزل في مدينة الموصل العراقية، التي كانت أيضًا تحت قبضة داعش ، وفتح الغرباء الباب أمام امرأة خائفة هاربة، وأبقوها لأيام ، ثم باعوها إلى عائلتها ،  ولا يزال هناك 35 من أفراد أسرتها الكبيرة في عداد المفقودين ، وهي تعترف على مضض بقولها "ربما مات إخوتي ، لكننا ما زلنا نعيش بالأمل".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية كوشو تمثل صفحة جديدة للوحشية و لجرائم حرب داعش قرية كوشو تمثل صفحة جديدة للوحشية و لجرائم حرب داعش



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 00:55 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

انهيار المباني على سكانها أحد الجوانب القاتمة لحرب غزة
المغرب اليوم - انهيار المباني على سكانها أحد الجوانب القاتمة لحرب غزة

GMT 01:09 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء
المغرب اليوم - النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء

GMT 14:34 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين
المغرب اليوم - تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 03:53 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

التشكيلة الرسمية للوداد الرياضي أمام الحسنية

GMT 13:36 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفي قمر يطرح خامس أغانى ألبومه بعنوان مش هاشوفك

GMT 19:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 20:34 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

15 نصيحة لتطويل الشعر بسرعة

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 02:44 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

فنانون ونقاد يرصدون أسباب اختفاء ظاهرة المخرج المؤلف

GMT 03:52 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فاطمة سعيدان تكشف أن "عنف" استمرار لتقديم المسرح السياسي

GMT 12:58 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تشميع بيت قيادي داخل جماعة العدل والإحسان في مدينة وجدة

GMT 14:27 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

حريق هائل يلتهم 3 بواخر صينية في ميناء أغادير

GMT 20:16 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

الرياح القوية تقتلع الاشجار وتقطع الكهرباء شمال المغرب

GMT 08:34 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

إصدار قانون تقاعد المهنيين والعمال المستقلين في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib